الأزمة الروسية الأوكرانية تهدد أسواقا عربية.. الحبوب والطاقة الأبرز.. ترقب بالمغرب ولبنان واليمن لنقص القمح.. وغاز الجزائر قد يعرضها لأزمة دبلوماسية مع موسكو.. ومعظم البورصات الخليجية تشهد ارتفاعا مع صعود النفط

الخميس، 17 فبراير 2022 06:00 م
الأزمة الروسية الأوكرانية تهدد أسواقا عربية.. الحبوب والطاقة الأبرز.. ترقب بالمغرب ولبنان واليمن لنقص القمح.. وغاز الجزائر قد يعرضها لأزمة دبلوماسية مع موسكو.. ومعظم البورصات الخليجية تشهد ارتفاعا مع صعود النفط القوات الروسية
إيمان حنا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يخيم شبح مخاوف الغزو الروسى لأوكرانيا على العالم، ما دفع العدد الأكبرمن الدول لإجلاء رعاياها من أوكرانيا تحسبا للحظة الهجوم ، ورغم أن الحكومة الروسية تنفى نيتها الإقدام على تلك الخطوة إلا أن طبول الحرب لا تزال على أهبة الاستعداد لتدق منذرة بانطلاق حرب العام 2022 .

لم تتوقف تلك المخاوف عند هذا الحد بل إن الغزو الروسى حال تنفذه سيكون له عواقب وخيمة على العالم.

المغرب يدرس السيناريوهات

نتحدث هنا عن المنطقة العربية تحديدا، حيث إن عددا من البلدان سيتأثر بشكل كبير حال نشوب الحرب الروسية الأوكرانية، فتعد أوكرانيا واحدة من أكبر 4 دول مصدرة للحبوب في العالم، حيث تشتهر بزراعة الذرة والقمح وتعد من أكبر عشرة منتجين لفول الصويا والشعير واللفت.

وتعتبر أوكرانيا مصدر مهما لشحنات الذرة والقمح إلى المنطقة العربية على وجه الخصوص ،وخاصة المغرب من بين أكبر مستوردي القمح في العالم، وأكبر مستهلك للقمح الأوكراني، بينما الجزائر أكبر مستورد للقمح الروسي.

ووفق صحيفة هسبريس المغربية، فإن المغرب يدرس سيناريوهات متعددة لضمان الإمدادات الرئيسية من القمح في ظل الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، خاصة أن البلدين مصدران رئيسيان للقمح في العالم.

ومن جانبه أوضح الباحث المغربي بالعلاقات الدولية نبيل الأندلسي أن "الأزمة الروسية الأوكرانية سيكون لها تداعيات اقتصادية خطيرة على عدد من دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومنها المغرب بطبيعة الحال، على اعتبار أن كلا الدولتين روسيا وأوكرانيا من المصدرين الرئيسيين للقمح عالميا، مشددا على أن أوكرانيا تعتبر من أكبر موردي القمح للمملكة المغربية، وانخفاض صادراتها من هذه المادة سيفرض على المغرب البحث عن بدائل أخرى في السوق العالمية وأساسا من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وكندا.

كما أن ذلك يعني ارتفاع لأسعار هذه المادة وهو ما سيكون له آثار اقتصادية خطيرة ذات أبعاد اقتصادية واجتماعية.

وأمام هذا الوضع فإن على الحكومة المغربية الاستعداد لأسوأ السيناريوهات المحتملة اعتبارا لكون القمح من أهم المواد الأساسية عند الشعب المغربي بسبب نمطه الغذائي المرتكز على الخبز كمادة أساسية وضرورية، وأي زيادات محتملة سيكون لها تداعيات على السلم الاجتماعي.

الجزائر تواجه نفس المصير

وتواجه الجزائر المصير المحتمل نفسه حال نشوب الحرب بين روسيا وأوكرانيا ، فقد بلغت صادرات روسيا من القمح إلى الجزائر خلال 2021 5,363 ألف طن، بزيادة 13 مرة عن صادرات العام السابق، وفقا لصحيفة الشروق المحلية نقلا عن معطيات كشفتها الخدمة الاتحادية الروسية للرقابة البيطرية والصحة النباتية.

غاز الجزائر يضعها فى معضلة

ومن جهة ثانية ، تظهر الجزائر باعتبارها حلًا مناسبًا لأزمة الطاقة التى ستواجهها أوربا حال نشوب الحرب وذلك  بفضل احتياطيات الغاز الضخمة لديها وقربها من أوروبا، وفق وكالة "بلومبرج" للأنباء، فإن الجزائر تعتبر مورد غاز رئيسيًا لكل من إيطاليا وإسبانيا، وثالث أكبر مصدر للغاز الطبيعي للاتحاد الأوروبي بعد روسيا والنرويج، وهو ما يعني أنها يمكن أن تكون وسيلة للتخفيف من حدة تأثيرات أي اضطراب محتمل في إمدادات الغاز الطبيعي الروسي، و هذا التحول سيوفر للخزانة العامة الجزائرية التي تعاني عجزًا ماليًا كبيرًا، مصدرًا كبيرًا للدخل، ويمنح الدول الجزائرية نفوذًا دبلوماسيًا في أوروبا.

ولكن هذا النهج الجزائرى بإمداد أوربا بالطاقة يمكنه أن يؤثر سلبًا على العلاقات المتنامية بين الجزائر وروسيا، ويقول المحلل الاقتصادي سيريل فيدرشهوفن مؤسس شركة فيروكي للاستشارات، إن الجزائر تواجه موقفًا صعبًا، مضيفًا أنه إذا أرادت الجزائر الاستمرار كمصدر رئيسي للطاقة، بالتالي مساعدة أوروبا، فهذا أمر منطقي، لكن في المقابل فإنه سيهدد خطط تعميق علاقاتها مع موسكو.

لبنان واليمن وليبيا

وعلى صعيد متصل، فإن نصف استهلاك لبنان من القمح يتم استيراده من أوكرانيا، كما تستورد اليمن وليبيا على التوالي 22% و43% من إجمالي استهلاكهما من القمح من أوكرانيا، فن التهديدات لصادرات القمح الأوكرانية تشكل أكبر خطر على الأمن الغذائي العالمي، و إذا حدث هجوم على أوكرانيا، قد يؤدي ذلك إلى انخفاض إنتاج القمح وسط فرار المزارعين وتدمير البنية التحتية.

منطقة الخليج

وعلى النقيض ، فمنذ بدء الأزمة الأوكرانية نجد أن معظم أسواق الأسهم الخليجية تشهد ارتفاعا وهذا انعكاس لصعود أسعار النفط إلى أعلى مستوى في سبع سنوات مدعومة بتحذيرات غزو روسيا لأوكرانيا في أي وقت، فارتفع المؤشر السعودي 1.5% مسجلا أفضل أداء له في حوالي شهرين.

وقفز سهم شركة أنابيب الشرق المتكاملة للصناعة 6.3% في أول أيام التداول عليه، وارتفع سهم الشركة العالمية القابضة في أبوظبي 1.4%.

وقالت كبيرة محللي السوق بقسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لدى "إكس.تي.بي"، فرح مراد، وفق العربية،  إن "أسواق الأسهم في مجلس التعاون الخليجي، تحركت في اتجاهات مختلفة في ظل زيادة التوتر الجيوسياسي في شرق أوروبا وارتفاع أسعار النفط"، مضيفة: "في الوقت نفسه، يزداد العزوف عن المخاطر بسبب التوقعات بتشديد السياسة النقدية في الولايات المتحدة".

وفيما يتعلق بالعلاقات بين الخليج وأوكرانيا، فالبرغم من أنها بدأت مبكراً بعد استقلال الدولة في أعقاب انهيار الاتحاد السوفييتى، إلا أنها لم تشهد التطور المتسارع إلا حديثاً بعد عام 2017، العام الذي شهد توقيع اتفاق إطار جماعي بين مجلس التعاون ممثلاً في دوله الست وأوكرانيا، وفق الإندبندنت.

وعن العلاقات بين أوكرانيا والسعودية، فوفقاً لورقة حديثة عن مركز الخليج للأبحاث، بعنوان"العلاقات الأوكرانية السعودية: التحديات والآفاق لمزيد من التعاون"، فأنه على الرغم من أن أوكرانيا تعتبر المملكة واحدة من الشركاء الرئيسين في منطقة الخليج والشرق الأوسط، إلا أن العلاقات الحالية لا تزال دون الطموح من نواح عدة".










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة