مصطفى كامل كما يراه العقاد والرافعى وسعد زغلول ولطفى السيد .. ذكرى وفاته

الخميس، 10 فبراير 2022 11:19 ص
مصطفى كامل كما يراه العقاد والرافعى وسعد زغلول ولطفى السيد .. ذكرى وفاته  مصطفى كامل
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تمر اليوم الذكرى الـ114 على وفاة الزعيم مصطفى كامل، مؤسس الحزب الوطنى، وأحد رجال الحركة الوطنية فى نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، إذ رحل فى 10 فبراير عام 1908، عن عمر يناهز 33 عاما، وهو زعيم سياسي وكاتب مصرى، أسس الحزب الوطني وجريدة اللواء، كان من المنادين بإنشاء (إعادة إنشاء) الجامعة الإسلامية، كان من أكبر المناهضين للاستعمار وعرف بدوره الكبير في مجالات النهضة مثل نشر التعليم وإنشاء الجامعة الوطنية.
 
وعاصر مصطفى كامل، العديد من الشخصيات المؤثرة فى تاريخ مصر فى مختلف المجالات مثل السياسية والأدب والتاريخ، بعضهم اتفق معه وتأثر بأفكاره وبعضهم اختلف معه اختلافا كبيرا، ومن هؤلاء:
 

عبدالرحمن الرافعى

تعلمت منه أن مصر والسودان جزأين لا ينفصلان من وحـدة سياسية واقتصادية لا تقبـل التجزئة، وأن لا استقلال ولا أمن لكليهما إذا احتلت أحدهما دولة أجنبيـة، وأن ارتباط مصر والسودان ضرورة حيوية لهما وبخاصة لمصر، لأن مصر هي النيل وهي تستمد منه حياتها، فلا طمأنينة على حياتها واستقلالها إذا سيطرت دولة أخرى على السودان. تعلمت هذه الحقائق من مصطفی کامل.. ولا أزال أذکر ما قاله في خطبة له بلندن سنة ١٩٠٦: «لكي يدرك الإنسان أسباب تألم المصريين من الاحتلال الانجليزي، يجب عليه أن يتذكر أن السياسة البريطانية نزعت منا السودان ظلما.. وهو روح وطننا».
 

العقاد

يقول عباس محمود العقاد فى كتابه "رجال عرفتهم" عن الزعيم مصطفى كامل، رأيت مصطفى كامل لأول مرة وأنا فى الخامسة عشرة؛ أى فى مثل سنه يوم تصدى لقيادة "الوطنية المحلية" بحى الصليبة.
 
وقدم مصطفى كامل إلى أسوان فى موسم الشتاء، ومعه الأمير حيدر ومدام جولييت آدم وكاتبة إنجليزية من الأحرار تسمى مسز يونج — على ما أذكر — وهم جميعًا فى رحلة نيلية.
 
وخرج مصطفى كامل ذات صباح يتمشى على شاطئ النيل ومعه الكاتبتان الفرنسية والإنجليزية، فوقفوا عند باب المدرسة الأميرية وسألوا البواب عن "حضرة الناظر" فغاب هنيهة، وعاد يقول له: إنه غير موجود!.، وذكر مصطفى كامل أن صاحب المدرسة الأهلية — وقد كان يراسل اللواء — قد دعاه إلى زيارتها، فقال لصحبه: مدرسة بمدرسة، فلنذهب إلى المدرسة التى "ناظرها موجود".
 
ودخل غرفة السنة الرابعة وفيها درس اللغة العربية، فجلس مكان التلميذ الذى كان يكتب على اللوحة، وأملى عليه هذا البيت لأبى العلاء ليعربه ويشرح معناه:
والمرء ما لم تفد نفعًا إقامته غيم حمى الشمس لم يمطر ولم يسر.
 
وترجم مصطفى كامل هذا البيت إلى اللغة الفرنسية فى طلاقة وثقة، وناقش التلميذ فى شرح معناه، فتلعثم التلميذ ولم يجب بطائل، فأسعفته معتذرًا له بأن الغيم الذى لا يمطر فى أسوان ولا يسير نعمة محبوبة، وأن الغيم الممطر وغير الممطر عندنا قليل!.
حركاته كلها كانت تنم على إحساسه بدقة تكوينه، يبدو ذلك من شموخه وزهوه، كما يبدو من طول طربوشه وارتفاع كعبه، ومن سترة "البنجور" التى كانت لا تلائم سنه وهو دون الثلاثين.
 

سعد زغلول

من ناحيته كان زغلول يكن عداء لمصطفى كامل فمن مذكراته إنه سافر إلى الفيوم وفى مساء يوم وصوله  يوم 10 فبراير عام 1908 تلقّى خبر وفاة الزعيم الوطنى مصطفى كامل فلم يتأثر تأثراً بهذا الخبر مضيفاً: «بعد العشاء اجتمع بعض القضاة وأعضاء النيابة وناظر المدرسة، وجرى ذكر الفقيد، فلم أبد شيئا ضدّه، ولكن قلت: «سمعت أنه كان يحابي أحيانا لأغراض شخصية، ولم أرَ معارضاً من السامعين، ولكن موافقتهم لم تكن شديدة ولا ظاهرة ظهوراً بيناً، وقلت أنه كان على علاته نابغاً».
 

لطفى السيد

حينما كانت مصر ولاية عثمانية، كان هناك تيار ينادي بفكّ ارتباط مصر بدولة الخلافة، وتعميق الشعور الوطني، والالتفات إلى قضايا البلاد الداخلية دون انشغال بهموم الآخرين، والدعوة إلى مبدأ “مصر للمصريين”، وكان أحمد لطفي السيد ومن ورائه حزب الأمة أبرز الدعاة إلى هذا الاتجاه. وبالطبع في ظل هذا نشأ الخلاف الحاد بينه وبين الزعيم مصطفى كامل والذي كان متشبثا بالخلافة العثمانية – على اعتبار أن تحسين العلاقات مع تركيا يعد إعلانا لبريطانيا، وللعالم، أن مصر ترفض اعتبار هذا الاحتلال إجراءً نهائياً – وكان الخديوي، والإنجليز، مع فكرة فصل مصر عن دولة الخلافة بالطبع ، ومضى لطفي السيد في عدائه لدولة الخلافة إلى درجة الإنكار التام لوجود شيء اسمه الوحدة الإسلامية، أو إمكان تحقيق أي نوع من الوحدة العربية وكان الشعب المصري يفضل الاندماج في دولة الخلافة.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة