أمانى فؤاد: النقد ينتصر لتميز القصيدة دون النظر لجنس كاتبها‎

الأربعاء، 21 ديسمبر 2022 02:00 م
أمانى فؤاد: النقد ينتصر لتميز القصيدة دون النظر لجنس كاتبها‎ الناقدة الدكتورة أمانى فؤاد
كتب بلال رمضان‎

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قالت الدكتورة أمانى فؤاد، أستاذة النقد الأدبي الحديث بأكاديمية الفنون فى القاهرة، ‏وعضو لجنة تحكيم مسابقة أمير الشعراء، إن النقد الأدبى ينتصر للقصيدة الجميلة دون ‏النظر إلى جنس مبدعها، سواء أكان كاتبة أم كاتب.

وأوضحت الدكتورة أمانى فؤاد، خلال تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" تعليقا على ‏تصريح لها نشرته مسابقة "أمير الشعراء" حول "احتياج الشاعرات إلى امرأة ناقدة على ‏درجة من الوعي بطبيعة مشاعرهن وتجاربهن" بأنها لا تؤمن بأن هناك فارقا شاسعا بين ‏الناقد أو الناقدة، لكنها تؤكد أيضا بأنه يوجد نوع من الاختلاف.

وأضافت أمانى فؤاد: جميعنا تحكمنا ‏معايير وأدوات ومناهج، وبالطبع هى ليست علمية مطلقة، لأن الشعر والفنون والعلوم ‏الإنسانية بها تفضيلات بشرية، ولكن الناقدة أو الناقد المتسلح بثقافته ورؤيته للحياة ‏ومناهجه النقدية يكون لديه قدرة للحكم والانتصار للقصيدة الجيدة دون غيرها.‏

وقالت أمانى فؤاد، إن ما قصدته بتصريحى، أنه عادة ما يقع على المرأة المبدعة فى ‏المجتمعات العربية قيود أكثر من الرجل، وطبيعة أخرى في المعاناة، ومحاذير في البوح، ‏مجموعة من التابوهات التي لا ينبغي أن تصرح بها، فتقيد حركتها الإبداعية، ولهذا تخرج ‏علينا بعض الأصوات – للأسف الشديد – لتقول بأن المرأة لم تضف للسردية العربية، ولا ‏الشعر العربي، ويستندون على تجربتها المقيدة التي تفرضها الثقافة الاجتماعية.

وتابعت أمانى فؤاد: وللحقيقة ‏أنا ضد هذه المقولة، فلقد استطاعت المرأة المبدعة العربية أن تستخدم آليات الفن والرمز ‏والمجاز لتتغلب على هذا القيد الثقافي الاجتماعي، وأبدعت بوحا ورؤية وفنونا أكثر ما ‏يميزها صدقها وتعبيرها عن نفسها وحياتها. وأحسب أن درجات صدق المرأة في إبداعاتها ‏ستزداد توهجا فنيا وفكريا مع استمرار نضج تجاربها، وتراكم منتجها المعرفي الثقافي ‏والفني.

أمانى فؤاد: وجود ناقدة في لجان التحكيم يمثل ثنائية الحياة‏
 

ورأت الدكتورة أمانى فؤاد أن وجود امرأة فى أى لجنة تحكيم، هو أمر يؤكد على تكامل ‏ثنائية الحياة، القائمة على التشارك، لا الاستحواذ، بالإضافة إلى أن الناقدة تدرك ‏خصوصية الإبداع عند المرأة وخصوصية مشاعرها دون غيرها، كتجربة الأمومة مثلا، أو ‏طبيعة عواطف المرأة وتفاصيلها التي لا تنطبق على مشاعر الرجل.

وأضافت أمانى فؤاد: كما أن للمرأة ‏صياغة خاصة للصورة وتشكيل المجاز، وهو أمر قد تلتفت إليه الناقدة بصورة أوضح. ‏وهذا لا ينفي بالطبع أن الرجل يستطيع أن يستوعب مكنون المرأة واهتماماتها ‏وخصوصيتها، فالرجال كثيرا ما عبروا عن المرأة بمنتهى الإجادة مثل إحسان عبد القدوس ‏ونزار قباني، لكن الطبيعي والمنطقي التشارك فى كل أوجه الحياة بين المرأة والرجل، ‏وتمثيل المرأة المستحقة بما تمتلكه من علم وحضور ورؤية فى لجان التحكيم كافة.‏

أمانى فؤاد: الناقد ينتصر للقصيدة دون النظر لجنس الكاتب
 

وتساءلت الدكتورة أمانى فؤاد: ولكن هل يعنى هذا أننى سأنتصر للمرأة على حساب ‏القصيدة؟ بالطبع لا، فجميعنا سينتصر للقصيدة الفارقة والجميلة فى المقام الأول، فهى ‏الفيصل، لكن من المنطقي أنه طالما تشارك فى أى مسابقة أو جائزة شاعرات وشعراء، ‏كاتبات وكتاب، أن تكون هناك ناقدة.‏

أسباب قلة الناقدات في الوسط الثقافى
 

أما عن قلة عدد الناقدات فى الحياة الثقافية، فرأت الدكتورة أمانى فؤاد، أن مجال النقد ‏الأدبى صعب، ويتضمن صراعات كثيرة، وعادة ما تنحصر إسهامات الناقدات داخل ‏أسوار الجامعة، وقليلات منهن من تتفاعل مع الحياة الثقافية العامة، وأحيانا يكون ‏القصور فى نظرة المجتمع، ورغبة الرجل في الاستحواذ، وهيمنته على بعض المواقع، ‏وهدمه لبعض الأصوات النسائية، مضيفة: أتذكر أن أحد أساتذتى من النقاد الكبار، قال ‏ذات مرة: إننا تعاملنا بقسوة وغطرسة مع بعض الأصوات النقدية النسائية في جيلنا، ‏وعملنا على تحجيمهم. ‏

وأضافت فؤاد: أقول مجددا إن أية ناقدة تستحق أن تكون فى مثل هذه المواقع الهامة بما ‏تمتلكه من رؤية ومعرفة وأدوات نقدية ومناهجها العلمية، وأيضا قدرتها على التعبير عن ‏هذه الرؤية واشتباكها مع الشأن العام والثقافي، وليس لأنها امرأة وفقط، ويتعين أن تمثل ‏وأن تمكن، الاستحقاق هو الفيصل.‎

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة