قال جون كيري المبعوث الخاص للرئاسة الأمريكية لتغير المناخ، إن العالم أمامه 8 أشهر على عقد مؤتمر تغير المناخ cop27 بشرم الشيخ وهي فترة مليئة بالتحديات.
وقال خلال خطابه بالجامعة الأمريكية بالقاهرة:" علينا بذل الجهود لتنفيذ ما تم الالتزام به، لست أتحدث بصفتي كمبعوث لرئيس الأمريكي بايدن ولكن علينا الانتباه إلى تحذيرات الخبراء والعلماء بضرورة سرعة التعامل مع أزمة التغير المناخي قبل حدوث الأسوأ.
جون كيرى
وأضاف:" مصر هى أم الدنيا وأول حضارة وبها عجائب الدنيا مثل الاهرامات وبها أيضا أقدم الحضارات والتقاليد القديمة والعلماء الذين كانوا يقدمون إسهاماتهم للإنسانية مثل الجبر والتاريخ القديم وهذا دليل على العبقرية:"
وتابع: استضافة مصر لمؤتمر تغير المناخ يساعدنا جميعا لاتخاذ خطوات قادمة لإنقاذ البشرية وأكد أن المصريين القدماء اهتموا بالبيئة وكل أولاد سيدنا ابراهيم اهتموا بنفس التعاليم والقصص وأن يكون الإنسان الوارث للأرض ويهتم بالبيئة والحيوانات والكرة الأرضية ونتعلم من بعضنا وأن نكون أصدقاء بعضنا البعض."
وقال المبعوث الأمريكى للمناخ جون كيرى إن مؤتمر المناخ فى جلاسكو أسفر عن التزامات غير مسبوقة من قبل القطاع الخاص، مشيرا إلى أن 200 دولة اجتمعت معا فى آخر مؤتمر مناخى، وأخذوا خطوات مهمة للغاية فى نوفمبر الماضى بالاتفاق على خفض درجة حرارة الأرض بمقدار درجة ونصف الدرجة، وتخفيض الانبعاثات الحرارية بنسبة 40% بحلول 2013، وتوصيل انبعاثات الكربون إلى صفر بحلول عام 2050. وإذا لم تحقق الدول هذا الهدف، فلن نستطيع جميعا مواجهة التداعيات.
وأكد أنه متفائل بإمكانية التوصل إلى انجاز يتعلق بتغير المناخ ووقف ارتفاع درجة حرارة الأرض وخفض الانبعاثات، لافتا فى كلمته فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة إلى أن مؤتمر المناخ فى جلاسكو خلق زخما يجب أن يتبعه التزام الدول بتخفيض استخدام الفحم والوقود الأحفورى، مؤكدا أن الوضع الحالى ليس سهلا ويقع على عاتق الدول مسئولية الاستفادة من هذا الزخم.
وأكد أن هناك خطوات ملحة يجب اتخاذها لأن الوضع أصبح طارئا ولم يعد يحتمل الانتظار. وأكد أن العقد الماضى كان الأسخن فى التاريخ، وكان أغسطس الماضى الأحر على الإطلاق وأن هناك مظاهر مناخية تصرخ فى وجهنا لننتبه. وأكد أن تغير المناخ فى الولايات المتحدة حصد أرواح المئات العام الماضى، وكبد الاقتصاد مليارات الدولارات فى أمريكا وحدها. وأشار إلى أن التلوث يقتل 10 ملايين شخص حول العالم، والحرارة تقتل 5 ملايين سنويا.
وأكد أن ذوبان الجليد يهدد 250 مليون شخص فى عدة مناطق مثل نيويورك وشنغهاى خلال الأعوام القاضية.
وأشار إلى العالم يعرف أن بعض أضرار تغير المناخ الآن لا يمكن عكسها، ولكن هناك أضرارا خطيرة يمكن أن تستمر فى الحدوث حال استمرت درجات الحرارة فى الارتفاع، مشيرا إلى أن ارتفاع درجة الحرارة الأرض يدمر الحياة البحرية والبيئة وزيادة الحرائق، قائلا إن ارتفاع درجة الحرارة الأرض بمقدار درجتين على سبيل المثال يعنى تدمير الشعاب المرجانية بالكامل حول العالم. وأكد أن التحدى ليس سياسيا وإنما هو تحدى ضد الإنسانية.
وقال إن المناخ هو أحد الأسباب الرئيسية للهجرة، وخلال مؤتمر ميونخ للأمن الذى عقد مؤخرا، سلط العديد من الوزراء الضوء على تأثير المناخ على الأمن أيضا وليس الهجرة فقط.
وقال أن الولايات المتحدة هى الدولة رقم اثنين فى الانبعاثات الحرارية، وتعهد بايدن فى تقليل ذلك واتخاذ خطوات فعالية، كما أن هناك التزام من شركات أمريكية كبرى.
ونحن فى حاجة إلى أصدقاء الولايات المتحدة ومستعدين للعمل مع كل الجهات خاصة الرئاسة المصرية لتحقيق أهداف جلاسكو وشرم الشيخ. ومصر أخذت خطوات لتحقيق أهداف جلاسكو وشرحها الرئيس عبد الفتاح السيسى فى اجتماعنا معه.
وأضاف أن قدرة العالم على التكيف هى التى سوف تنقذنا، ونحن نضاعف جهودنا لتقديم الحوافز للبلدان للاتجاه نحو استخدام المواد غير الملوثة، وهناك بلدان لديها قدرات كبيرة فى هذا الصدد.
وقال أن العالم يحتاج لاتخاذ قرارات صعبة لتخفيض درجة الحرارة وتقليل انبعاث ثانى أكسيد الكربون، والغاز، ولدينا خارطة طريق متمثلة فى إعلان باريس وجلاسكو، ولكن هل لدينا الإرادة لفعل ذلك، وشدد على ضرورة شخذ الإرادة السياسية للقيام بالعمل الضرورى.
وأضاف أن العالم فى حاجة للحصول على تمويل من جهات مختلفة من البنوك، ومن الدول الغنية ومن الشراكات بالتعاون مع الجميع. وقال أن بايدن وضع خطة طارئة لتخفيض الانبعاث الحرارى وخصص ملايين الدولارات لتحقيق ذلك. ونحاول بالتعاون مع الجميع التأكد أن قمم جلاسكو وشرم الشيخ فعالة. وقال أن التكنولوجيا وشركات التكنولوجيا يمكنها تحقيق تريليونات الدولارات وخلق آلاف الوظائف والفرص والاستثمارات فى المستقبل.
وقال إن كتاب الموتى عند قدماء المصريين يرفض ما يوصف بمحدودية الخيال، ويجب أن يتخطى بصرنا وننظر إلى لمستقبل ليس به كوكب يحترق ولكن كوكب يتعافى.
وأضاف أن العالم كذلك بحاجة إلى التكيف مع أثار تغير المناخ، ومعرفة كيفية التصرف وقت الأزمات المناخية وحماية الناس فى أحيائهم وتوجيههم وقت حدوث الأزمة، مؤكدا أن التكيف يعنى إنقاذ حياة الناس.
وأشار إلى أن هناك تحديات تهدد الجميع فى العالم بسبب تغير المناخ، وبدأت بعض الدول فى أفريقيا مثل رواندا وتونس فى اتخاذ تدابير للتكيف والتعامل بمرونة مع الكوارث المناخية، من خلال مساعدة المزارعين. وقدم مثال من الهند على التكيف، حيث دهن الناس منازلهم باللون الابيض لعكس أشعة الشمس.
وأكد أن المستقبل أكثر خطرة وأكثر نظافة ولكن فقط إذا وصل العالم إلى أهداف الحد من تغير المناخ فى الوقت المناسب. وأكد أن العالم يمكنه أن يحلم ويمكنه أن يكون لديه أمل لمواجهة هذه الأزمة.