بصوت ماسى يصل القلب دون استئذان، نجح المنشد الشاب" أحمد التونى" فى إحياء تراث جده، الشيخ"أحمد التونى" سلطان المداحين الذي رحل بجسده، تاركا لنا جوهرة لامعة بريقها سيظل مضيئا فى عنان السماء نسمع بصوته العذب المرفرف على الوجدان ليسكن الألم ويذكرنا برحاب الله.
المنشد الشاب" أحمد التوني" هو حفيد سلطان المداحين التوني الكبير، حيث شارك فى الاحتفال بمولد السيدة"زينب" رضى الله عنها وأرضاها، صاحبة الفرح بإحياء المشاعر الدينية بصوته ومدائحه النبوية في حب السيدة زينب؛ احتفالا بمولدها، الذي بدأ يوم الثلاثاء الماضى.
وقال الشيخ أحمد التوني لـ"اليوم السابع"، إن الكون كله يحتفل الآن بمولد السيدة الكريمة زينب ابنة الإمام علي ابن أبي طالب، أخت الإمام الحسين، وجدها النبي محمد صلى الله عليه وسلم .
وأشار إلى أنه ورث من جده الشيخ التوني الكبير، الحب حيث كانت رسالته الحب والمديح في حضرة النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يلقي بالعديد من قصائد ومواجيد شعرائنا وسادتنا الأولياء والصالحين في كل أنحاء العالم، فكانت رسالته حب وسلام لكافة الأديان والثقافات، مؤكدا أن التوني الكبير، معلمه وشيخه ومربي روحه.
وقال إن قدوته في الإنشاد والمديح جميع القامات الكبيرة، والمدارس الروحية التي أخرجت لنا هرما كبيرا أمثال الشيخ التوني، الذي كان يسمع أناشيده في أكبر مسارح العالم، مشيرا إلى أنه يأمل أن يكون مدحه خالص لله سبحانه وتعالى، يبث في الروح التي تسمعه الحب، حيث أن المديح والإنشاد الصوفي هما غذاء الروح.
وأوضح أنه أضاف الجديد للمدائح النبوية وتميز فيها، من خلال قراءته الدائمة للقصائد، وتفاعله الروحي مع الجماهير، مشيرا إلى أن الجديد والمميز في المدح يظهر من تلقاء نفسه مع مرور الوقت، ويستشعره الجماهير بروحهم ووجدانهم.
يذكر أن الشيخ " أحمد التونى" سلطان المداحين ابن قرية قرية الحواتكة بمحافظة أسيوط، توفى فى 17 مارس من عام 2014، هو صاحب تلك الحنجرة التى كانت تخاطب السماء، وكانت دائمة الاشتعال بحب الله والتحليق فى الفضاءات الواسعة الممتلئة بالابتهال والمحبة، وكان من آخر المنشدين الذين حفروا بأسلوبهم المتميز علامة راسخة فى تاريخ الإنشاد المصرى والعربى، ووصل إلى العالمية ببساطته وسهولة أسلوبه فى الإنشاد حتى أصبح دليل وعلامة الإنشاد لمن يأتوا بعده، فهو ساقي الأرواح وسلطان المنشدين.
كان الشيح التونى ينشد بالفطرة، ويعتمد على الارتجال والحس المرهف فى الأداء، فكان يحفظ الكثير من الأشعار لكبار أئمة التصوف مثل "أبو العزايم وابن الفارض والحلاج"، وكان يقدم الشيخ التونى التراث القديم دون تجديد، وكأنك تسمع وهو ينشد إلى "الجندي والرفاعي والدسوقي" الأولياء والعارفين بالله.
واعتمد التونى على الارتجال فى الإنشاد دون مرافقة الألحان إلى أن أدرك أهمية استخدام الموسيقى حتى أقام تختًا موسيقيًا مكونًا من الرق والناي والكمان يعزفون ما يفيض عليه من تجليات، وساعدت تلك الموسيقى فى نشر رسالة التصوف التى يحملها والتي بلغت عبر صوته إلى العالمية وعلى مسارح باريس وأوروبا والولايات المتحدة والبرازيل والأرجنتين وسائر دول شمالى أفريقيا بالإضافة إلى سوريا، وكان يتولى بنفسه ضبط الإيقاع من خلال النقر بمسبحةٍ على كأس زجاجي، حتى لا يفارق الطريقة الأصلية فى الإنشاد التى بدأها الشيخ السبعينى منذ ستين عامًا.