ساعة جامعة القاهرة.. جولة خاصة داخل مبنى الساعة التاريخى.. ثانى أقدم ساعة تذكارية بالعالم بعد بيج بن بإنجلترا.. عمرها 88 عاما وطول المبنى 42 مترا.. 5 أجراس مثبتة مصنوعة من البرونز.. وأوباما أول رئيس يصعد للمبنى

الثلاثاء، 27 ديسمبر 2022 07:30 ص

ساعة جامعة القاهرة

محمد صبحى تصوير كريم عبد العزيز

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

- مظاهرة ضد الاحتلال البريطاني سبب قطع اللايف عن الإذاعة
- المبنى شاهد على الحضارة الفرعونية وتصميمه ضد البرق والصواعق لمنع إتلافه
- المغازل بمبنى الساعة للإضاءة والتهوية

دقت ساعة جامعة القاهرة، ترتبط هذه العبارة مع الأجيال المختلفة خاصة لتكرار إذاعتها على الهواء فى الإذاعة المصرية، وارتبطت بشكل كبير لدى المصريين على مختلف العصور، وحرص "اليوم السابع" على إجراء جولة خاصة داخل مبنى ساعة جامعة القاهرة خاصة بعد تطويرها تحت رعاية الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس الجامعة خلال الفترة الأخيرة وذلك للإطلاع على تفاصيل انشائها ودينامكية العمل ودقات الساعة والأجهزة المستخدمة.

ويحمل مبنى ساعة جامعة القاهرة حكايات تاريخية وقصصا وأحداثا وتفاصيل وهندسة إنشائية، خاصة وأنها تعد ثانى أقدم ساعة تذكارية ذات نصب بالعالم بعد ساعة بيج بن بانجلترا.

وقال الدكتور محسن صالح وكيل كلية الآثار بجامعة القاهرة، إن ساعة جامعة القاهرة أحد المعالم الأساسية والرئيسية فى الجامعة، موضحا أن تم وضع حجر الأساس لساعة جامعة القاهرة عام 1935 وتم افتتاحها عام 1937 ، أي مر حوالى 88 عاما على إنشاء الساعة ، كما أن الساعة رمز لأهمية الوقت لأن أي أمة صاحبة حضارة لابد وأن تهتم بعنصر الوقت كونه تحصيل علم وإنجاز وتجربة وعمل وكان من أولى اهتمامات جامعة القاهرة آنذاك الحفاظ على الوقت.

وأضاف الدكتور محسن صالح فى تصريحات لـ" اليوم السابع" أن ساعة جامعة القاهرة تعتبر من العلامات الهامة للجامعة وهى عبارة عن منشئ مربع الشكل من الأساس وترتفع لحوالي 42 مترا بما يعادل ارتفاع 14 دور ، وتعتبر ذات قيمة معمارية ، خاصة وأن الأرض المقام عليها ساعة جامعة القاهرة كانت أرض زراعية وكانت مبنية على بساتين لأنها مقامة بمنطقة السرايات لأسرة محمد على وكلها تربة طينية يصعب التأسيس عليها وتم عمل اساسات متقنة ومدروسة بشكل جيد علمى وهندسى منضبط .

وشرح وكيل كلية الآثار بجامعة القاهرة، آلية عمل الساعة موضحا أن الميكانيزم المتحكم فى الساعة به موتور رئيسى وساعة تحكم متصل بالساعة من الأعلى عن طريق "وايرات " توصل حركة الميكانيكية من الساعة الرئيسية الموجودة أسفل المبنى إلى الساعة العليا، وتضم الساعة 5 أجراس مصنوعة من البرونز بأحجام مختلفة ،منهم 2 من الحجم المتوسط و2 حجم صغير وجرس يتوسط الـ 4 بحجم كبير والهدف من هذا التنوع وجود ما يسمى بالنغمة والتجانس الصوتى من الصوت البسيط إلى الصوت المرتفع .

وأشار وكيل كلية الآثار ، إلى أن اختيار خامة البرونز فى أجراس الساعة لما لها من خواصها الفيزيائية والكيميائية وفى مقدمتها سماع صدى صوت وهذا الأمر غير متوفر فى كل الخامات، مؤكدا أن الاتقان فى عمل مثل هذه الساعة جعلها باقية حتى الان وتقوم بوظيفتها وعملها كرمز للاهتمام بالوقت، وقيمة تراثية ودلالة لساعة جامعة القاهرة لا تقدر بثمن .

وتابع الدكتور محسن صالح ، أن الساعة على مقطع مربع ترتفع لـ 42 متر وخليط ما بين التأثيرات المعمارية الفرعونية القديمة وترمز إلى شكل المسلة ولها 4 جهات رئيسية وتعنى الاندماج بين الحضارة المصرية القديمة والحضارة الإسلامية فى شكل الجوسق المسمى القائم على 8 أعمدة وسقف جمالونى ، ولدينا ما يسمى بمانع الصواعق الكهربائية بحيث لو فيه برق أو صاعقة لا يؤثر على المبنى وتؤدى إلى اتلافه ويمنع أي تأثير على الساعة.

وأكد وكيل كلية الآثار أن قبل وضع التصميم تم تحليل الموقع بشكل مدروس وتم إعداد الواجهات الأربعة للساعة للجهات الأربعة وكل جهتين متقابلتين متماثلتين ومن هنا تجد شكل المغازل للاضاءة والتهوية.

وذكرى الدكتور محسن صالح، أن صوت أجراس ساعة جامعة القاهرة كانت تذاع لايف فى كل الإذاعات وذلك إلى عام 1947 حيث كانت مصر تحت الاحتلال البريطاني والملك فاروق فى هذا الوقت ومع صعوبة الظروف السياسية والاقتصادية والتدخل من الاستعمار البريطاني الأمر الذى دفع طلاب جامعة القاهرة فى ذلك التوقيت للخروج والتنديد بالتدخل البريطاني فى الشأن المصرى الداخلى وتسلق عدد من طلاب الجامعة جدران مبنى الساعة التي كانت متصلة بشكل مباشر مع الإذاعة المصرية واذاع الطلاب بيان تنديد وهتافات "يسقط الاستعمار ويسقط الملك" وهذا كان لايف سمعه كل المصريين بديلا من صوت الساعة وفى ذلك الوقت فضل المسئولين فى الإذاعة المصرية بتسجيل دقات الساعة ووضعها فى أسطوانة لاذاعتها تخوفا لتكرار الموقف ويتم اذاعتها بشكل مسجل.

ولفت الدكتور محسن صالح ، أن خلال زيارة الرئيس الامريكى أوباما عندما حضر إلى قاعة الاحتفالات الكبرى وكان له لقاء هام مع إدارة الجامعة وكان حريص على الصعود إلى مبنى ساعة جامعة القاهرة للإطلاع على مبنى الساعة التي تشبه ساعة بيج بن .

وذكر وكيل كلية الآثار بجامعة القاهرة ، أن الفريق المصمم لساعة بيج بن هو الذى قام بتصميم مبنى ساعة جامعة القاهرة وتم تنفيذ نفس الطريقة حيث أن قطر " مينة الساعة " 2.70 أي ما يقرب من 3 متر وطول العقرب الرئيسى حوالى 2.70 سم ميكانيزم قوى ويحتاج لنظرة فاحصة وهو اتقان للتكنولوجى والعمارة وترمز الى ان المؤسسات التعليمية رائدة فى الاهتمام بالوقت والتفاصيل والتقنية والصناعة والعمارة والفنون والاهتمام بالنجاح يتطلب الاهتمام بالوقت

فيما قال أيمن حسين صالح فنى شئون هندسية والمسئول عن مبنى ساعة جامعة القاهرة ، أن الساعة تعمل بنظام البطاريات وليس كهرباء عادية ، موضحا أن الساعة كانت متصلة بالكليات وأيضا المبنى الرئيسى قبة جامعة القاهرة، والساعة المسئولة عن تشغيل الساعة أعلى المنبى تتواجد أسفل المبنى ، موضحا أن نظام عمل الساعة يتم وفقا لحركة ميكانيكية حيث تدق الساعة كل 15 دقيقة 4 دقات وبعد 30 دقيقة تدق 8 دقات وبعد 45 دقيقة تدق 12 دقة ومع نهاية الساعة تدق 16 مرة ، موضحا وجود موتور آخر يعمل على دق الساعة مرة فى الساعة ومرتين فى الساعة الثانية و3 الساعة الثالثة وهكذا.