الأحداث كثيرة فى التاريخ الإسلامى، فى كل سنة أحداث ووقائع، فقد اتسعت الدولة فى عهد العباسيين، لكن ما الذى جرى فى سنتى 126 و127 هجرية، وما الذى يقوله التراث الإسلامى؟
يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ بن كثير تحت عنوان "ثم دخلت سنة ست وعشرين ومائتين"
فى شعبان منها توفى الأفشين فى الحبس فأمر به المعتصم فصلب ثم أحرق وذرى رماده فى دجله واحتيط على أمواله وحواصله فوجدوا فيها أصناما مكللةً بذهب وجواهر، وكتبا فى فضل دين المجوس، وأشياء كثيرة كان يتهم بها، تدل على كفره وزندقته، وتحقق بسببها ما ذكر عنه من الانتماء إلى دين آبائه المجوس.
وحج بالناس فيها محمد بن داود.
وفيها توفي:
إسحاق القروي، وإسماعيل بن أبى أوس، ومحمد بن داود، صاحب التفسير، وغسان بن الربيع، ويحيى بن يحيى التميمي، شيخ مسلم بن الحجاج، ومحمد بن عبد الله بن طاهر بن الحسين.
ثم دخلت سنة سبع وعشرين ومائتين
فيها: خرج رجل من أهل الثغور بالشام يقال له: أبو حرب المبرقع اليماني، فخلع الطاعة ودعا إلى نفسه.
وكان سبب خروجه أن رجلا من الجند أراد أن ينزل فى منزله عند امرأته فى غيبته فمانعته المرأة فضربها الجندى فى يدها فأثرت الضربة فى معصمها.
فلما جاء بعلها أبو حرب أخبرته فذهب إلى الجندى وهو غافل فقتله ثم تحصن فى رؤوس الجبال وهو مبرقع، فإذا جاء أحد دعاه إلى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ويذم من السلطان، فاتبعه على ذلك خلق كثير من الحراثين وغيرهم، وقالوا: هذا هو السفيانى المذكور أنه يملك الشام.
فاستفحل أمره جدا، واتبعه نحو من مائة ألف مقاتل، فبعث إليه المعتصم وهو فى مرض موته جيشا نحوا من مائة ألف مقاتل، فلما قدم أمير المعتصم بمن معه وجدهم أمة كثيرة وطائفة كبيرة، وقد اجتمعوا حول أبى حرب فخشى أن يواقعه والحالة هذه، فانتظر إلى أيام حرث الأراضى فتفرق عنه الناس إلى أراضيهم، وبقى فى شرذمة قليلة، فناهضه فأسره وتفرق عنه أصحابه، وحمله أمير السرية وهو رجاء بن أيوب حتى قدم به على المعتصم، فلامه المعتصم فى تأخره عن مناجزته أول ما قدم الشام.
فقال: كان معه مائة ألف أو يزيدون، فلم أزل أطاوله حتى أمكن الله منه، فشكره على ذلك.