مساعدات جديدة، ورد حاسم علي الشائعات حصل عليها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في زيارته الأولي خارج الأراضي الأوكرانية منذ بداية الحرب الروسية، والتي أجراها إلى الولايات المتحدة بعد أكثر من 300 يوم علي اندلاع المعارك.
وعلي هامش الزيارة ، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن حزمة مساعدات وأسلحة جديدة لأوكرانيا، متهما نظيره الروسي فلاديمير بوتين بأنه لا ينوي وقف "الحرب الوحشية"، فيما أكد زيلينسكي من داخل البيت الأبيض تمسكه بـ"السلام العادل".
وفى مؤتمر مشترك ، قال بايدن "حلفاؤنا الأوروبيون يدركون أن الغزو الروسي أمر جلل، ولا أرى بوادر بأن بوتين سيغير نهجه في أوكرانيا، نعمل مع شركائنا وحلفائنا على مساعدة أوكرانيا كي تستطيع إعادة بناء بنيتها التحتية"، مؤكداً أنه ليس قلقاً على صلابة الحلف الغربي في وجه حرب روسيا.
واعتبر بايدن أن روسيا تعكف على استهداف البنية التحتية الأوكرانية، وأنها تستخدم الشتاء سلاحا، كما اتهم بوتين بأنه صعّد هجماته ضد المدنيين، ولا نية لديه لوقف هذه "الحرب الوحشية" في أوكرانيا.
وأضاف: "قدمنا مليارات الدولارات كمساعدات لكييف، للتأكد من قدرة الحكومة الأوكرانية على تقديم الخدمات الأساسية"، معلنا في الوقت نفسه عن تقديم ملياري دولار مساعدات مباشرة، كما كشف عن عزمه التوقيع على قانون يوفر 45 مليار دولار لأوكرانيا.
كما أعلن الرئيس الأمريكي عن الدفعة الجديدة من المساعدات إلى أوكرانيا بقيمة 1.8 مليار دولار، وقال إن بلاده ستوفر بطاريات باتريوت وستدرب الأوكرانيين على استخدامها.
كما أوضح بايدن أن أكثر من 50 دولة التزمت بتوفير ألفي دبابة ومدرعة و50 منظومة صواريخ لدعم أوكرانيا، معتبرا أنها انتصرت في معارك خيرسون وخاركيف، وشدد على تأييد بلاده السلام العادل في أوكرانيا، وقال لضيفه "يشرفنا أن ندعمكم ضد هذه الحرب الوحشية"
من جانبه، أعرب زيلينسكي عن قناعته بأن بلاده تحظي بدعم من قبل الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الولايات المتحدة"، مشيراً إلى أن الشريحة الكبرى من الدفعة الجديدة من المساعدات العسكرية الأمريكية تتمثل في بطاريات باتريوت.
وشدد زيلينسكي على أهمية توفر صيغة للسلام، وقال "نتطلع إلى دعم واشنطن لنا في هذا الصدد"، وأضاف أن "التوصل إلى "سلام عادل" ينهي الحرب لا يعني بأي شكل من الأشكال المساومة على وحدة أراضينا، ويعني أيضا التعويض عن كل الأضرار التي سببها العدوان الروسي"
وبعد لقاء البيت الأبيض، ألقى زيلينسكي كلمة أمام أعضاء الكونجرس وسط تصفيق حار، حيث قال "سنقوم بكل ما في وسعنا من أجل تحقيق النصر على روسيا".
وأضاف أن أوكرانيا صامدة رغم كل المشكلات التي تواجهها، معتبرا أن الحرب الحالية لا تتعلق فقط بأوكرانيا وأوروبا بل بمستقبل الديمقراطية، وأنها دفاع عن حرية الشعوب.
كما أكد الرئيس الأوكراني أن مدينة باخموت ما تزال صامدة رغم قصف المرتزقة المتواصل منذ مايو ، حسب قوله، معتبرا أن المدفعية التي تمتلكها قواته ليست كافية للدفاع عن المدينة، وحذر زيلينسكي من التهديد الذي تشكله المسيرات الإيرانية للبنية التحتية الحيوية لبلاده.
وقال أيضا لأعضاء الكونجرس "دعمكم بالغ الأهمية، ليس فقط للتقدم على ساحة المعركة وإنما للوصول إلى نقطة التحول لتحقيق النصر"، مضيفا "بإمكانكم تسريع نصرنا في الحرب عن طريق تسريع وتيرة مساعداتكم لنا"، كما اعتبر زيلينسكي أن السبيل لدعم مقترح أوكرانيا للسلام هو أن تظل القيادة الأمريكية في دعم أوكرانيا صلبة، ومن الحزبين.
وتأتي زيارة زيلينسكي للولايات المتحدة ، في وقت تحدثت فيه وسائل اعلام روسية وأوروبية عن وجود انقسام داخل المعسكر الغربي حول الرئيس الأوكراني، والقائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني، حيث ذكرت صحيفة "جازيتا" الروسية في وقت سابق أن الولايات المتحدة ودولا غربية أخرى ترغب في الدفع بـ"زالوجني" لصدارة المشهد.
ونقلت الصحيفة عن سكوت ريتر ضابط المخابرات الأمريكي المتقاعد قوله إن فولوديمير زيلينسكي لا مكان له في المخططات الأمريكية، وأن زالوجني هو الطرف الذي سيبرم معاهدة سلام مع روسيا.
وأضاف ريتر إن الغرب وضع زيلينسكي على الهامش، مركزا بدلا من ذلك على زالوجني كرئيس مستقبلي لأوكرانيا بسبب "فقدان زيلينسكي نفوذه السابق، وعجزه عن التأثير بشكل ملحوظ على مسار الصراع المسلح"، ولذلك باتت وسائل الإعلام الغربية تروج بشكل متزايد لزالوجني.
وأوضح التقرير أن ما ورد عن ريتر في هذا الشأن ليس الأول من نوعه، حيث سبق أن تطرقت وسائل الإعلام إلى إمكانية تسلم زالوجني رئاسة أوكرانيا.
وكانت وسائل الإعلام الأوكرانية، أشارت إلى اندلاع صراع بين زيلينسكي وزالوجني عقب انتقادات الأخير للرئيس بسبب ضعف إمداد القوات الأوكرانية بالأسلحة وقضايا أخرى تتعلق بالجيش.
وقال ريتر إن مجموعة من التقارير ذكرت أن اجتماعا بقاعدة رامشتاين الجوية التابعة للقوات الأميركية غربي ألمانيا، شارك فيه وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن ورئيس هيئة الأركان الأميركية الجنرال مارك ميلي، ناقش اقتراحا لاستبدال زالوجني بزيلينسكي.
وكانت صحيفة "بيلد" الألمانية ذكرت أن الشائعات بشأن طموحات زالوجني أثارت قلق زيلينسكي، وأشارت إلى الصفات القيادية والبراعة العسكرية للأول، بينما أشادت به صحيفة "غازيتا ويبوركزا" البولندية، كما أطلقت عليه "فايننشال تايمز" لقب "الجنرال الحديدي".
ومع ذلك، نقل تقرير الصحيفة الروسية عن أندريه مانويلو، العميد المتقاعد من إحدى وكالات الاستخبارات الروسية وخبير الحرب الإلكترونية وحرب المعلومات، قوله إن المعلومات بشأن الرئاسة المحتملة لزالوجني اختلقها الغربيون لإعادة زيلينسكي إلى رشده حتى "يعرف مكانه" ولا يتخذ خطوات مستقلة دون الرجوع إلى واشنطن.