استجابة لليوم السابع حول ما نشر تحت عنوان "قصة كفاح الطفلة "فاطمة".. تلميذة متفوقة فى النهار وتساعد والدها الكفيف فى بيع الفشار مساء.. أجبرتها الظروف على قيادة تروسيكل بالدقهلية.. وتؤكد: "أنا بحب بابا أكتر من أى حاجة فى الدنيا"، كلف الدكتور أيمن مختار محافظ الدقهلية، الدكتور وائل عبد العزيز وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بالمحافظة، بسرعة التدخل للتعامل الفوري لتقديم كافة أوجه الدعم والمساعدة لأحد المواطنين وأسرته "كفيف-صاحب عربة فيشار" بمدينة الجمالية نظرا لظروفه الاجتماعية الصعبة.
وقال وكيل وزارة التضامن الاجتماعي، إنه تنفيذا لتكليفات محافظ الدقهلية تم على الفور التحرك من قبل فريق مديرية التضامن وتم بحث الحالة الاجتماعية والاقتصادية للمواطن م.م.ع وأسرته بمدينة الجمالية.
وتبين أن الأسرة مكونة من 5 أفراد وهم الزوجة وثلاثة أبناء طفل واثنين من الأبناء في المرحلة الابتدائية، والمواطن يصرف مساعدة كرامة ولديه كارت الخدمات المتكاملة والأسرة تحصل على دعم تمويني، وجاري تسليم الزوجه كارت تكافل.
وأضاف أن محافظ الدقهلية قرر صرف مساعدة عاجلة 1000 جنيها وكذا صرف مساعدة شهرية من مؤسسة التكافل الاجتماعي اعتبارا من أول مارس 2022.
وأوضح أنه تم إدراج الأسرة ضمن المستفدين من المساعدات الشهرية لجمعيتي الفجر الجديد بالمنزلة وجمعية عايش الخيرية بمدينة الكردي، كما تم إعفاء أبنائه من المصروفات الدراسية المقررة، وتم تكليف الوحدة الاجتماعية بمتابعة حالة الأسرة، وتقديم كافة الخدمات التى تتطلبها.
وفي هذا الإطار أكد محافظ الدقهلية، على تقديم كافة اوجه الدعم والرعاية لكافة الفئات المستحقة للمساندة من أبناء محافظة الدقهلية، مشيرا إلى أن المحافظة بكامل أجهزتها تبذل الجهود الكبيرة لرعاية الحالات الانسانية وذلك بالتعاون والتنسيق المستمر مع المجتمع المدنى والجمعيات الأهلية بهدف تقديم الرعاية لهم، تنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية التى تضع هذه الفئات فى مقدمة الأولويات.
وفي حوار اليوم السابع مع الطفلة فاطمة ووالدها، استهلت فاطمة حديثها قائلة: "أنا بحب بابا أكتر من أى حاجة فى الدنيا"، مضيفة أنها قررت العمل فى بيع الفشار؛ لتساند أسرتها على المعيشة، وتخفف أعباء الحياة على والدها، وتتمكن من توفير مصاريف دروسها وتعليمها، حيث اهتدت لتنفيذ الفكرة منذ عامين، بعد أن وجدت زملائها فى الفصل يتحدثون عن رغبتهم فى شراء الفشار، فعرضت الفكرة على والدها الذى رفض الفكرة فى البداية؛ كونها لا تزال طفلة فى الصف الرابع الابتدائى، مشيرة إلى أن بعد إلحاحها وإصرارها عليه، وافق على تنفيذ المشروع وحقق لها رغبتها بالعمل سويا دون أن يؤثر ذلك على دراستها.
وأشارت إلى أنهم بدأوا العمل بالمشروع معتمدين على شعلة نار على عربة صغيرة تسحب باليد يقفون بها أمام مدرستها، ومن ثم قاموا بشراء تروسيكل يساعدهم على حمل ماكينة تحضير الفشار، وبعض ألعاب الأطفال، والتنقل بها من منزلهم لإحدى قاعات المناسبات فى قريتهم والتى سمحت لهم بالوقوف أمامها لبيع الفشار فى المناسبات المختلفة.
وأوضحت أنها من تقوم بقيادة التروسيكل، حيث نجحت فى قيادته من المحاولة الأولى بمساعدة أحد أصدقاء والدها، حيث يجلس والدها بجوارها وأخيها فى صندوق التروسيكل بجانب ماكينة تحضير الفشار حاملا ألعاب الأطفال استعدادا لبيعها للأطفال، وينطلقوا سويا بعد الساعة الخامسة مساء متجهين لقاعة الأفراح المخصص لهم بالوقوف أمامها.
وقالت إنها تقود التروسيكل فى أيام العمل بكل ثقة وقوة، سعيدة بمن يشجعها من أبناء قريتها، دون أن تلتفت لنظرات المحبطين حولها، وغير مبالية بالخطر الذى قد تتعرض له وأسرتها، كونها تقود التروسيكل على طريق زراعى سريع فى مواجهة السيارات المتنوعة من نقل ثقيل وخفيف وميكروباصات، وتعرض حياتها وحياة والدها وأخيها يوميا للخطر؛ بحثا عن رزق يوم بيوم.
وأشارت إلى أنها تحرص على التوفيق بين دراستها وعملها، حيث تواظب على حضور حصصها اليومية فى المدرسة ودروسها لتحقق حلمها فى التفوق العلمى والالتحاق بكلية الطب، وعند عودتها عصرا تخرج مع والدها لبيع الفشار بثلاث جنيهات حتى منتصف الليل؛ بحثا الرزق، ولمساعدة والدها فى سداد أقساط التروسيكل.
“بنتى هى نور عينى وسندى فى الحياة".. بهذه الكلمات بدأ محمد العشرى صاحب الـ39 عاما حديثه لـ"اليوم السابع"، فقال أن ابنته هى من اقترحت عليه فكرة بيع الفشار واعتماده كمصدر رزق لهم منذ أن كانت فى العاشرة من عمرها، مشيرا إلى أن ذلك المشروع كان أول عمل اه فى حياته فطل طوال حياته بعيدا عن العمل معتمدا على معاشه وابنته من دفعته لعمل المشروع، فبدأوا سويا ببيع الفشار أمام مدرستها بيومية 20 جنيها، معتمدين على شعلة نار، مشيرا إلى أن ابنته "فاطمة"، كانت تبدأ بالعمل بمجرد إنتهاء دوامها الدراسى، فتقوم بإيقاد الشعلة وتعد الفشار وتبيعه لأصدقائها فى المدرسة، وعند انتهائها تعود مسرعة للمنزل لتجهز نفسها لدروسها.
وأضاف أن بعد مرور فترة قررا شراء تروسيكل بالقسط، يسهل عليهم العمل، ويمكنهم من التنقل فى أرجاء قريتهم للوصول لأكبر عدد ممكن من الناس، ولأن ظروفهم المعيشية صعبة ولا يملكون المال الكافى لشراء تروسيكل جديد، قاموا بشراء تروسيكل قديم من الخردة، وقام هو بتجهيزه وتزويده بجهاز إعداد الفشار، واشترى بضاعة من ألعاب الأطفال لبيعها بجانب الفشار.
واستطرد أنه رفض فكرة المشروع فى بدايتها؛ خوفا على ابنته التى لا يتخطى عمرها الـ10 سنوات، فبالرغم من إعجابه الشديد للفكرة، إلا أنها شكلت له مصدر خوف وقلق على ابنته وتعليمها، مضيفا أنها استطاعت بإصرارها أن تقنعه بالفكرة، وقررا العمل سويا أمام قاعات الأفراح برفقة ابنه الصغير الذى أقدم على مساعدهم ببيع البالونات وألعاب الأطفال.
وأشار إلى أنه يحلم بسداد أقساط التروسيكل، وتوفير مشروع ثابت له، يعينه على الكفاح والعمل؛ ليوفر حياة كريمة لأبنائه