لا يُعرف الكثير عن سبب تحول كوكب الزهرة إلى مكان غير مضياف، بينما تحول كوكبنا إلى واحة، لكن العلماء الآن لديهم أمل متجدد في أن يتمكنوا من الوصول إلى حقيقة الأمر بعد أن التقط المسبار الشمسي باركر التابع لناسا صورة ضوئية لكوكب الزهرة لأول مرة، حيث تبين الاختلاف الكبير بين الصورة السابقة بالأبيض والأسود للكوكب والمشهد الملون له.
وفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، فإن المشهد الملون يكشف عن السمات المميزة للسطح مثل المناطق القارية والسهول والهضاب، فضلاً عن هالة مضيئة من الأكسجين في الغلاف الجوي الذي يحيط بالكوكب.
كوكب الزهرة أبيض وأسود وألوان
كما أن عادة ما يكون سطح كوكب الزهرة محجوبًا عن الأنظار لأن هذا العالم مختنق بالغيوم الكثيفة، ولكن بعد عمليتي طيران أخيرتين على الكوكب، استخدم باركر مصوره واسع المجال WISPR لالتقاط الصورة الليلية بأكملها بأطوال موجية من الطيف المرئي وامتداده إلى الأشعة تحت الحمراء القريبة.
يمكن أن تساعد مثل هذه الصور للكوكب العلماء في معرفة المزيد عن جيولوجيا سطح الزهرة، وما هي المعادن التي قد تكون موجودة هناك وتطور الكوكب.
كما أنه بالنظر إلى أوجه التشابه بين الأرض والزهرة، يمكن أن تساعد هذه المعلومات العلماء في سعيهم لفهم لماذا أصبح أحدهما غير مضياف والآخر واحة.
قال بريان وود، الباحث الرئيسي للدراسة الجديدة وعالم فيزياء في مختبر البحوث البحرية في واشنطن العاصمة، "الآن، أخيرًا نرى السطح بأطوال موجية مرئية لأول مرة من الفضاء."
كما تم التقاط أول صور WISPR لكوكب الزهرة في يوليو 2020 عندما شرع باركر في رحلة الطيران الثالثة، والتي تستخدمها المركبة الفضائية لثني مدارها بالقرب من الشمس، وتم تصميم WISPR لرؤية الملامح الباهتة في الغلاف الجوي الشمسي والرياح، ويعتقد بعض العلماء أنهم قد يكونون قادرين على استخدام المصور لالتقاط قمم السحابة التي تحجب كوكب الزهرة أثناء مرور باركر على الكوكب.