تمر اليوم الذكرى السابعة عشرة على رحيل الأديب الأمريكي أرثر ميلر، إذ توفى في 10 فبراير عام 2005، عن عمر ناهز حينها 89 عاما، ويعد الراحل من عمالقة المسرح الأمريكى المعاصر، وكان من كبار المدافعين عن الحرية الفكرية.
الأديب العالمى الراحل نجيب محفوظ، العربى الوحيد الحاصل على نوبل في الآداب لعام 1988، كان التقى بالأديب الأمريكي أثناء زيارته لمصر، وكان هذا رأيه الذى ذكره في حديثه مع الناقد الكبير رجاء النقاش فى كتاب " صفحات من مذكرات نجيب محفوظ".
قال "محفوظ": "بعد حصولى على جائزة نوبل اتصل بى موظف في السفارة الأمريكية بالقاهرة، وأخبرنى أن الكاتب المسرحى الأمريكي الكبير أرثر ميلر موجود في مصر ويريد مقابلتى. رحبت باللقاء لأن ميلر من الكتاب الذين أحبهم، خاصة منذ أن قرأت له مسرحية "وفاة بائع متجول" مترجمة إلى اللغة العربية، وبعد أصبحت أصبحت من المتابعين لأعماله، ومن قرائه الدائمين أيضا.
وواصل نجيب محفوظ: "في الموعد المحدد ذهبت إلى الفندق الذى ينزل فيه، يرافقنى موظف السفارة الذى رتب اللقاء، وعندما صعدنا لحجرته بالفندق، فوجئت بإحدى السيدات ممدة على السرير بالطريقة الأمريكية، وعرفت إنها زوجته. لم أكن أعلم أن ميلر تزوج بعد مارلين مونرو، وازدادت دهشتى عندما لمحت فتاة صغيرة السن تلعب في مرح بجوارنا، وعلمت إنها ابنته، ولم أكن أعلم أيضا أن ميلر أنجب.
وتابع: "دار بيننا حديث طويل حول جائزة نوبل، وقد قال لى إنها شيء عارض في حياة الأديب الحقيقى، قد تجئ أو لا تجئ، وحدثته عن أعماله وإعجابى بها، وأخبرنى كم هو حزين لأنه لم يقرأ لى أي عمل لأنه لم يعثر وقتئذ على أعمال مترجمة إلى الإنجليزية.
واستطرد صاحب نوبل في الآداب لعام 1988: "رغم قصر المدة التي أمضيتها مع أرثر ميلر، فإننى شعرت بارتياح شديد تجاهه على المستوى الشخصى، وانصرفت من اللقاء وأنا في غاية السعادة لأننى قابلت كاتبا جذبتنى أعماله، وكنت أتمنى أن أراه".