أصدرت مشيخة الازهر بيانا، تضمن جهود الدكتور محمد الضوينى، وكيل الأزهر خلال عام 2022، حيث شارك في العديد من الأنشطة بجميع المجالات العلمية والدعوية والمجتمعية والإنسانية والدولية، وقدم خلالها مقترحات ومطالبات علمية وفكرية مهمة تسهم في حل العديد من الظواهر السلبية، فضلًا عن مشاركته في العديد من اللقاءات الحوارية مع الشباب، لتعريفهم بما يدور حولهم والاستفادة من رؤيتهم وأفكارهم، وللتوعية بأهمية الأسرة في بناء المجتمع، كما حاول تغيير الصورة النمطية عن المرأة، بما يحقق لها مكانتها العظيمة.
مشاركات علمية ودعوية لنشر التوعية المجتمعية والمساهمة في مواجهة المخاطر والتحديات.
شارك وكيل الأزهر خلال عام 2022 في العديد من الندوات والمؤتمرات العلمية والدعوية على مستوى الأزهر والجامعات والمؤسسات العلمية والثقافية والدعوية، للتوعية المجتمعية ونشر رسالة الأزهر الوسطية ولمواجهة المخاطر والتحديات والقضايا المستجدة والتي تتطلب تدخل عاجل من الأزهر، فناقش قضايا الاقتصاد والاستثمار خلال كلمته بالملتقى الفقهي الثاني لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، تحت عنوان: "فقه الاستثمار والاقتصاد؛ التأصيل الإفتائي واستشراف المستقبل"، مؤكدًا أنها لا تتعلق بمصير فرد بل بالشعوب والأمم ومستقبلها، لذا حرم الإسلام الاحتكار والاكتناز والغش، حفاظا على مصلحة الناس، كما أوضح فضيلته خلال كلمته بمؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، تحت عنوان: «الاجتهاد ضرورة العصر»، أن «الاجتهاد الواعي» ليس شعارا أو تنظيرا، بل دليل واضح على خصوبة الشريعة وسعة أحكامها، بما يضمن الاستجابة لحاجات الناس مع المحافظة على حق الله، كما أكد في المؤتمر العالمي الدولي الثاني " الدعوة الإسلامية والسلام العالمي .. تحديات الواقع وآفاق المستقبل"، أن مؤسسة الأزهر تدرك حجم التحديات التي تواجه الدعوة الإسلامية، وأنها في حاجة ملحة لبرنامج عمل على أرض الواقع يُدمج فيه التراث بالحاضر والأزهر يعمل على ذلك.
كما أكد الدكتور الضويني خلال المؤتمر الدولي للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والذي جاء بعنوان "عقد المواطنة وأثره في تحقيق السلام المجتمعي والعالمي"، أن المواطنة مصطلح أصيل في الإسلام ترجمه الصحابة إلى واقع عملي، وظهرت ثمراته في حياتهم مع غيرهم، وأن المواطنة الحقيقية لا إقصاء معها، ولا تفرقة فيها، وإنما تقبل التعددية الدينية والعرقية والاجتماعية، وبين فضيلته خلال مشاركته في مؤتمر دار الإفتاء "التطرف الديني.. المنطلقات الفكرية استراتيجيات المواجهة" أن العقلاء في كل مكان لا يسعهم إلا أن ينكروا التطرف الذي يهدد الجميع، وأننا لو حاكمنا الأديان والأوطان لسلوك بعض أهلها ما نجا منها دين ولا وطن، مطالبا بإصدار تشريعات للتصدي لوسائل الإعلام المشبوهة المهددة لأمن الشعوب والمجتمعات.
الاهتمام بقضايا الأسرة والشباب ومجابهة ظلم المرأة وإقصائها
كانت قضايا المرأة والأسرة والشباب في طليعة القضايا التي اهتم بها الأزهر وأولى لها أهمية كبرى، إيمانا منه بأن بناء وتقدم الأمم يبدأ بالأسرة، حيث افتتح وكيل الأزهر في عام 2022 المرحلة الجديدة من سلسلة دورات تأهيل المقبلين على الزواج، مبينا أن الأزهر لم يتخلف يوما عن القيام بدوره الاجتماعي تجاه أبناء مصر والمسلمين في العالم كافة، ولم يكتف الأزهر بعقد دورات على المستوى المحلي فقط؛ فقدمها للمصريين خارج البلاد بالتعاون مع وزارة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج، لتعزيز الانتماء الوطني، وزيادة الوعي المجتمعي، ولم شمل الأسرة المصرية بالخارج، كما عقد وكيل الأزهر بروتوكول تعاون مع وزارة الأوقاف ودار الإفتاء المصرية؛ للتوعية بمخاطر التسرع في الطلاق ومشكلاته التي تهدد كيان الأسرة واستقرارها، وبروتوكول تعاون مع وزارة الشباب والرياضة لتعزيز الهوية الدينية والوطنية والعربية لدى الشباب والنشء.
وللتوعية بأهمية الأسرة في بناء المجتمع؛ شارك الدكتور الضويني في لقاء حواري بحضور وزير الشباب والرياضة، ضمن برنامج " معاك أون لاين" أكد خلاله أن الأزهر أدخل الأساليب الحديثة للتوعية بالأسرة ومكانتها، من خلال تنفيذ العديد من المبادرات والحملات للوصول إلى كل أطياف الشعب، ولم شمل الآلاف من الأسر المصرية، وخلال كلمته بمنتدى "اسمع واتكلّم 2"، الذي نظمه مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أشار إلى أن الحوارات النقاشية مع الشباب في غاية الأهمية لتعريفهم بما يدور حولهم والاستفادة من رؤيتهم وأفكارهم، وفي دفاعه عن حقوق المرأة والفتيات بوجه عام؛ أكد خلال كلمته بحفل اليوبيل الفضي لكلية الصيدلة بنات تحت عنوان: " بنات صيدلة.. بناة الغد"، أن الأزهر مكن المرأة في كل مجالات الحياة العلمية والعملية، وأن فرية «ظلم المرأة وإقصائها»، التي يُتهم بها الإسلام؛ لا مجال لها في ظل مؤسسة الأزهر المستنيرة، التي تعلي من قدر الإنسان بعيدا عن جنسه ذكرا كان أو أنثى.
صقل المعلمين بالمهارات ودعم الموهوبين وتكريم المتفوقين
إيمانا بأهمية أن العلم هو اللبنة الأولى في بناء الأمم والحضارات؛ اهتم وكيل الأزهر بدعم المعلمين وصقلهم بالخبرات والمهارات الجديدة، كما عمل على دعم الموهوبين وتقديم خدمات جديدة للأطفال والنشء، فحرص على عقد دورات لتعزيز مهارات اللغات الأجنبية لمعلمي الأزهر، والتي أثمرت عن تخريج دفعة جديدة من مدرسي الأزهر، بلغ عددهم 4605 مدرسين، من برنامج ورش عمل مدرسي الأزهر المعروف ب "AATAGs"، وذلك في إطار التعاون بين الأزهر الشريف والمجلس الثقافي البريطاني بالقاهرة، في مجال التنمية المهنية المستدامة، تحقيقًا لرؤية مصر 2030،
ودعمًا منه للموهوبين والمتفوقين؛ كرَّم الطالبة رقية عمرو، الحاصلة على المركز الأول في المسابقة الدولية "أولمبياد الألكسو لتعزيز قدرات الطفل العربي في منهحيات البحث العلمي"، من بين 600 طالب وطالبة على مستوى الجمهورية، مؤكدا أنَّ البحث العلمي وتطويره هو الأساس لتحقيق النهضة المنشودة في كافة المجالات، كما كرم الطالب أحمد أشرف، لحصوله على المركز الأول على مستوى الوطن العربي في الأسبوع العربي للبرمجة، والذي أقيم بالعاصمة التونسية، كما كرم فضيلته أعضاء الفريق المشارك في المسابقة وهم: الطالب كريم سعيد، والطالب عبد الرحمن أشرف، والمشرفة على الفريق، الأستاذة سناء محمد، والشيخ مصطفى عبد الحميد، شيخ معهد «دراو» بمحافظة أسوان، لحصولهم على الميدالية الذهبية والمركز الأول في النشاط غير الموصول بالحاسوب على مستوى العالم العربي.
وكرم الطلاب الفائزين في الموسم السادس لمشروع تحدي القراءة العربي، والذي شارك فيه طلاب من 7483 معهدا أزهريا من مختلف المراحل التعليمية بالتعليم قبل الجامعي، موضحا أن الأزهر وضع خطة تستهدف مشاركة أكبر عدد من طلاب الأزهر في مشروع "تحدي القراءة العربي"، مع إدخال منظومة التوثيق الإلكتروني للتحكيم على مستوى المناطق الأزهرية في كل محافظات الجمهورية، بحيث تضمن مزيدًا من الشفافية، كما كرم الفائزين في مسابقة "شيخ الأزهر في حفظ القرآن الكريم"، مؤكدًا أن الأزهر بتوجيهات من فضيلة الإمام الأكبر يولي القرآن الكريم عناية خاصة، في معاهده وجامعته، وأروقته الأزهرية وفق مناهج علمية متعددة الأنظمة، كما أعلن فتح باب التقدم للالتحاق برواق الطفل بالجامع الأزهر وكافة فروعه المنتشرة في جميع محافظات الجمهورية، والتي يبلغ عددها 507 أفرع، للأطفال بداية من سن 5 سنوات وحتى 13 سنة.
ولم يقف دعمه عند حد الطلاب المصريين؛ بل كرم الطلاب الوافدين الفائزين في مسابقة «مواهب وقدرات»، في موسمها الثاني تحت عنوان: «تنمية واستدامة» للطلاب الوافدين والأجانب الدارسين بالأزهر، كما كرم فضيلته الطلاب الفائزين ببطولة العالم للناشئين بصربيا، مؤكدًا أن التاريخ العربي والإسلامي حافل بموكب كبير من المبدعين والموهوبين، وأن اكتشاف المواهب ورعاية الموهوبين ينتج عنه خير للمجتمع والبشرية كلها، وحظي ذوو الهمم باهتمام كبير حيث وقع وكيل الأزهر بروتوكول تعاون مع مؤسسة أخبار اليوم، لدعم طلاب جامعة الأزهر، والمعاهد الأزهرية، وأعضاء هيئة التدريس، من المكفوفين، وتعليمهم القراءة والكتابة بطريقة "برايل"، لحصولهم على الفرص الكاملة في التعليم والتعلم، حرصا على مستقبلهم.
التحول للذكاء الاصطناعي ودعم التحول الرقمي والاهتمام بقضايا المناخ
تماشيا مع جهود الدولة المصرية في تحقيق أهداف التنمية المصرية، فاهتم بالذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي وقضايا المناخ، فوقع وكيل الأزهر، بروتوكول تعاون مع وزارة البيئة، لمدة ثلاث سنوات، لمحو الأمية البيئية ونشر ثقافة احترام البيئة ومواردها الطبيعية، وذلك من خلال دمج المفاهيم البيئية ضمن المناهج التعليمية لطلاب الجامعات والمعاهد الأزهرية، وأطلق فضيلته مبادرة مجمع البحوث الإسلامية "مناخنا حياتنا" بالتعاون مع وزارة البيئة، لنشر الوعي المناخي، ودعا إلى وضع ميثاق شرف: «من أجل الإنسانية»، لترسيخ الأسس الأخلاقية والقواعد التي يجب على الإنسان مراعاتها للحفاظ على البيئة، كما أوضح فضيلته خلال كلمته بالمنتدى الخامس لجامعة الأزهر تحت عنوان (دور المجتمع المدني تجاه التغيرات المناخية)؛ أن حماية البيئة والمحافظة عليها من الواجبات الدينية، والمسلم مأمور بالمحافظة على مكوناتها وثرواتها ومواردها، وأن مؤسسة الأزهر لم تأل جهدا في سبيل التوعية بخطورة التغير المناخي. كما أكد خلال كلمته بالمؤتمر الدولي الثاني للمناخ الأخضر والإدارة الذكية للمخلفات، الذي نظمه المركز العالمي للإبداع والابتكار البيئي وريادة الأعمال؛ أن بداية الخير أن يصح الوعي في نفوس الناس، وأن تتناقل البشرية تجاربها وخبراتها، وأن تعلي من قيمة أصحاب الأفكار الإبداعية، والأعمال الريادية، والمشروعات المستقبلية من أجل تحسين الوضع البيئي وابتكار حلول صديقة.
كما أكد الدكتور الضويني أن «الأسبوع العربي للبرمجة» تحت عنوان: «الذكاء الاصطناعي وحماية البيئة»، يأتي تماشيا مع تفاعل الأزهر مع رؤية الدولة المصرية 2030م؛ مبينا أن الإسلام وضع تشريعات خاصة وضوابط محكمة تدور حول العمارة للحفاظ على البيئة ومواردها والإحسان إليها، وبين خلال كلمته بالمؤتمر العالمي السابع للإفتاء تحت عنوان «الفتوى وأهداف التنمية المستدامة»؛ أن النظرة الإسلامية للتنمية المستدامة توجب ألا تتم هذه التنمية بمعزل عن الضوابط الدينية والأخلاقية، كما أن الفتوى المنضبطة قادرة على توجيه الناس إلى السلوك الواجب تجاه الأزمات، مشيرًا إلى أن الأزهر عمل على تدريب الدعاة من الوعاظ والواعظات على المفاهيم العلمية والشرعية المتعلقة بالمناخ، باعتبارهم قادة الرأي وموجهي الفكر، كما حرص فضيلته خلال مؤتمر كلية أصول الدين تحت عنوان "التنمية المستدامة في الفكر الاسلامي"، على تعزيز مفهوم التنمية المستدامة، مؤكدًا أن الفكر الإسلامي يتميز بالشمولية وتأثيره ممتد عبر العصور والأزمنة، وأن المشروعات التنموية لا تكون ناجحة إلا بالاستدامة.
مواقف إنسانية ودعم للمجال الطبي وتوصيات لأطباء المستقبل رفقا بالمحتاجين
كانت المواقف الإنسانية لها نصيب من جهود وكيل الأزهر، ففي لمسة وفاء لشهداء القوات المسلحة الذين لبوا نداء الواحب، وقدموا أرواحهم دفاعاً عن مصر وشعبها؛ كرم واللواء أركان حرب عماد أحمد زكي، قائد قوات الدفاع الشعبي، مجموعة من أبناء شهداء القوات المسلحة وذوي الهمم، وذلك في ختام فعاليات الندوة التثقيفية المشتركة بين الأزهر الشريف والقوات المسلحة، كما أوصى خلال حفل تخريج الدفعة 52 بكلية طب بنين الأزهر بالقاهرة، بأن ممارسة الطب أمانة ومسؤولية، مشددا على أن تحضر الإنسان وتقدمه مرتبط بالأخلاق التي عنيت بها الأديان والحضارات عناية بالغة، كما دعا القائمين على كليات الطب إلى تبني العمل على إعداد «ميثاق إسلامي أزهري للأخلاقيات الطبية»، وفي "المؤتمر الدولي السنوي الأول لكلية طب البنات جامعة الأزهر بالقاهرة؛ الذي ناقش آليات التميز في تقديم الرعاية الصحية"، أكد أن الأطباء الذين يطلبون المزيد من العلم هم في واجب إيماني ووطني، وأن الانتماء للأوطان ليس بالشعارات وإنما بالعطاء المتواصل والعمل المستمر، موضحا أن رسالة الأزهر لم تقف عند بيان الأحكام الشرعية؛ إنما جاءت علاجا عميقا للروح والبدن والعقل، كما أكد في حفل تخرج كلية الصيدلة بنات أن علماء الغرب شهدوا أن العرب هم أول من أوصلوا علم الصيدلة إلى الصورة العصرية الحاضرة المنظمة، وأول من أنشأوا "صيدليات" خاصة بهم.
جولات خارجية لنشر ثقافة التسامح وتأصيلات فكرية مهمة
شارك وكيل الأزهر خلال عام 2022 العديد من المناسبات الخارجية، ومنها احتفالية الأخوة الإنسانية في التحالف العالمي للتسامح بالإمارات، أكد خلالها أن ثقافة التسامح التي يحيا بها الناس في مصر والإمارات وغيرها من البلاد؛ هي فضيلة إسلامية إنسانية بامتياز، حث عليها وحي السماء، وغرسها في نفوس البشر وضمائرهم؛ للتخلي عن الأمراض الاجتماعية والنفسية والثقافية، وفي مشاركته في الاجتماع السنوي للهيئة التأسيسية للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة بدولة الكويت؛ أكد أن جهود المجلس تأتي تماشيا مع دور الأزهر الشريف ورسالة مصر السامية التي لا تدخر جهدا في مساندة الضعفاء والمحتاجين في كل شبر من أرجاء المعمورة، موضحا أن الإغاثة الإنسانية تتأكد الحاجة إليها في واقعنا المعاصر؛ لما يشهده هذا الواقع المؤلم من حروب غير مبررة، ومجاعات مدمرة، وغير ذلك من كوارث وأوبئة.
كما أكد وكيل الأزهر في المؤتمر الدولي الثاني لـ «جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية» والذي جاء تحت عنوان «الدراسات الإسلامية في الجامعات: الرؤى والمناهج» بالإمارات؛ أن الفكر الإسلامي ينظم حياة الإنسان في جميع المناحي دون خيال أو مثالية مفرطة، موضحا أن مناهج الأزهر تعمل على بناء ملكة رصينة لأبنائه في ضوء قواعد راسخة تفي بحاجات الأمة، مطالبا بإعادة النظر في الفكر الإسلامي والتراث الثري بما يُمكن من تحقيق مقاصد الدين الإسلامي الحنيف، وقراءة الواقع وقيادة المستقبل، كما زار ووفد أزهري رفيع المستوى جامعة البحرين لبحث سبل تعزيز التعاون العلمي والثقافي بين جامعة الأزهر وجامعة البحرين، مؤكدًا ترحيب الأزهر بتعزيز التعاون العلمي والثقافي مع جامعة البحرين، لنشر وعي ديني ومجتمعي مستنير حول كافة القضايا المعاصرة،
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة