مازالت أفغانستان تعاني من ويل الانفجارات التي لا تتوقف، ولا تفرق بين مسلح أو أعزل أو حتى مصلي، فقد شهدت " أرض الأفغان" منذ بداية عام 2022، الذي أوشك على الانتهاء، عمليات انتحارية استهدفت أماكن دينية من مساجد وحسينيات، الأمر الذى تسبب في مقتل وإصابة المئات، وإثارة الرعب في صفوف كل من يذهب إلى مسجد أو يزور مرقد، ومع انتشار الجماعات المسلحة، وتصارع المتقاتلين وخاصة بعد أن سيطرت حركة طالبان على مقاليد الحكم، ازدادت العمليات الانتحارية التي تستهدف المساجد والمزارات الشيعية، التي دائما ما يعلن تنظيم داعش الإرهابي مسئوليته عن استهدافها.
ويسعى تنظيم داعش الإرهابي، إلى إثبات فشل حركة طالبان في حكم أفغانستان، وعدم القدرة على السيطرة الأمنية على البلاد، وكذلك الانتقام منها وفرض تواجده على الساحة، بالإضافة إلى تأجيج الطائفية بين السنة والشيعة، في البلاد من خلال استهداف المساجد والأماكن الدينية التي من السهل استهدافها.
أحد المساجد التى تم تفجيرها
تفجير مسجد مزار شريف
بداية تلك التفجيرات التي استهدفت الأماكن الدينية كانت في شهر مارس 2022، حيث قُتل 3 أشخاص وأصيب 20 آخرين، إثر انفجار قنبلة أمام أحد المساجد في إقليم بكتيا، بجنوب شرق أفغانستان، حينها قال مسئولون محليون إن الانفجار وقع بينما كان المصلون يغادرون مسجد خاروتي بمنطقة داندي باتان بعد صلاة الجمعة، موضحين أن قرويين وأفراد أمن بالمنطقة شاركوا في نقل الضحايا إلى مستشفى هناك.
أما شهر أبريل 2022، فكان من أكثر الفترات دموية منذ سيطرت طالبان على العاصمة كابول صيف 2021، وتحديدا في يوم الخميس الموافق 21 من الشهر، وقع انفجار داخل مسجد "سه دكان" الشيعي في مزار شريف بولاية بلخ، والذى يعد من أكبر وأقدم مساجد أفغانستان.
ويتكون المسجد من 3 طوابق، وحدث الانفجار خلال أداء صلاة الظهر، وأسفر عن مقتل 31 شخصاً وإصابة 87 جريحًا على الأقل، وبعد الحادث بساعات أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم.
وقال التنظيم المتطرف في بيان إن عناصره تمكنوا من "إدخال حقيبة مفخخة" داخل المسجد وقد جرى تفجيرها بعد اكتظاظه.
دماء في المسجد
وفي 22 من نفس الشهر، أكدت السلطات الأفغانية وقوع انفجار، في أحد مساجد العاصمة كابول، فيما قالت الشرطة إن الهجوم أسفر عن جرح ستة مصلين، معلنة القبض على مشتبه به واحد.
وقالت شرطة كابول، إن الانفجار دوى في مسجد "بل خشتي" في العاصمة، نتيجة إلقاء قنبلة يدوية أثناء الصلاة.
هجوم على مسجد خليفة صاحب
كذلك في يوم 29 أبريل 2022، أدى هجوم على مسجد خليفة صاحب، غربي العاصمة كابول، وتحديداً عند مفترق علاء الدين في منطقة دار الأمان، إلى مقتل أكثر من 70 شخصاً وإصابة العشرات، في وقت أعلنت حكومة "طالبان" عن مقتل عشرة أشخاص وإصابة 30 آخرين بجروح، بحسب أرقامها.
حينها ذكر شهود عيان تفاصيل الحادث وقالوا، إنّ "الانتحاري الذي كان يرتدي حزاماً ناسفاً تمركز بين المصلين وفجر حزامه الناسف بعدما بدأ المصلون يذكرون الله في حلقة للذكر ".
دماء المصليين
في 25 مايو 2022، استهدف تفجيرا مسجداً شيعياً بالعاصمة كابول، قتل فيه 14 شخص، وأصيب العشرات.
أما في أغسطس 2022، قال مسئول أفغاني:" وقع انفجار في مسجد أثناء صلاة العشاء، نتيجة لذلك استشهد 21 من مواطنينا وأصيب 33 بجروح".
ونقلت وسائل إعلام محلية عن خالد زادران المتحدث باسم شرطة طالبان في كابول قوله إن انفجاراً وقع في شمال غرب المدينة، وذكرت تقارير أن إمام المسجد كان من بين القتلى.
وفي أول شهر سبتمبر 2022، أعلن الناطق باسم حاكم ولاية هرات في غرب أفغانستان أن 18 شخصا على الأقل قتلوا في تفجير استهدف مسجدا كبيرا في المنطقة من بينهم إمام معروف مؤيد لحركة طالبان، وقال حميد الله متوكل في رسالة "قُتل 18 شخصا وأُصيب 23 شخصا آخرا".
وقال المتحدث باسم الحكومة ذبيح الله مجاهد على تويتر إن الإمام المؤيد لطالبان مجيب الرحمن الأنصاري قُتل "في هجوم وحشي الجمعة في هرات".
وتابع: "تعبر الإمارة الإسلامية عن حزنها العميق لمقتله، وسيعاقب المسؤولون عن هذه الحادثة بسبب أفعالهم الشنيعة".
تفجير مسجد غازارغاه
وحصل التفجير في مسجد غازارغاه، وهو أحد المساجد الرئيسية في هرات. وأظهرت صور انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي ما يبدو أنها جثث ملطخة بالدماء منتشرة حول المسجد.
وفي 23 من نفس الشهر، قال مصدر حكومي أفغاني، إن تفجيرا وقع في مسجد وزير أكبر خان في المنطقة الخضراء بالعاصمة كابول أسفر عن 19 قتيلا و42 جريحا. وقال متحدث باسم الشرطة، إن التفجير تزامن مع خروج المصلين من صلاة الجمعة، مشيرا إلى أن جميع الضحايا من المدنيين.
وفي 5 أكتوبر 2022، وقوع انفجار في مسجد داخل مجمع وزارة الداخلية، بالتزامن مع أداء مسؤولين لصلاة الظهر داخل المجمع، مما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى بينهم.
مسجد في أفغانستان
