مضى ما يقرب من 3000 عام منذ أن كتب هوميروس ملحمة الإلياذة أحد الأعمال المؤسسة للأدب الغربى والتى تصف بتفاصيل غنائية 52 يومًا بعد نهاية عشر سنوات من حصار طروادة، المدينة "المحصنة جيدًا" التي كان يحكمها الملك بريام.
وفقًا للأسطورة أشعل باريس ابن بريام الحرب بإغواء "هيلين ذات الشعر الجميل" زوجة الملك الأسبرطى مينيلوس ونقلها إلى القلعة فى طروادة، ورداً على ذلك قاد شقيق مينيلوس أجاممنون "ملك الملوك" الذي حكم من ميسينا فى البر الرئيسى اليونانى، أسطولًا من السفن الحربية عبر بحر إيجه لاستعادة هيلين والانتقام من المدينة.
وقد أسرت مسألة وجود أي من هؤلاء الأشخاص والأحداث جدالات تاريخية بين العلماء لعدة قرون وعلى الرغم من قلة الأدلة القاطعة على حدوث أي مشهد كما وصفه هوميروس فقد خلق بشخصياته المليئة بالحيوية والتعقيد صعوبة احتمالية أن تكون القصة مختلقة.
تدور أحداث ملحمة بين السفن في الميناء وداخل أسوار طروادة وفي السهل ووفقًا للأسطورة فإن الإغريق بقيادة أخيل "الشبيه بالإله" ، واجهوا هيكتور نجل بريام وقوة طروادة ومع الأوصاف المثيرة للمباركة القتالية وقصصها الدرامية للقتال المتقارب وشخصياتها البطولية ولكن المعيبة، وتضحياتها، وخياناتها، ومحبيها وأولياءها ووصفها القوي للخسارة والمعاناة الإنسانية ، شكلت الإلياذة الأدب الغربي عبر آلاف السنين وقد كتب الممثل والباحث البريطاني ستيفن فراي في كتابه الأخير الأكثر مبيعًا تروي: "يجب على الشعراء أن يغنيوا القصة مرارًا وتكرارًا ، ويمررونها من جيل إلى جيل ، لئلا نفقد أنفسنا".
ويعتقد معظم المؤرخين أن المدينة التي تم اكتشافها في هيسارليك هي التي كتب عنها هوميروس ، وأن حربًا أو سلسلة من الحروب قد اندلعت في الواقع بين اليونانيين الميسينيين والأناضول هنا حوالي عام 1180 قبل الميلاد ، في نهاية العصر البرونزي المتأخر.
ومع ذلك لا يزال بعض المؤرخين يختلفون حول حجم المدينة ، وما الذي دفع المدينة إلى صراع مع الميسينيين، وما إذا كانت لاعبًا إقليميًا قويًا أو راكدة صغيرة ، وما إذا كانت الشخصيات التي وصفها هوميروس مبنية على أشخاص حقيقيين أم أنها كذلك، أسطورية مثل الآلهة اليونانية.
يقول رستم أصلان رئيس هيئة الآثار المسئولة عن موقع طروادة لمجلة سميثونيتان: "يسير بعض الزائرين عبر البوابة ويرون حصان طروادة، ثم يستديرون ويعودون إلى المنزل".
قبل البوابة الجنوبية في مدينة هيسارليك موقع طروادة القديمة يقع المدخل الرئيسى للقلعة والتي من المحتمل أنها كانت ملاذًا للعائلة المالكة والنخبة الأخرى خلال العصر البرونزى المتأخر منذ حوالي 3000 عام.
يقول أصلان إنه بحلول الوقت الذي تم فيه بناء هذا المنحدر نمت هذه المدينة "طروادة" الواقعة على التل لتصبح مركزًا تجاريًا يعيش به 5000 إلى 10000 من الناس.
ويضيف: "كان معظم السكان يسكنون في ظل القلعة ، ويزرعون القمح والذرة عبر سهل ينحدر نحو خليج على بعد أربعة أميال إلى الجنوب، كانت القلعة محاطة بجدران وأبراج دفاعية ، وبداخلها قصر من طابقين ثم أصبحت المدينة محاطة بخندق محصن ومليئة بالورش والمنازل والشوارع".