تمر اليوم الذكرى التاسعة على رحيل الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم، والذى توفى يوم 3 ديسمبر 2013، وهو حالة ثقافية يصعب تكرارها، وذلك لأسباب عدة يتعلق معظمها بشخصيته وحياته.
لم يكن أحمد فؤاد نجم مجرد شاعر يقول كلاما حماسيا أو كلاما ذكيا للتعليق على السياسيين وأفعالهم، بل كان شاعرا يقول ما يحس به بشكل شخصى، ليس مشغولا أن يردد العالم خلفه أقواله، ومع أن الجميع ردد أشعاره وأغنياته وحتى تعليقاته وحكاياته الشخصية لكنه، فى الحقيقة، لم يسع لذلك ولم يكن هدفه الشو الإعلامى أو الظهور والدعاية، وما يؤكد ذلك أنه دفع من عمره سنوات طويلة فى السجن بسبب كلماته، وذلك هو الاختبار الحقيقي.
كان أحمد فؤاد نجم صاحب كاريزما له حضور، فرغم جسده النحيل منحه الله عينان يقظتان دائما يشعر الجالس معه أن هاتين العينين تقلبان في روحه.
فؤاد نجم
جانب آخر مهم في حياة أحمد فؤاد نجم أنه ابن ثقافته بالمعنى المباشر للكلمة، دون أى رتوش ثقافية، فهو لم يدع انتماءه لطبقة معينة أو لحياة مختلفة غير التى كتب عنها ولها.
وبقدر القصائد التى صاغها الشاعر الكبير والأغنيات التى ألفها كانت هناك الصور التى ظهر فيها والتى تحكى عن تاريخ آخر شعراء مصر الفطريين الذين قادتهم الموهبة فقط.
ظل أحمد فؤاد نجم طوال حياته مثيرا للجدل، كتب الشعر فى السجن فى خمسينيات القرن الماضى، وعُرف فى الستينيات، ولم يتوقف عن الكتابة من ذلك الحين، واستخدمت أشعاره فى جميع المظاهرات المطالبة بالحرية، وحين اندلعت الثورة بالتحرير لم تكن هناك أفضل من كلماته "الجدع جدع والجبان جبان"، ليرددها الثوار فى الميدان.
فيه واحد شافنى
بلبدة ولاسة
فى باب اللوق
والتانى
لمحنى بقفصين موز
على باب السوق
والتالت شافنى
فى كاديلاك
راكب مع بنتين
والرابع
شافنى ف طنطا
بابيع
بلابيع ونشوق !
أما خفة دمه وسخريته فقد كانت وبالا على المتنطعين والمتزمتين والمحتمين بكراسيهم الهشة كبيرة الحجم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة