أثارت "ميتا" جدلا واسعا خلال الأيام القليلة الماضية، بسبب تهديدها بالانسحاب من الاتحاد الأوروبي، لأسباب تتعلق باتجاه المشرعون سن قاعدة جديدة تتطلب من شركات التكنولوجيا الاحتفاظ ببيانات المستخدمين الأوروبيين داخل حدود القارة، حيث قال عملاق التكنولوجيا إنه إذا تم تمرير هذا القانون، "فمن المحتمل ألا يتمكن من تقديم عدد من أهم منتجاته وخدماته، بما في ذلك فيسبوك وإنستجرام في أوروبا".
إلا أن "ميتا" عادت وأوضحت أنها "لا تهدد على الإطلاق بالانسحاب من أوروبا" فهى فقط لديها مخاوف من أن منع نقل البيانات عبر المحيط الأطلسي من شأنه أن يعيق أعمالها.
علاوة على ذلك بالنسبة لشركة تفقد قيمة أسهمها بسرعة، ليس من المنطقي الانسحاب من منطقة تحقق أرباحًا كبيرة حسبما نقل موقع TheNextWeb.
فيما يلي بعض الأرقام من نتائج الربع الأخير (الربع الرابع 2021) لإثبات ذلك:
لدى فيسبوك أكثر من 309 مليون مستخدم نشط يوميًا في أوروبا، في حين أنه لم يكن هناك أي نمو في الأرباع الخمسة الماضية، إلا أنه يمثل ما يقرب من 16% من قاعدة مستخدميه العالمية.
ويبلغ عدد المستخدمين النشطين شهريًا لهذه المنطقة 427 مليونًا - 14.6٪ من إجمالي قاعدة مستخدميها.
يبلغ إجمالي إيرادات الشركة في المنطقة 8.3 مليار دولار - 24٪ من الإجمالي العالمي (33.67 مليار دولار) في الربع الأخير.
ومتوسط أرباح Facebook لكل مستخدم (ARPU) هو 19.68 دولارًا. الأعلى على الإطلاق في المنطقة.
وتوضح هذه الأرقام مدة أهمية أوروبا بالنسبة للشركة، وليس هناك أي معنى سياسي للانسحاب، حيث أن العديد من مراكز البيانات والمكاتب التقنية تقع داخل حدودها.
لكن هل يستطيع فيسبوك الاستغناء عن أوروبا؟
رغم إشارة بعض الدول مثل ألمانيا وفرنسا بالفعل أنها تستطيع الاستغناء عن Facebook، إلا أن الأخيرة لا يمكنها ذلك، لاسيما بعد تراجع قاعدة المستخدمين النشطين يوميًا في Meta لأول مرة في التاريخ وانخفاض أسهمها وخسارتها أكثر من 200 مليار دولار من قيمتها السوقية، تاركة قيمتها الإجمالية أقل من 600 مليار دولار.
الميزة الوحيدة لانسحاب Meta من أوروبا هي أنه من غير المرجح أن تواجه نفس دعاوى مكافحة الاحتكار كما هو الحال هناك في الولايات المتحدة - ولكن التكلفة المالية لمثل هذا القرار ستكون فلكية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة