تعانى أمريكا اللاتينية من حالة جفاف شديدة تهدد سكان وحيوانات القارة، وتعرضت البحيرات والسدود فى القارة إلى نقص كبير فى المياه بعد تلك الموجة، ففى دول مثل بيرو أعلنت السلطات حالة الطوارئ الغذائية، وتعرضت حيواناتها خاصة الألبكة للموت بسبب نقص المياه.
بيرو
تسببت درجات الحرارة المنخفضة فى الأسابيع الأخيرة فى المناطق الوسطى والجنوبية من بيرو فى وفاة ما لا يقل عن 500 من حيوانات "الألبكة" التى تعرضت للتجميد، واستنكر مربى الماشية المحليين واتحاد الفلاحيين، ومات الحيوانات من الجوع، حيث تجمد المراعى التى تتغذى فيها، وارتفع بذلك إلى 2500 الألبكة منذ بداية 2022 بسبب الجفاف.
الألبكة
وأشارت صحيفة "لابانجورديا" الإسبانية إلى أن واحدة من أكثر المناطق تضررا هى منطقة هانكابليكا التى تقع على ارتفاع 3676 فوق مستوى سطح البحر، وتعتمد معظم العائلات على تربية الألبكة كمصدر دخل وحيد.
كما تواجه بيرو وجة جفاف شديدة، حيث فى جبال الأنديز والتى أدت إلى اعلان الطوارئ الغذائية 60 يوما، كما أثر على محاصيل مثل البطاطس، وهى ضرورية للغذاء والاقتصاد للمجتمعات المحلية، وأجبر الحكومة على إعلان حالة طوارئ غذائية 60 يومًا فى أكثر من 100 منطقة.
وتفاقم الجفاف فى مناطق الأنديز، وهو أحد أسوأ المناطق منذ أكثر من نصف قرن، بسبب ظاهرة النينيا فى وسط المحيط الهادئ، وفقًا لخدمة الأرصاد الجوية الوطنية فى بيرو (سينامي).
وقال كارلوس باتشيكو وهو طبيب بيطرى متخصص فى إبل أمريكا الجنوبية "أسوأ سيناريو هو استمرار الجفاف وعدم هطول الأمطار فى هذه الأشهر، الحيوانات لديها بالفعل حالة جسم منخفضة ولا توجد مراعي."
وأبلغت الصحف المحلية هذا العام عن نفوق مئات من صغار الألبكة والأغنام فى بونو بسبب الأمواج الجليدية.
المكسيك
أما فى المكسيك، فإن ظاهرة النينيا أدت إلى موجة من الجفاف، وأصبح نهر راموس، الذى يزود بلدية نويفو ليون بشمال المكسيك بالمياه، مجرد مكان جاف ملىء بالزجاجات البلاستيكية وأكواب فارغة، فقد أصبح مجرد مصرف للنفايات.
نهر راموس قبل وبعد الجفاف
وأشارت صحيفة "لا اكسبانثيون" المكسيكية إلى أن سكان بلدية جارثيا ، اصبحوا يحصلون على الامدادات المائية من بئر تم تركيبه من قبل شركة للمياه والصرف الصحى ليتم تحويل المياه إلى منطقة مونتيرى التي تعانى من أزمة نقص المياه بسبب الجفاف الشديد.
جفاف البحيرات فى امريكا اللاتينية
بوليفيا
تحولت بحيرة بوبو في بوليفيا إلى صحراء، وأصبح هناك أكثر من 2000 مجتمع في بوليفيا متضرر من الجفاف في البلاد,
وتعاني بوليفيا من جفاف يؤثر على أكثر من 100،000 أسرة. كما ذكرت حكومة لويس آرس ، فإن ندرة المياه ألحقت أضرارًا بأكثر من 140 ألف هكتار من المحاصيل في سبع من مناطقها التسع. كما حذرت السلطات البيئية من زيادة حرائق الغابات في المناطق البيئية مثل لوس يونجاس الواقعة في لاباز.
بوليفيا
وتواجه الآلاف من المجتمعات البوليفية جفافا شديدا في أراضيها، وقال وزير التنمية الريفية والأراضي ريمي جونزاليس "هناك 2020 مجتمعًا ونحن نتحدث عن 102.440 أسرة متضررة ومساحة 140852 هكتارًا" تضررت من الجفاف.
بالإضافة إلى ذلك ، تقدمت 153 بلدية بطلب عاجل للحصول على المياه وأفادت 84 بلدة أن الجفاف يؤثر على الإنتاج الزراعي. وأكد جونزاليس أنه سيتم تلبية متطلبات المياه على الفور وأن المزارعين سيحصلون على الدعم بالبذور والأسمدة.
بحيرة بوبو فى بوليفيا
وأكد وزير البيئة والمياه خوان سانتوس أن المرحلة الأولى ستركز على ضمان توفير المياه للاستهلاك البشري والري والثروة الحيوانية من خلال خزانات PVC والصهاريج والآبار، و بالنسبة للمسؤول ، فإن هذا التدخل سيساهم أيضًا في الحد من آثار حرائق الغابات الناجمة عن الجفاف.
الأرجنتين
أما في الأرجنتين فقد تعرضت البلاد إلى خطر كبير بسبب نقص إنتاج القمح بسبب الجفاف وندرة مياه الامطار الكافية للمحصول ، وأوضح مدير المؤسسة أنه تم اتخاذ عدة احتياطات ، مثل الإسراع في إنشاء أنظمة الري ، بهدف توفير موارد مائية للزراعة ".
وفى الوقت نفسه ، قالت صحيفة انفوباى الأرجنتينية، إن مشكلة الجفاف تزداد سوءا وتؤثر على جزء كبير من الأراضى الوطنية ، حيث أصبحت معدلات الجفاف أكثر اثارة للقلق.
أكدت وزارة الزراعة الأرجنتينية أن القمح أكثر المحاصيل التى تأثرت بالجفاف الذى انتشر فى البلاد فى الآونة الأخيرة، وتوقع تقرير أعدته وزارة الزراعة انخفاضا بنسبة 39.4% في موسم محصول القمح المقبل، بإنتاج 13.4 مليون طن فقط، مقابل 22.1 مليون طن عن الموسم الماضي.
وأوضحت الصحيفة أن تأثير الجفاف على المحاصيل الزراعية أصبح يقلق الحكومة الأرجنتينية بشكل كبير، فمع توقعات انخفاض إنتاج القمح بنسبة 40%، فإن زراعة فول الصويا والذرة تعتبر الأبطأ منذ 22 عاما، بسبب الجفاف أيضا.
وأشارت الصحيفة إلى أن بورصة روزاريو (BCR) رفعت توقعات القمح بمقدار 11.8 مليون طن ، وفي حالة بورصة الحبوب في بوينس آيرس (BCBA) ، فإن التقديرات حتى الآن هي 12.4 مليون طن. في كلتا الحالتين ، حذرت الكيانان من أنهما يمكنهما الاستمرار في خفض التوقعات ، في مواجهة السياق المناخي المعاكس بشكل متزايد للموسم الزراعي الحالي.
وفي حالة الشعير، وهو محصول شتوي آخر متأثر بالجفاف والصقيع، حدد الخبراء من وزارة الزراعة أن إنتاج الشعر هذا العام 4.7 مليون طن، وهو ما يمثل انخفاض بنسبة 9.6%.
كما أن الجفاف تسبب فى تغيرات فى منتجاتها الزراعية الرئيسية، حيث أثر الجفاف على 126 مليون هكتار أى ما يعادل 75% من المساحة الزراعية فى الأرجنتين التى تركز على إنتاج القمح والذرة وفول الصويا.
وقال بابلو ميركورى، مدير مركز أبحاث الموارد الطبيعية فى المعهد الوطنى للتكنولوجيا الزراعية (INTA): "هذا الوضع يتسبب فى تأخير جزء كبير من المنتجين للزراعة أثناء انتظار المزيد من المياه".
يُعزى الجفاف المُسجّل خلال المحصول الحالى بشكل رئيسى إلى وجود ظاهرة النينيا للسنة الثالثة على التوالي، حيث حددت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، النينيا هى ظاهرة تنتج تبريدًا واسع النطاق للمياه السطحية للأجزاء الوسطى والشرقية من المحيط الهادئ الاستوائى، بالإضافة إلى التغيرات الأخرى فى دوران الغلاف الجوى المدارى، أى فى الرياح والضغط وهطول الأمطار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة