تمر اليوم الذكرى الـ 1207 على انتصار ابن طباطبا على والى الكوفة من قبل الخليفة العباسى المأمون، بعد أن استفحل أمره خاصة بعد انضمام أهل الكوفة والأعراب إليه، إلا أنه توفى فجأة صبيحة انتصاره، واستمرت حركته من بعده، وعظم أمرها إلى أن قضى عليها العباسيون.
وابن طباطبا، عالم وشاعر وأديب ولد في أصبهان وتوفي فيها، حيث نهج ابن طباطبا في "العروض" نهجاً جديداً ذلل فيه صعبه ويسر تعقيده، كما كان مغرماً بالحديث الشريف، أما عن مؤلفاته فكان له العديد من المؤلفات منها كتب "سنام المعالى، عيار الشعر، كتاب فى العروض، تهذيب الطبع، الشعر والشعراء، نقد الشعر".
لكن بعيدًا عن شعره، فأن ابن طباطبا، كان أيضا واحد من أبرز الثوار ضد الدولة العباسية وتحديدا الخليفة المأمون، حيث قاد ثورة كبيرة واستطاع هزيمة الجيش العباسى، وجاء فى كتاب "الكامل فى التاريخ" لابن الأثير، وفيها ظهر (أبو عبد الله) محمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسين بن علي بن أبي طالب - عليه السلام - لعشر خلون من جمادى الآخرة، بالكوفة، يدعو إلى الرضى من آل محمد - صلى الله عليه وسلم - والعمل بالكتاب والسنة، وهو الذي يعرف بابن طباطبا، وكان القيم بأمره في الحرب أبو السرايا السري بن منصور، وكان يذكر أنه من ولد هانئ بن قبيصة بن هانئ بن مسعود الشيباني .
وكان سبب خروجه أن المأمون لما صرف طاهرًا عما كان إليه من الأعمال التي افتتحها، ووجه الحسن بن سهل إليها - تحدث الناس بالعراق أن الفضل بن سهل قد غلب على المأمون، وأنه أنزله قصرا حجبه فيه عن أهل بيته وقواده، وأنه يستبد بالأمر دونه، فغضب لذلك بنو هاشم ووجوه الناس، واجترءوا على الحسن بن سهل، وهاجت الفتن في الأمصار، فكان أول من ظهر ابن طباطبا بالكوفة.
ففى منطقة الكوفة ظهر على المأمون محمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب وهو الملقب بابن طباطبا ظهر عليه لسوء أفعاله، ولتملك الفضل بن سهل وأخيه الحسن من دون بني هاشم، وكان قائده السري بن منصور والمعروف بأبي السرايا، وكان عامل الحسن بن سهل على الكوفة سليمان بن أبو جعفر المنصور، ويقوم مقامه خالد بن محجل الضبى، وقد أخرج ابن طباطبا عامل العباسيين على الكوفة وسيطر على المنطقة.
بعث الحسن بن سهل زهير بن المسيب (10000) جندي فخسِروا ضد أبي السرايا الذي استطاع من استيلاءة على ما يملكه الجيش العباسي من أموالٍ وأسلاحةٍ وعتادٍ، وفي اليوم الثالي توفي ابن طباطبا فجأة، ويقال إن أبا السرايا قد سمه ليستبد بالأمر والله أعلم، وأقام أبو السرايا فتى صغيراً مكان ابن طباطبا هو محمد بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وبقي هو يسيّر الأمور. وكان أبو السرايا من قبل من رجال هرثمة بن أعين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة