أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين اليوم الأربعاء أن الاتحاد الأوروبي لا يزال يقف بحزم مع أوكرانيا في أزمتها الأخيرة مع روسيا، معتبرةً فكرة أن يقرر الكرملين ما يحتاجه الأوكرانيون غير مقبوله إطلاقا بالنسبة لأوروبا.
وقالت فون دير لاين - في كلمتها أمام الجلسة العامة للبرلمان الأوروبي - ، إن أوكرانيا قطعت شوطا طويلا في مكافحة الفساد وإعادة بناء بنيتها التحتية، وخلق وظائف جديدة لشبابها الموهوبين، وذلك بعد مرور ما يقرب من سبع سنوات على أخر عدوان روسي ضد أراضيها، ورافقها الاتحاد الأوروبي في ذلك بحشد أكبر حزمة دعم في تاريخنا، بالطبع يعرف شعب أوكرانيا أن ديمقراطيته لا تزال بها بعض العيوب والقضايا التي يجب التعامل معها. لكن أوكرانيا اليوم هي دولة أقوى وأكثر حرية وأكثر سيادة مما كانت عليه في عام 2014، وهذا هو بالضبط سبب تهديد الكرملين لها مرة أخرى.
وأضافت فون دير لاين، حسبما نقلت المفوضية عبر موقعها الرسمي ،أن الأزمة الراهنة تتعلق بأوكرانيا وأكثر من ذلك، فهي تتعلق بما يعنيه أن تكون دولة ذات سيادة ومستقلة وحرة في القرن الحادي والعشرين. ويتعلق الأمر بحق كل فرد في أن يعيش متحررا من الخوف، وبحق كل بلد في تقرير مستقبله.
وبالأمس وجهت روسيا إشارات متضاربة فمن ناحية أعلنت السلطات عن انسحاب القوات الروسية، ومن ناحية أخرى يصوت مجلس الدوما للاعتراف الرسمي بدونيتسك ولوهانسك كجمهوريات مستقلة، ومع ذلك لم تتكلم الدبلوماسية بعد بكلماتها الأخيرة، فقد سافر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار أولاف شولتس إلى كييف وموسكو، والعديد من قادة أوروبا الآخرين يتحدثون إلى كلا الجانبين، وأنا أتواصل باستمرار معهم جميعًا، وكذلك مع الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو ونظيره البريطاني بوريس جونسون، حيث لم يتحد المجتمع الدولي عبر الأطلسي منذ وقت طويل بالشكل الذي أضحى عليه حالياً.
وتابعت: أن الاتحاد الأوروبي وشركاؤه عبر الأطلسي متحدون في هذه الأزمة، ودعوتنا لروسيا واضحة وضوح الشمس: لا تختر الحرب. لا يزال طريق التعاون بيننا وبين روسيا ممكناً، لكن دعونا نظل يقظين، وعلى الرغم من أخبار الأمس، لم يشهد الناتو حتى الآن أي علامات على أي خفض في عدد القوات الروس، وإذا اختار الكرملين العنف ضد أوكرانيا، فسيكون ردنا قويًا وموحدًا.
وتعمل المفوضية الأوروبية مع جميع الدول الأعضاء لإعداد حزمة قوية وشاملة من العقوبات المحتملة، وقد عملنا بتنسيق وثيق مع أصدقائنا في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا حول هذا الملف. ونحن لا نتحدث فقط عن تجميد الأصول وحظر سفر المواطنين الروس، وتتمثل المصلحة الاستراتيجية لروسيا في تنويع اقتصادها أحادي الجانب وسد فجواتها الحالية، لكن لهذا فهم بحاجة إلى تقنيات نمتلك فيها قيادة عالمي، لذلك يمكن أن تكون عقوباتنا شديدة للغاية، وعلى الكرملين إدراك ذلك