انتشر مؤخراً عدد من الموهوبين فى فن التصوير خاصة من الشباب وأصبحت الكاميرا فى يد الجميع وتنقلت ما بين مهنة وهواية وفن وتعليم، وأصبح الكثير يمارس التصوير لتسجيل اللحظات الجميلة فى حياته أو الأماكن السياحية أو المناسبات السعيدة وغير ذلك.
وفى أسوان لا يختلف الحال كثيراً فى التصوير خاصة ما تحويه المدينة السياحية من جمال للطبيعة وسحر للبيئة الربانية ويمتزج ذلك مع ما تتضمنه درة المدن النيلية من معالم أثرية وسياحية بالإضافة إلى مشروعات التطوير والتجميل الأخرى الموجودة أقصى جنوب مصر.
ومن بين هؤلاء الشباب المصورين، يمارس الشاب زياد محمد البدرى البالغ من العمر 21 سنة، من محافظة أسوان، فن التصوير بمهارة مختلفة يسعى من خلالها إلى تجسيد مجموعة من الأفكار عن طريق التصوير الفوتوغرافى، وبدأ هذا العمل منذ سنوات ولاقى قبول وإشادة من الكثيرين الذين أشادوا بطريقة التعبير عن قضية معينة أو فكرة ما من خلال جلسات التصوير الفوتوغرافى.
وقال زياد محمد البدرى، لـ"اليوم السابع"، إن حلمه بدأ مع تعلم التصوير وفنونه المختلفة حتى يصل أن يكون واحداً من أكبر محترفى فن التصوير فى العالم، لافتاً إلى أنه طبق ذلك من خلال البدء فى طريقة مبتكرة للتصوير، وبدأ فى مشروعه بنقل مجموعة من الأفكار والقضايا المجتمعية عن طريق جلسات تصوير تعكس هذه الرؤية وتساعد على توصيل الأفكار، وبدأ بالقضايا التى تخص المرأة مثل الاضطهاد وممارسة العنف ضدها والتحرش بها أو التمييز والتفرقة العنصرية.
وأشار إلى أن هذه الأفكار والضغوطات التى تتعرض لها المرأة والفتاة فى المجتمع جاءت نابعة من واقع ملموس فى الشارع من حوله، وحاول من خلال الأداة التى يستخدمها وهى الكاميرا أن يخدم هذه القضايا التى تتعرض لها المرأة التى يراها أمه أو أخته أو ابنته، موضحاً بأن والدته كانت هى أكبر المشجعين له على عمله فى هذا المجال وساعدته والدته ووالده أيضاً فى توفير الأدوات اللازمة للتصوير من كاميرا ومستلزماتها للبدء فى تنفيذ مشروعه وتوصيل أفكاره وباستخدام مواد وأدوات بسيطة غير مكلفة.
وتابع الشاب الأسوانى، بأنه تطرق إلى فكرة التفرقة العنصرية، من خلال جلسة تصوير لفتاتين إحداهما سمراء البشرة وترتدى فستان أسود والأخرى بيضاء ترتدى فستان أبيض، ومن خلال أوضاع وحركات معينة يتم تصويرها يظهر خلال هذه الصور فكرة التفرقة العنصرية التى تؤذى الفتاة من التنمر عليها بسبب لون بشرتها أو شكلها أو ملابسها البسيطة وغير ذلك من أشكال التفرقة العنصرية.
وأضاف زياد، أن من ضمن الأفكار أيضاً هو "صمت الفتاة" من خلال تصوير فتاة وعلى فمها شريط لاصق، وهو يعكس صورة إجبار الفتاة على الزواج دون أن يكون لها حق اختيار شريك حياتها، وتابع، بأن من الأفكار أيضاً تصوير وجه فتاة مطل من وراء زجاج مكسور بالقرب من إحدى عينيها ، وهو يظهر عدم رغبة الفتاة فى التصوير أو الظهور أمام الكاميرا.
وأوضح المصور الشاب، بأن من ضمن الأفكار التى تبناها أيضاً قضية العنف ضد المرأة أو تعرضها للتحرش وهى الفكرة التى تظهر من خلال فتاة يظهر عليها آثار تعذيب أو تكميم فمها أو غيرها من الأشكال المعبرة التى تعكس صورة الأذى الذى تتعرض له الفتاة والمرأة فى الشارع أو مكان عملها ولكنها تظل صامتة مخافة أن يتم فصلها من العمل أو تتعرض سمعتها لسوء أمام أسرتها وأصدقائها.
وعلق: "الحمد لله لاقت أفكارى إعجاب الكثير وروجت لذلك من خلال صفحتى على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، وأحاول أن أطور من أفكارى ومهاراتى فى التصوير وصولاً إلى الإبداع والاحتراف الحقيقى".
المصور الشاب زياد محمد البدرى
المصور الشاب