بابتسامة رضا لا تفارق محياه، وأنامل ساحرة تعزف أحلى الألحان، يجوب عم محمد شعبان ابن محافظة المنيا شوارع مدينة المنصورة برفقة أبنائه، لبيع الربابة التي صنعها بنفسه بحثا عن الرزق الحلال.
وقال محمد شعبان صاحب الـ48 عاما للـ"اليوم السابع"، إنه كافح وشقى في الحياة منذ أن كان في الـ15 من عمره، بصنع وبيع الربابة التي عشقها وورث مهارة صنعها والعزف عليها من والده، فنان التراث الشعبي بمحافظة المنيا، فطاف جميع المحافظات بحثا عن الرزق الحلال، حيث بدأ رحلته من القاهرة ومن ثم الإسكندرية، وبعدها انتقل للبحيرة والإسماعيلية ودمياط حتى استقر في محافظة الدقهلية، والتي لامس فيها حب أهلها للربابة والأصالة، مشيرا إلى أنه سعيد لكونه قادر على إسعاد الأطفال الذين يلتفون حوله بمجرد سماع مقطوعاته الموسيقية.
وأضاف أنه ورث المهنة لأبنائه، حيث علمهم طريقة صنعها والعزف عليها؛ ليساعدونه ويجوبوا معه لبيع الربابة بـ10 جنيهات في مختلف مدن وقرى المحافظات، ليتمكن من توفير حياة كريمة لأبنائه السبعة، حيث يعزف ابنه سيف أجمل المقطوعات على الربابة، بينما يعزف ابنه الأصغر أحمد على آلة الرق، مشيرا إلى أن بالرغم من ضعف الدخل إلا أنهم راضين وسعداء بكفاحهم سويا وسعيهم نحو الرزق الحلال.
وأوضح أنه يصنع الربابه هو وابنه سيف، من خلال الخشب والجريد والكتان، فيقوم بتجميع قطع الخشب الصغيرة ويقوم بتنعيمها ويصنع علبه صغيرة يثبتها بطرف الخشبة، ومن ثم يثبت خيوط الكتان على الخشبة، ويلون الخشب بالأصفر والأحمر والأخضر؛ ليضفي عليه جمالا ورونقا خاصا.