كشف علماء الآثار عن فسيفساء رومانية مذهلة تضم أزهارًا ملونة وأنماطًا هندسية بالقرب من لندن، ووفقًا للخبراء فإن الفسيفساء هي الأكبر من نوعها التي عُثر عليها في لندن منذ أكثر من 50 عامًا، وقد كانت مخصصة لتكون أرضية غرفة طعام في العصر الرومانى.
وربما كانت غرفة الطعام جزءًا من قصر روماني راقي يوفر إقامة وإسطبلات وتناول الطعام لسعاة ومسؤولين حكوميين يسافرون من وإلى لندن ومن المحتمل أنها كانت تقع على مشارف رومان لوندينيوم وهي منطقة تتمركز على الضفة الشمالية لنهر التايمز وتقابل تقريبًا مدينة لندن الحديثة.
وأنجز علماء الآثار من متحف لندن للآثار (MOLA) اكتشافا "يأتى مرة واحدة في العمر" خلال عمليات التنقيب قبل إنشاء حي ثقافي جديد وعلى الرغم من أن الموقع مزدحم حاليًا من الجمهور فقد أنشأ الخبراء نموذجًا تفاعليًا ثلاثي الأبعاد يُظهر تفاصيل الفسيفساء المعقدة بشكل ملحوظ وفقا لموقع ديلى ميل البريطانى.
وسيتم تسجيل الاكتشاف وتقييمه بعناية من قبل فريق من خبراء الترميم قبل رفعه ونقله خارج الموقع مما يتيح إجراء المزيد من أعمال الصيانة التفصيلية.
وقالت أنتونيتا ليرز المشرفة على موقع العمل: "هذا اكتشاف يحدث مرة واحدة في العمر في لندن".
وأضافت:"لقد كان امتيازًا للعمل في مثل هذا الموقع الكبير حيث لم يتأثر علم الآثار الروماني إلى حد كبير بالنشاط اللاحق - عندما بدأت ومضات الألوان الأولى بالظهور عبر التربة كان الجميع في الموقع متحمسًا للغاية."
وتتكون الفسيفساء من لوحين مزخرفين للغاية، أحدهما أكبر من الآخر ولكن كلاهما لم يعد مكتملاً، على الرغم من أنهما لا يزالان في حالة حفظ مذهلة وكلاهما مصنوع من بلاطات صغيرة ملونة داخل أرضية حمراء "موزعة بالفسيفساء".
وتُظهر اللوحة الأكبر زهورًا ملونة كبيرة محاطة بشرائط من الخيوط المتشابكة - وهو تشكيل يُعرف باسم الجلوش. كما توجد أيضًا أزهار اللوتس والعديد من العناصر الهندسية المختلفة ، بما في ذلك النمط المعروف باسم عقدة سليمان ، المكون من حلقتين متشابكتين.
وعزا الدكتور ديفيد نيل، عالم آثار سابق في التراث الإنجليزي وخبير بارز في الفسيفساء الرومانية، هذا التصميم إلى مجموعة Acanthus وهم فريق من صانعى الفسيفساء العاملين في لندن الذين طوروا أسلوبهم المحلي الفريد.
وتتميز اللوحة الأصغر بتصميم أبسط ، مع عقدتين لسليمان وزهرين منمقين وزخارف هندسية مدهشة باللون الأحمر والأبيض والأسود.
الفسيفساء الرومانية
الموقع الأثرى