استيقظ العالم، اليوم الخميس، على أصوات صافرات إنذار الحرب، مع انطلاق أولى العمليات العسكرية الروسية ضد أوكرانيا. ولم تكن أسواق الطاقة بمنأى عن تأثيرات تلك الحرب، بل إنها فى الواجهة فمع تطور الأزمة الأوكرانية الروسية بإعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن شن "عملية عسكرية" في أوكرانيا.
وتخطى سعر برميل النفط عتبة المائة دولار، اليوم الخميس، للمرة الأولى منذ أكثر من 7 سنوات، وسجل سعر برميل برنت 100.04 دولار، مع تنامى مخاوف تعطل صادرات الطاقة الحيوية في المنطقة، وتعد روسيا موردًا رئيسيًا للطاقة للعملاء العالميين، حيث تعتمد أوروبا عليها في حوالي ربع إمداداتها النفطية وثلث احتياجاتها من الغاز.
وأثار التصعيد مخاوف السوق التي كانت بالفعل تعانى، حيث فشلت إمدادات النفط عالميا في مواكبة الانتعاش القوي في الطلب بعد جائحة كورونا، مما دفع بعض أكبر اللاعبين في السوق إلى التحذير من تزايد ضيق السوق، ومن جانبه يحاول تحالف أوبك بلس استعادة طاقته الإنتاجية بالسرعة الكافية.
فى الوقت نفسه تدرس إدارة بايدن الاستفادة من إمداداتها الطارئة من النفط مرة أخرى بالتنسيق مع الحلفاء لمواجهة ارتفاع الأسعار الناجم عن تحركات روسيا ضد أوكرانيا.
توقعات بقفزات مستقبلية
من المرجح، ووفقًا لمحللي بنك "جيه بي مورجان" ، أن يصل متوسط أسعار النفط إلى 110 دولارات في الربع الثاني مع استمرار تصاعد الأوضاع بين روسيا و أوكرانيا ، و من المرجح أن تشهد سوق النفط الخام ارتفاعًا مستدامًا في الربع القادم ، وتعود هذه التوقعات للتصعيد في التوترات بين روسيا والغرب بشأن أوكرانيا، إلى جانب اتفاق نووي مع إيران من شأنه أن يعيد بعض الإمدادات إلى السوق، كل هذا فى ظل تضاؤل مخزونات النفط العالمية مع تجاوز الطلب للعرض.
ووفقا للتوقعات سيبلغ متوسط سعر نفط برنت 110 دولارات للبرميل في الربع التالي و 107 دولارات من غرب تكساس الوسيط. ويمثل ذلك زيادة قدرها 22 دولارًا أمريكيًا مقارنة بتقديرات البنك السابقة لكلا الدرجتين. وفق "الجولف نيوز".
العقود الآجلة
كما قفزت العقود الآجلة في لندن بنسبة 3.3 في المائة بعد تقرير بأن الرئيس فلاديمير بوتين قرر إجراء عملية خاصة "لحماية" منطقة دونباس قبل أن تتراجع إلى ما دون العتبة الرئيسية.
ومن جانبه قال جيوفاني سيريو، الرئيس العالمي لتحليل السوق في مجموعة فيتول ، أكبر متداول نفط مستقل في العالم: "مع انتعاش الطلب إلى مستويات ما قبل كوفيد ، يمر العرض بالفعل بأوقات عصيبة".
أرامكو
وفى سياق التطورات التى تشهدها سوق النفط قال رئيس مجلس إدارة أرامكو السعودية ياسر بن عثمان الرميان، إن أرامكو السعودية تدرك حجم التحديات، وتؤكد أنها مستمرة في دورها الرائد الذي تضطلع به ولا يمكن الاستغناء عنه في تأمين حاجة العالم من الطاقة، وأوضح الرميان أن المؤتمر الدولي لتقنيات البترول، المقام بالرياض وتستضيفه أرامكو، يشكل فرصة مثالية لتعزيز التعاون والبحث عن حلول لتحديات الطاقة العالمية على المدى البعيد، ونموذجًا لمستوى تعاون أرامكو السعودية مع قادة الأعمال على الصعيدين الإقليمي والعالمي، والمؤسسات الدولية، والهيئات الحكومية، والجهات المعنية، للسعي معًا لإيجاد حلول أكثر استدامة للطاقة من خلال القيادة الإيجابية وتشارك الخبرات. وفق بيان صحفى للشركة.
وأفاد أن الشركة تتمتّع بمرونة عالية، حيث يُعد معدل الطاقة الإنتاجية القصوى المستدامة في أرامكو السعودية هو من بين الأعلى في قطاع الطاقة، وبنسبة موثوقية تتخطى 99%، ويمثّل درعًا أساسًا ضد تقلبات السوق، ليس للمملكة فحسب، بل للاقتصاد العالمي.
وأضاف إن المكانة التي تحظى بها الاستدامة في هرم أولويات أرامكو السعودية، "تمثّل حافزًا قويًا للشركة لتأمين مستقبلٍ مرن وأكثر استدامة، يعتمد الطاقة الأكثر ذكاءً، وابتكار وتطوير التقنيات؛ لوضع الحلول الفعّالة والناجحة للتصدّي لتحديات الطاقة والمناخ على الصعيد العالمي.
تهديدات التضخم
بالإضافة إلى كون روسيا منتج للنفط والغاز، هى تعد أيضا منتجًا رئيسيًا للألمنيوم والقمح ، اللذين تزرعهما أوكرانيا أيضًا.
وتساهم الزيادة في أسعار السلع المتعددة في ارتفاع التضخم إلى أعلى مستوى منذ عقود ، مما يهدد بأزمة تكلفة المعيشة للملايين ويجبر البنوك المركزية على إجراءات خاصة ما قد يخنق الانتعاش.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة