جاد القاضي:
- شارك فى الأرصاد الدقيقة لسطح القمر لاختيار مواقع هبوط الإنسان أواخر الستينيات
- ساهم فى اكتشاف 10 نجوم متغيرة مسجلين باسم مصر عالميا
على بعد 80 كم تقريباً من وسط العاصمة القاهرة فى اتجاه مدينة السويس " طريق العين السخنة"، فوق جبل بارتفاع 450م ععن مستوى البحر، نجد مرصد القطامية الفلكى، أحد أقدم المراصد الفلكية ليس فقط بمصر وانما بالشرق الأوسط وإفريقيا والعالم، حيث أنشئ عام 1964، ليعتبر بذلك من اقدم المعاهد البحثية فى مصر والشرق الاوسط ، ويضم أكبر تليسكوب فى الوطن العربى والشرق الاوسط وشمال أفريقيا .
تليسكوب ضخم ، وغرفة تحكم، وقبة ضخمة تتحرك إلكترونيا وتفتح وتغلق ، وقبة ضخمة على ارتفاع جبلى، هذا ما يمكن أن تجده بمجرد وصولك لمرصد القطامية الفلكى الذى يعتبر الطريق لاكتشاف علوم الفضاء والمجرات والكواكب والمذنبات فى الكون .
"اليوم السابع" أجرى جولة داخل مرصد القطامية الفكى للتعرف على تاريخه وطبيعة عمل تليسكوبه وأبرز إنجازاته ، وبالأخص داخل مبنى المنظار الفلكى القبة الكبيرة، والذى تجد بداخله جسم التليسكوب الذى يبلغ من الضخامة ما يجعل وزنه يزيد عن 50 طنا وطوله أنبوبه على 9 أمتار، وقطر مرآته 74 بوصة أى نحو 188 سم، ويبلغ سمكها 30 سم تقريبا، وتزن نحو 2 طن.
تم تصميم مبنى التليسكوب من حوائط مزدوجة لعزله تماماً عن البيئة الصحراوية المحيطة، والمنظار من الصلب على شكل حوائط مزدوجة، ويبلغ قطر المنظار نحو 19 مترا، وتزن أكثر من 100 طن، وهى تدور حول المبنى محمولة على قضبان من الصلب بواسطة 26 عجلة من الصلب، ويوجد مجرى مائى بالحافة السفلية للقبة لمنع تسرب الغبار والحرارة إلى الداخل، وبهذا التصميم لا تزيد درجة حرارة أرضية المبنى على 3 درجات مئوية حتى فى أشد الأيام حرارة.
وموقع تليسكوب القطامية المتميز جعل عدد الليالى الصافية للسماء هناك يبلغ حوالى 250 ليلة على مدار العام، ولكنها انخفضت الآن انخفاضاً كبيرا، وانعكس ذلك على دقة الأرصاد ونقاء الصور المأخوذة من المنظار، وطوال تاريخه كان له شهره عالمية حيث أن من أهم إنجازاته، مشاركته فى الأرصاد الدقيقة التى أخذت لسطح القمر لاختيار مواقع هبوط الإنسان على القمر فى أواخر الستينيات، بالإضافة إلى المشروعات والرسائل والأبحاث العلمية القائمة على دقة أرصاد تليسكوبه.
من جانبه، قال الدكتور جاد القاضى رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية، إن مرصد القطامية الفلكى تم البدء فى انشاءه عام 1948 بقرار من الملك فاروق وبدأ التشغيل الفعلى له عام 1964 ومنذ ذلك التاريخ وله اسهامات وانجازات عالمية .
وأضاف رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية، فى تصريحات خاصة لليوم السابع، أن من أهم إنجازات مرصد القطامية مشاركته فى تحديد موقع هبوط مركبة أبولو 10 و 11 و 12 على القمر كأول مراكب فضاء مأهولة للإنسان، لافتا إلى أن إنجازاته استمرت من 2013 لـ 2015 وتمثلت فى اكتشافات 10 نجوم جديدة متغيرة ومسجلة باسم مصر و4 أجسام انفجارات جاما
وكشف القاضى، أن مرصد القطامية الفلكى يشهد تدريب وزيارات لشباب الفلكيين ، حيث يستقبل على مدار العام هواة ودارسين الفلك للمشاركة فى عمليات أرصاد الاجرام السماوية والنجوم والنيازك التى تقترب من الأرض ودراسات يتم نشرها فى المجلات الدولية .
وعن تليسكوب امرصد وقدرته ، أوضح رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية، أن التليسكوب الموجود بالمرصد هو تليسكوب بصرى قطر مرأته 74 بوصة يرصد لأعماق 25 مليون سنة ضوئية ، لافتا إلى أن من أبرز مكوناته قبة ضخمة لحماية التليسكوب من العوامل الجوية، ويتم فتح القبة وتوجيه التليسكوب للجرم الذى يتم رصده ، لافتا إلى أنه فى السابق كان يتم التحكم فى التليسكوب يدويا وأصبح التحكم فيه عن بعد ، فضلا عن شراء مطياف يحلل أطياف الضوء الموجودة ليعطى دقة أعلى لصور الأجرام السماوية.
وفى نفس السياق، قال عبد العزيز عيد باحث مساعد فى معهد الفلك بمعمل المجرات ، أن المرصد يضم غرفة تحكم خاصة بتليسكوب القطامية الفلكى، حيث تضم هذه الغرفة شاشات وأجهزة دقيقة يتم تسجيل عليها الأرصاد والتحكم من خلالها فى القبة من حيث القفل والفتح والتليسكوب ومرآته والكاميرا والمطياف .
وأضاف الباحث بمعمل المجرات بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، فى تصريحات خاصة لليوم السابع، أن هناك رصدات تتم على مدار ليلة كاملة يتم فيها تتبع المجرات والنجوم، وكل ذلك من خلال غرفة التحكم التى يتم من خلالها تحديد عملية الرصد والتحكم فى حركة التليسكوب وغيرها بأحدث التكنولوجيات .
يُعد المعهد القومى للبحوث الفلكية، من أقدم المعاهد البحثية فى مصر والوطن العربى وربما أفريقيا حيث تم إنشاؤه عام 1903 على قمة المرصد بحلوان. ومع قدم وعراقة المعهد فإن تخصصات المعهد (الفلك والجيوفيزياء ممثلة بالزلازل) بدأت قبل هذا التاريخ بأعوام كثيرة حيث بدأت القياسات الفلكية عام 1839 – 1860 فى مرصد بولاق ثم فى مرصد العباسية عام 1868 – 1903. وبدأت القياسات الزلزالية عام 1889 – 1903 فى مرصد العباسية. يعتبر المعهد أكبر بيت خبرة فى مجالات العلوم الفلكية والجيوفيزيقية ليس بمصر فقط ولكن على المستوى الإقليمى أيضا. يتبع المعهد عدد من المراصد الفلكية مثل مرصد القطامية الفلكى فى صحراء القطامية ومرصد المسلات المغناطيسى بالفيوم ومرصد ابوسمبل المغناطيسى فى جنوب مصر.
ويوجد بالمعهد المركز الرئيسى للشبكة القومية لرصد الزلازل، ويتبعة عدد من المراكز الفرعية للزلازل على مستوى الجمهورية (الغردقة، مرسى علم، الواحات الخارجة، برج العرب) لإستقبال بيانات الزلازل من 80 محطة. بالإضافة الى المركز الإقليمى للزلازل باسوان والذى يتبعه 15 محطة لرصد الزلازل وعدد من محطات البيزومترات. يضم المعهد أيضا فى مقره بحلوان المرصد الشمسى ومحطات الطيف الشمسى والإشعاع الشمسى والطاقة الشمسية ومحطة رصد وتتبع الأقمار الصناعية. يوجد بالمعهد مركز تجميع بيانات المحطات الدائمة للنظام العالمى للاحداثيات ( GPS) لمراقبة تحركات القشرة الأرضية على المستوى المحلى والإقليمى والدولي، ويضم المعهد مختبر لقياس الخواص المغناطيسية للصخور. وتضم القاعدة العلمية للمعهد حوالى 281 من أعضاء هيئة البحوث ومساعديهم ويعاونهم ما يربو على 356 من الأخصائيين العلميين والفنيين والإداريين والخدمات المعاونة.