أسدل الستار على أغرب بطولة كأس عالم من نوعها في التاريخ، الأولى وسط الموسم والثلوج تتساقط في أوروبا، الأولى بإقامة 4 مباريات في يوم واحد، الأولى ومعظم الملاعب على بعد 20 دقيقة تقريبًا من بعضها البعض، الأولى لفريق عربي وأفريقي في نصف النهائي، الأولى بأرقام قياسية بالجملة، ولكن الأهم من كل ذلك بالنسبة لمعظم عشاق الكرة أنها البطولة الأولى وربما الأخيرة التي يتوج بها ليونيل ميسي أسطورة اللعبة وأحد أفضل من لمسوها على مر العصور.
ميسي يعانق المجد
ميسي يعانق المجد
تتويج الأرجنتين باللقب وحمل ميسي للكأس في المباراة النهائية التاريخية كان بمثابة حبة الكرز التي وضعت على وجبة شهية أمتعت وأشبعت الجميع من إثارة وندية، بعدما نجحت جماهير الألبي سيليستي في إبهار كل من تواجد في الدوحة على مدار ما يقرب من شهر كامل باللوحات الفنية التي رسموها داخل الملعب وخارجه، وأصبحت اللغة الإسبانية مألوفة للجميع بعد 30 يومًا من الرقص والغناء على أصوات راقصي التانجو في قطر.
دروس عربية بالجملة لكل العالم من كأس العالم وأعتقد أنها ستبقى محفورة في ذاكرة الجميع لسنوات وربما عقود طويلة من الزمن بعد رفع ميسي للكأس في لوسيل أمام أكثر من 88 ألف متفرج في الملعب والملايين أمام الشاشات حول العالم.
منتخب المغرب
أول الدروس وأكثرها صدمة هو أن كرة القدم يمكن أن يتم الاستمتاع بها بدون الخروج عن آداب الدين الإسلامي والعادات والقوانين العربية، وبالفعل أجبرت قطر فيفا ورعاة كأس العالم على إقامة البطولة بدون كحوليات في الملاعب أو ألوان لا تتفق مع الدين الإسلامي والعادات العربية، وباستطلاع للرأي أجريته مع مجموعة كبيرة من الجماهير من مختلف الجنسيات، أبدوا ترحيبهم بالقرار واستمتاعهم باللعبة بدون كحوليات وهو ما حدث بالفعل على مدار 64 مباراة.
وأكدت الشرطة الإنجليزية في بيان رسمي أن كأس العالم 2022 هي أول بطولة يعود منها الجماهير الإنجليزية إلى الوطن دون أي حالة اعتقال، كنتيجة طبيعية لمنع الكحول في ملاعب قطر.
منتخب المغرب قدم هو الآخر درسًا للجميع بأن كرة القدم العربية والأفريقية لا تقل عما نستمتع به في أوروبا وأمريكا اللاتينية ونجح أسود الأطلسي في الوصول لنصف النهائي لأول مرة في تاريخنا العربي والأفريقي مدعومة بزئير مرعب من المدرجات التي سيرت كل المباريات لصالحها حتى نصف النهائي وأطاحت في طريقها قوى عظمى مثل بلجيكا وإسبانيا والبرتغال.
وبالحديث عن التنظيم وحفاوة الاستقبال فيكفي ما قاله السويسري جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي وصف النسخة الأخيرة من كأس العالم بأنها الأفضل على الإطلاق ومن أهم مميزاتها الملاعب المجهزة بأحدث التقنيات لإظهار كل كبيرة وصغيرة على أحسن ما يرام لأهم بطولة للعبة الشعبية الأولى في العالم، بجانب ملاعب التدريب ومقرات الإقامة التي أبهرت كل المنتخبات وممثلي وسائل الإعلام، إلى خدمات النقل والمواصلات التي توفرت للجميع دون أي زحام أو أزمات تذكر، بجانب مهرجانات المشجعين التي استقبلت حوالي مليوني متفرج من كل أنحاء العالم وتضمنت شاشات عملاقة وفقرات ترفيهية وفنية أمتعت الجميع على مدار 30 يومًا.
حفل ختام كأس العالم 2022
كل ما حدث وتم التجهيز له في المونديال في كفة، وتتويج ميسي بالكأس وهو يرتدي الملابس العربية التقليدية في كفة أخرى، اللحظة التي انتظرها الأسطورة ومحبيه في كل أنحاء العالم لسنوات طويلة تم تخليدها بتلك اللقطة التاريخية والتي ستظل محفورة في أذهان الجميع، وربما نجد أغاني خاصة بها من جماهير التانجو العاشقة للغناء والاحتفال، أو حتى نجدها مع الغترة في كل بطولات العالم القادمة كنوع من التفاؤل بعدما رفع الأفضل في كل العصور الكأس بتلك الطريقة في قطر.
احتفالية رائعة في ختام مونديال قطر
علينا أن نتوجه بالشكر لكل من ساهم إخراج تلك البطولة الاستثنائية بتلك الصورة المبهرة، وبالتأكيد لكل اللاعبين الذين أمتعونا وأكملوا عظمة التنظيم بأداء لن ينسى وخاصة في المباراة النهائية التي أمتعنا فيها نجوم فرنسا والأرجنتين.
شكرًا على الذكريات الكروية الشتوية الجميلة في بطولة العرب التي أصبحت مرجعًا للجميع ويحتاج تخطيها إلى مجهودات مضاعفة بدءًا من نسخة 2026 في أمريكا وكندا والمكسيك والتي ستنطلق برقم قياسي جديد وهو مشاركة 48 فريقًا للمرة الأولى في تاريخ المونديال، لكن اعتقد أنها لن تقترب من العظمة والتألق والمتعة التي شهدناها في كأس العالم 2022.
حفل نهائي كأس العالم
حفل ختام كاس العالم
ميسي مع كأس العالم
احتفال الأرجنتين بكأس العالم