فريق علمى بمعهد الفلك يرصد الظاهرة وينظم أمسيات للجمهور من أقصى الجنوب
رئيس معمل أبحاث الشمس يكشف آخر استعدادات رصد الظاهرة
رئيس قسم الفلك: تعامد الشمس على المعابد دليل على براعة القدماء المصريين
أستاذ بمعهد الفلك يكشف سر التعامد ويؤكد : تعامد الشمس على المعابد الفرعونية القديمة ليست صدفة أبدا
فى واحدة من أهم الظواهر الفلكية التى تعد دليل على براعة المصرى القديم ، يكون هواة الفلك على موعد يوم الأربعاء ، مع ظاهرة تعامد الشمس على معبد الكرنك ، لتؤكد هذه الظاهرة أنه ما زال المصري القديم يبهر العالم بانجازاته في علوم الفلك
الشمس ستتعامد يوم الأربعاء المقبل، على معبد الكرنك في السادسة والنصف صباحا ، حيث تشرق الشمس موازية للمحور الرئيسي لمجمع معابد الكرنك بالأقصر لتتعامد على قدس الأقداس ، معلنة حلول الانقلاب الشتوي الذي يحدث في نفس اليوم عند الساعة الحادية عشرة و48 دقيقة مساء نفس اليوم، وبحسب الروايات الأثرية فإن هذا التعامد قد يكون اعلاناَ لبداية الشتاء أو احتفالاّ بميلاد رع الكبير.
الدكتور محمد صميده رئيس معمل أبحاث الشمس بالمعهد القومى للبحوث الفلكية ، كشف أن المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية تحت رعاية الدكتور جاد القاضى ، رئيس المعهد ، سينظم بالتعاون مع جميع الجهات المعنية بالأقصر (محافظ الأقصر، مكتبة مصر العامة بالاقصر – هيئة التنشيط السياحى)، أمسية فلكية عن تعامد الشمس على المعابد المصرية.
وأشار صميده ، إلى أنه سيتم أيضا تنظيم فعاليات رصد لصفحة السماء باستخدام التليسكوبات الفلكية الصغيرة، و فعاليات رصد للظاهرة ببهو الأعمدة بمعبد الكرنك بالاقصر صباح يوم الأربعاء 21 ديسمبر وذلك تحت اشراف وتنسيق وزارة السياحة والأثار وهيئة التنشيط السياحى بالأقصر.
وسيقوم علماء وباحثين متخصصين من المعهد بشرح وتفسير حيثيات تلك الظاهرة للحضور والإجابة على تساؤلاتهم واستفساراتهم، فيما دعا المعهد جميع المهتمين برصد ومتابعة الظواهر الفلكية وهواه الفلك بالمشاركة وحضور تلك الفعاليات.
ومن جانبه قال الدكتور أشرف شاكر رئيس قسم الفلك بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، إن الحضارة المصرية من أكثر الحضارات التى اهتمت بعلم الفلك ودراسته وتجلى ذلك فى بناء المعابد والهرم الأكبر ، قائلا : بالدليل أن المهندس سين موت منفذ معبد الدير البحرى كان فلكى فى الأصل ومقبرته تعتبر من أهم المقابر الفلكية الموجودة.
وأضاف رئيس قسم الفلك بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، فى تصريحات خاصة لليوم السابع، أن المصريين قدموا للعالم التقويم الشمسى وهو التقويم الحريجورى، موضحا أن أهم ما يبين براعة المصريين القدماء فى علم الفلك والحسابات الفلكية تعامد الشمس على المعابد وخاصة تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني قدس الأقداس وهى ظاهرة تحدث مرتين سنويا .
وتابع : وتفسيرا لتعامد الشمس على المعابد قال شاكر: شروق الشمس كل يوم يختلف حسب دوران الأرض حول الشمس ، والشمس تشرق من نفس النقطة مرتين فى العام وهو ما لاحظه المصريين القدماء فصمموا المعابد بحيث تشرق الشمس على نقط بعينها كل عام .
وعن ظاهرة تعامد الشمس على معبد الكرنك ، أكد الدكتور أشرف تادرس ، أستاذ الفلك بالمعهد القومى للبحوث الفلكية ، أن تعامد أشعة الشمس على معبد أبو سمبل ومعبد الكرنك ومعبد حتشبسوت ومعبد قصر قارون وغيرها من المعابد الفرعونية القديمة ليست صدفة أبدا .
وأضاف أستاذ الفلك بالمعهد القومى للبحوث الفلكية ، فى تصريحات خاصة لليوم السابع ، أن تعامد الشمس على معابد الفراعنة دليل على الدراية الكاملة لقدماء المصريين بعلوم الفلك وبخاصة حركة الشمس الظاهرية في السماء.
وأشار إلى أن ظاهرة تعامد الشمس على معبد الكرنك ، في مضمونها تعتمد على أن الشمس في شروقها وغروبها تمر على كل نقطة خلال مسارها مرتين في السنة ، وبذلك يكون التعامد على مكان بعينه عند شروق الشمس ينحرف بمقدار ربع درجة تقريبا يوميا ذهابا إلى أقصى الشمال الشرقي حتى 23.5 درجة صيفا ، ثم إيابا إلى أقصى الجنوب الشرقي حتى 23.5 درجة شتاء .
وأكد أن ظاهرة تعامد أشعة الشمس على المعابد والقصور والمتاحف الفرعونية انتقلت إلى أحفاد الفراعنة، حيث نجد ان هذه الظاهرة تتحقق في عدد من الكنائس المصرية القديمة مثل كنيسة مارجرجس الأثرية بصهرجت الكبرى بميت غمر ، وغيرها من الكنائس القديمة، مؤكدا أن تعامد أشعة الشمس على المعابد الفرعونية القديمة ليست صدفة ابدا.
يذكر أن المعهد القومى للبحوث الفلكية يقوم بتنظيم ندوات وفعاليات رصد للاحداث والظواهر الفلكية في أماكن مختلفة داخل الجمهورية بهدف زيادة الوعى المجتمعى وتثقيف جموع الشعب وتوعيتهم بتلك الظواهر الطبيعية وكشف أى لبث أو غموض يكتنفها وتوضيح أى حيثيات لعدم انتشار الشائعات المضللة عنها.