قالت مجلة "ميليترى ووتش" إن مقاتلة هجومية روسية ثقيلة من طراز "ميج - 31 كيه" نفذت أمس السبت محاكاة لهجوم بصواريخ باليستية فرط صوتية فوق البحر المتوسط، وانطلقت من "قاعدة حميميم الجوية" شرق سوريا، ويأتى ذلك إثر تصاعد التوتر بين روسيا ودول "الناتو" وبعد ساعات من اندلاع اشتباكات بين قوات مسلحة أوكرانية وقوات انفصالية فى شرق أوكرانيا.
وأضافت المجلة الأمريكية المعنية بالشؤون العسكرية فى تقريرها أن الطلعة الجوية للطائرة الروسية الثقيلة المزودة بصواريخ تزيد سرعتها 10 مرات عن سرعة الصوت (10 ماخ)، جرت أيضا فى وقت تنتشر فيه العديد من قطع البحرية التابعة لحلف "الناتو" فى البحر المتوسط، والتى يفترض أنها تمثل أهدافا محتملة فى الهجوم المحاكى الذى نفذت من أجله "الميج" الروسية طلعتها الجوية.
وتابعت أن أول انتشار للمقاتلة "ميج - 31 كيه" كان فى سوريا فى مايو 2021، ومعها عدد من المقاتلات الهجومية الأخرى إضافة إلى نشر قاذفات بعيدة المدى من طراز "تى يو-22 إم3"، قادرة على إطلاق صواريخ نووية، فى الأسبوع الثالث من فبراير الجاري.
وتشير المجلة إلى أن مقاتلات "ميج -31 كيه" أقوى طائرة حربية روسية مضادة للسفن وتتميز بمداها البعيد، كما أنها والقاذفة الاستراتيجية الثقيلة مزودتان بصواريخ باليستية فرط صوتية من طراز "كيه إتش-47 إم2 كينسال".
ويتمتع صاروخ "كينسال" الباليستى بقدرة فائقة على المناورة، ويصيب أهدافه بسرعة 10 ماخ (أى أعلى من سرعة الصوت بـ10 مرات)، ولديه مدى طويل جدًا يصل إلى 2000 كيلومتر، وهناك طرز محدثة منه تحملها القاذفة النووية "تى يو-22إم3" قادرة على استهداف مواقع على بعد 3000 كيلومتر.
وتقول المجلة الأمريكية أن صواريخ "كينسال" تعد من الناحية العملية من المستحيل اعتراضها، وتتيح لسلاح الجو الروسى أدوات فعالة ومهمة للقيام بإغلاق البحر المتوسط أمام السفن الحربية المعادية دون الحاجة إلى الاشتباك مع الأساطيل البحرية الغربية بسفن حربية روسية مماثلة.
ووفقا لـ"ميليترى ووتش" فإن مثل هذا العتاد اللامتماثل يعطى تأكيدًا قويًا على أن عمليات التحديث العسكرى الروسى قادرة على تعويض الفارق الضخم فى الموازنة العسكرية الإجمالية بين روسيا وحلف "الناتو"، مشيرة إلى أن مقاتلات "الميج-31كيه" تم نشرها لأول مرة فى قواعد عسكرية فى منطقة كاليننجراد الروسية فى القطاع الغربى الأوسط، وذلك قبل أيام من نشرها فى سوريا، مؤكدة أن وجود المقاتلات فى تلك المواقع المتقدمة يضع أوروبا كلها فى نطاق استهداف صواريخ "كينسال" الفرط صوتية.
وقد دخلت طائرات "ميج-31" الخدمة فى سلاح الطيران السوفييتى فى العقد الأخير من الحرب الباردة، وتعد من أثقل المقاتلات الحربية الروسية، وأعلاها فى الطيران المرتفع، كما أنها أسرع طائرة فى جيلها التصنيعى، وتتميز بقدرتها على الطيران لمسافات طويلة بحمولات ثقيلة من الذخائر والقذائف والصواريخ، علاوة على إمكانية تجهيزها بنظم استشعار واسعة النطاق.
ورغم أن مقاتلة "ميج-31" صُممت فى الأصل لتكون طائرة اعتراضية متقدمة، فإن المقاتلة عُدلت وجرى تكييفها لتصبح مقاتلة هجومية، ومضادة للسفن الحربية مثلما هو الحال مع طراز "ميج-31كيه"، التى دخلت الخدمة فى الأسطول الجوى الروسى فى أواخر 2017، إضافة إلى تطويعها لتصبح مضادة لحروب الأقمار الصناعية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة