قال ستيفان دوجاريك المتحدث الرسمي باسم الأمم المتحدة، إن حوالي 14.6 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية في سوريا هذا العام، بزيادة قدرها 1.2 مليون شخص أو 9 %عن العام الماضي.
وأوضح دوجاريك إن تقرير "لمحة عامة عن الاحتياجات الإنسانية في سوريا لعام 2022" أشار إلى أنه "بشكل عام، تتناقص قدرة الناس على تلبية الاحتياجات الأساسية، مع تأثير غير متناسب على الأسر التي تعيلها نساء، وكبار السن الذين لا يوجد لديهم دعم عائلي والأشخاص ذوي الإعاقة والأطفال"، وتتجه أسر عديدة إلى طرق سلبية للتكيّف، بما في ذلك عمالة الأطفال وزواج الأطفال وبيع الأصول الإنتاجية.
وأضاف دوجاريك: "نواصل تقديم المساعدة المنقذة للحياة، لكننا نؤكد أيضا على الحاجة إلى الصمود والمساعدة على التعافي."
وأكد دوجاريك أنه على الرغم من تلّقيها 46 في المائة فقط من الأموال المطلوبة لخطة الاستجابة الإنسانية لعام 2021، لا تزال سوريا واحدة من أكبر الاستجابات الإنسانية في العالم، حيث تم تسليم المساعدة إلى 6.8 مليون شخص شهريا في العام الماضي.
وبحسب التقرير، تسببت الأزمة التي دامت أكثر من 10 سنوات في معاناة هائلة للسكان المدنيين، الذين تعرّضوا لانتهاكات جسيمة ومنهجية للقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
وأشار التقرير الأممي إلى أنه في عام 2021، اشتدت حدّة الصدمات المناخية والبشرية التي تؤثر على الموارد الطبيعية، ولاسيّما المياه، لافتا الى أنه لم يؤد عدم انتظام هطول الأمطار إلى جانب مستويات المياه المنخفضة تاريخيا في نهر الفرات إلى تقليل الوصول إلى مياه الشرب والاستخدام المنزلي لأكثر من خمسة ملايين شخص فحسب، لكنه تسبب أيضا في خسائر كبيرة في الحصاد والدخل، وانخفاض الطاقة الكهرومائية، وزيادة الأمراض التي تنقلها المياه، ومخاطر إضافية للحماية مؤكدا وعلى المدى المتوسط إلى المدى البعيد، من المتوقع أن يكون لهذه التطورات تأثير خطير ومتراكم على الصحة وانعدام الأمن الغذائي ومعدلات سوء التغذية.
وأفاد التقرير أنه لا تزال الاحتياجات طويلة الأمد لما يُقدّر بنحو 6.9 مليون نازح كبيرة، ولاسيّما لأكثر من مليوني شخص وفي 1,760 من المخيمات العشوائية والمخيمات المخصصة لهم، وغالبا ما يتم استضافتهم في مواقع غير ملائمة ومع محدودية الوصول إلى الخدمات الأساسية.
وأشار التقرير إلى أن انعدام الأمن الغذائي يظل مرتفعا للغاية في جميع أنحاء البلاد: مع وجود ما يُقدّر بنحو 12 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد، وصُنّفت سوريا على أنها من بين أكثر عشر دول تعاني من انعدام الأمن الغذائي على مستوى العالم بحلول منتصف عام 2021.