صدر حديثًا عن دار المعارف للنشر والتوزيع كتاب "التجريب في القصة القصيرة.. دراسة في قصة يوسف الشاروني" للكاتب والناقد الأكاديمي الدكتور هيثم الحاج علي رئيس الهيئة العامة للكتاب السابق، وجاء الغلاف من تصميم الفنان أحمد اللباد.
وجاء على غلاف الكتاب "عرف الأدب العربي القصة القصيرة في أوائل القرن العشرين وأسهم رواد كتابتها في تطوير ادائها التعبيري عبر أكثر من مائة عام ، وكان ذلك عبر محاولاتهم تجريب أشكال تعبيرية غير مسبوقة، بعضها تم استعارته من فنون وعلوم أخرى والبعض الآخر من ثقافات مختلفة ومن هؤلاء الرواد يوسف الشاروني الذي بدأ مشواره الإبداعي في الثلاثينيات من القرن العرين وعمل في كتاباته على تجريب طرق جديدة اعتمدت على رؤية ما تم استحداثه في ذلك القرن الفارق.
ويعد مصطلح التجريب من المصطلحات التى دخلت حديثا إى مجال الدراسات النقدية والأدبية، عن طريق المسرح وإذا كانت عملية التجريب فى الأساس تعد من أهم عوامل تطور العلوم الطبيعية، من حيث هى عملية تسهم فى اختبار فرضيات محددة عن طريق آليات تسهم فى وجود رؤية قاطعة لهذه الفرضيات، فإن هذه العملية ذاتها من أهم عوامل تطور الأدب كذلك - بما هى عملية تهدف اساسا الى ولوج مناطق غير مأهولة من التعبير الأدبى.
وإذا كان التجريب فى مجال الفنون والآداب قد اتجه فى البداية نحو المسرح التجريبى، فإن ما لا يجب التغاضى عنه أن باقى الأجناس الأدبية قد استفادت من هذه الرؤية خصوصا فى النصف الثانى من القرن العشرين ومن هذه الأجناس القصة القصيرة.
القصة القصرة تعد فنا وافدأ على الأدب العربى يث بدأ ظهورها فيه بشكلها الحديث – فى بدايات هذا القرن وقد سارت القصة القصيرة العربية عل نهج مثيلتها التقليدية فى الادب الغربى ، ع تطعيمها بالروح القومية العربية.
وعلى الرغم من بعض القفزات التطويرية فى القصة العربية القصيرة فإن عام 1954 يعد تاريخا فارقا فى مجال تطور هذا الفن، حيث بدأ فى الظهور اسمان صار لهما فضل كبير فى تطويرها وهما : يوسف إدريس، ويوسف الشارون، اللذان أصدر كل منهما فى هذا العام أول مجموعة قصصية له.
وهيثم الحاج علي ذكر أن هيثم الحاج علي أستاذ مساعد الأدب العربي الحديث والنقد بكلية الآداب جامعة حلوان، ورئيس مجلس إدارة الهيئة المصرية العامة للكتاب بوزارة الثقافة سابقًا، وحصل "علي" على العديد من الشهادات العلمية أبرزها دكتوراة في الدراسات الأدبية بقسم اللغة العربية كلية الآداب جامعة حلوان 2005، بعنوان "آليات بناء الزمن في القصة القصيرة المصرية في الستينيات"، بمرتبة الشرف الأولى، وماجستير الدراسات الأدبية 1999 بعنوان "تقنيات التجريب في القصة القصيرة عند يوسف الشاروني"، بتقدير ممتاز.