لماذا يختار بعض الأفراد تعبيرًا متطرفًا عنيفًا، وليس بدائله السلمية عن آرائهم السياسية؟، وأى منهم يخطط (قائد) هذا النمط من العنف، وأيهم ينفذه (تابع) وأيهم يتعاطف أو يدعمه، هذا ما يحاول كتاب "الإرهاب منظور نفسي اجتماعي" للدكتور عبد المنعم شحاتة، الإجابة عنه.
ويحاول المؤلف في هذا الكتاب فهم الإرهاب من منظور علم النفس، بوصف الإرهاب اختيارًا يمارسه فئة من الأفراد لتحقيق أهدافهم السياسية حتى لو أهدروا حق غيرهم في الحياة، هذا الاختيار محصلة عمليات معرفية واجتماعية معقدة ومتراكمة؛ لذا تفشل المواجهات الأمنية ــ مهما كانت كفاءتها وطالت مدتها وتعددت أسلحتها ــ في القضاء على الإرهاب.
كما يحاول الكتاب الإجابة عن سؤال رئيس مؤداه: متى ولماذا يختار بعض الأفراد تعبيرًا متطرفًا عنيفًا ــ وليس بدائله السلمية ــ عن آرائهم السياسية؟ وأي منهم يخطط (قائد) هذا النمط من العنف وأيهم ينفذه (تابع) وأيهم يتعاطف معه أو يدعمه؟، وتستند الإجابة إلى مراجعة المقالات والكتب والتقارير التي تستعرض المنظور النفسي الاجتماعي للإرهاب؛ حيث تلعب العوامل النفسية الاجتماعية الدور الأهم في تحوُّل فرد ما لإرهابي، وهي ــ أي الإجابة ــ ضرورية لوضع خطط مواجهة مستدامة للإرهاب، هذه الخطط تنجح إذا تمكَّنت من منع تكوين التطرف عبر تشكيل بيئة مناهضة لأفكار ومغالطات ودعاوي المتطرفين.
ويرى الدكتور عبد المنعم شحاتة في كتابه أن الإنترنت أصبح وسيلة أساسية لدعاة التشدد لنشر معلومات تشكل معتقدات شباب المسلمين عندما يبحثون عنها، فالإنترنت بمثابة وعاء معرفى للتطرف ووسيط بين قادة الجماعات المتطرفة والجمهور المستهدف، اى جعل دور القادة الدينيين المتشددين اكثر تأثيرا مع نشر خطبهم على الإنترنت.
ويوضح الكتاب إلى أن هدف أي عمل إرهابى هو نشر الشعور بالخطر وما يترتب عليه من عواقب سلبية، فالخطر مفهوم نفسى يعتمد على إدراك الفرد أكثر منه حقيقة واقعة، أي أن استنتاجات إشارات التهديد مستمد من تقييم شخصى لخصائص نوعية مرتبطة بالموقف أكثر منها ملامح تهديد موضوعى، فالحكم الشخصى يحدد أي معلومات تعرف الخطر حتى لو ظروفه واضحه واحتمالاته معروفة، ويترتب على سوء إدراك الخطر سلوك مربك أو لى الأقل غير مجُدي.
وتطرق الكتاب إلى أن الإرهاب يعرض الأسرة لظروف غير طبيعية تدفعها لإدخال قيم كسوء الظن والتشاؤم، وتلائم هذه الظروف تسمى (قيم الأزمة، تدفع أفراد الأسرة للانطواء والعزلة وتجبر الأدباء على التشدد في معاملة الأطفال، موضحًا أن النشاط الإجرامى يقترن بأنشطة تهدد استقرار المجتمع مثل السرقة والتزوير وتهريب المخدرات.
وفى حديثه عن الإرهاب، أوضح المؤلف أن الوضع الأمني في مصر تحسن، وذلك وفقا لمؤشر السلام العالمى لعام 2017، حيث جاءت مصر في المرتبة 139 من بين 163 دولة، بعدما كانت في المرتبة 142 في مؤشر عام 2016، مشيرا إلى العمليات الإرهابية تهدد حياة 29 ألف نسمة أبرياء حول العالم، وأن تكلفة العنف المسلح وصلت إلى 14.76 تريليون دولار من إجمال الناتج العالمي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة