لا تتوقف مساع أباطرة الكيف لجمع الأموال، حتى وإن كان ذلك، على حساب صحة المواطنين، فحلم تكوين ثروات سريعة يراود أباطرة الصنف باستمرار، ومن ثم لم يكتفوا بضخ المخدرات التقليدية فى السوق، وإنما سعوا جاهدين لتقديم أنواع جديدة من السموم "مخدرات تخليقية" للمتعاطين، لا سيما الشباب، تم تصنيعها فى أماكن سرية، مما يتسبب فى تدمير صحة وعقول الشباب، لكن المواجهات الأمنية كانت لهم بالمرصاد.
أماكن تصنيع المخدرات التخليقية
يصنع أباطرة الكيف "المخدرات التخليقية" داخل شقق مستأجرة، فى أطراف المدن، حيث يحولوها لمعامل صغيرة لتصنيع المخدرات، أملا فى جمع الأموال، وترويج هذه المخدرات على الشباب، حيث يشترى القائمون على هذه الشقق أدوات التصنيع والمواد الكيمائية التى يتم التصنيع منها، وتبدأ رحلة التصنيع، التى يجيدها بعض الشباب، خاصة الذين عملوا خارج البلاد، وتعلموا كيفية تصنيع هذه المواد المخدرة التخليقية، حيث استهدفت الشرطة مؤخرًا عددًا من هذه الشقق وضبطت القائمين عليها.
كيفية تصنيع المخدرات التخليقية
يلجأ القائمون على تصنيع المخدرات التخليقية إلى وضع كميات كبيرة من المواد الكيميائية على المخدرات التخليقية، بهدف زيادة الكمية، حيث يتم وضع مبيدات حشرية و"بودرة صراصير" على المواد المخدرة، مما يتسبب فى تدمير الجهاز العصبى للجسم.
ويسعى القائمون على تصنيع هذه المواد المخدرة بزيادة حجمها لخفض سعرها واقبال المتعاطين عليها، ومن ثم جمع أكبر قدر من الأموال.
الاستروكس
عبارة عن عطارة "البردقوش" مضافا إليها مادة "الكيتامين" والتى هى أصلا مهدئ للحيوانات، وهو ما يجعل سعره رخيص تماما وتأثيره قوى، وهو ما جذب المراهقين إليه وما استخدمه التجار فى الدعاية إليه، لأن هذا التأثير القوى يمكن أن يجعل من 4 فقط يتشاركون سيجارة واحدة ويكون لها مفعول أقوى بأضعاف المرات من الحشيش، كما أن "كيس الاستروكس" يباع بسعر تقريبا 50 جنيه بعد أن كان سعره فى البداية 400 جنيه، بمعنى أن كل مراهق من هؤلاء سيدفع فقط حوالى 12 جنيها للحصول عليه ما يجعله أقل تكلفة من أى مخدر آخر فى الأسواق، كما أن البعض يقوم بخلط "الكيتامين" بمواد شديدة الأذى مثل مبيدات الحشرات.
مشكلة الاستروكس فى أعراض الإنسحاب لا تتوقف عن كونه أعراض جسمانية، فمدمن الهيروين مثلا يشعر بألم فى جسمه، لكن مدمن الاستروكس يشعر بهلاوس سمعية وبصرية، ويبدأ فى دخول حالة ذهانية، وهو ما قد يدفع بعض الأهل أحيانا للذهاب به إلى شيخ كى يقرأ القرآن عليه، بينما المشكلة الحقيقية أنه دمر العقل، وهو ما يجعل علاجه أكثر صعوبة بأكثر من أى مخدر آخر.
الشابو
ذاع صيته بين المدمين وتصدر قائمة المخدرات، ويعرف باسم "الشابو" أو الكريستال أو الآيس، فهو من أسرع الطرق للموت، بسبب خطورة تعاطيه. ونظرا لارتفاع ثمنه كان مقتصرا على فئة "ولاد الأكابر"، ولكنه جذب زبائن آخرين من المدمنين بعدما انخفض سعره، وكان وراء العديد من جرائم القتل والانتحار فى الفترة الماضية.
ومخدر "الشابو" عبارة عن منشط قوى للجهاز العصبى، درجة إدمانه نفسى شديد وجسمى متفاوت، ويمكن التعرف على المتعاطى لهذا المخدر، عن طريق ظهور العديد من العلامات أبرزها الميل إلى اليقظة وعدم الرغبة فى النوم، وفقدان الشهية للطعام، وإحداث اضطرابات نفسية متفاوتة فى السلوك الإنساني.
هذا المخدر له بعض الآثار المترتبة على تعاطيه، أبرزها الاضطرابات العصبية المستمرة وخاصة فى حالة عدم التعاطى، والاكتئاب النفسى الشديد فى حالة الانقطاع، وخلل فى وظائف العديد من إفرازات الغدد الجسمية، وفقدان القدرة على التركيز وضعف الذاكرة وخاصة فى حالة الانقطاع عن تعاطيه.
و"يطلق على الآيس أو الشابو مخدرات الشوارع، بسبب سهولة تصنيعه، حيث يتم تصنعيه فى معامل صغيرة، والمواد الأولية التى تتداخل فى تصنيعه متوفرة"، موضحا أنه يتم تعاطى المخدر عن طريق الاستنشاق أو البلع أو التدخين أو الحقن.
مخاطر المخدرات التخليقية:
تدمر الجهاز العصبى للجسم
حدوث اضطرابات فى القلب، وارتفاع ضغط الدم الذى يؤدى فى بعض الأحيان إلى حدوث انفجار الشرايين.
التعرض لنوبات الصرع إذا توقف الجسم عن تعاطى المخدر فجأة.
حدوث التهابات فى المخ والتى تؤدى إلى الشعور بالهلوسة وأحيانًا فقدان الذاكرة.
تليف الكبد وبالتالى زيادة نسبة السموم فى الجسم.
اضطرابات الجهاز الهضمى وفقدان الشهية مما يؤدى إلى الهزال والشعور بعد الاتزان.
التأثير السلبى على النشاط الجنسي.
كيف تكتشف ابنك مدمن المخدرات التخليقية؟
عيون حمراء
جفاف الفم
انخفاض التعاضد
صعوبة التركيز أو التذكر
تباطؤ رد الفعل
رائحة المخدرات على الملابس مع اصفرار أنامل اليد
رغبة مبالغ فيها لأطعمة معينة فى أوقات غير معتادة
النعاس
الكلام المتداخل
انعدام التنسيق
الانفعالية أو التغييرات المزاجية
مشكلات فى التركيز أو التفكير بوضوح
مشاكل الذاكرة
حركة غير إرادية بالعين
فقدان السيطرة على النفس
بطء التنفس وانخفاض ضغط الدم
حالات السقوط أو الحوادث
الدوخة
الداخلية فى مواجهة المخدرات التخليقية
لم تتوقف جهود الداخلية بإشراف اللواء محمود توفيق، فى مواجهة المخدرات بصفة عامة، والتخليقية بصفة خاصة، حيث نجحت فى غضون الشهر الأخير فى ضبط 6183 قضية مواد مخدرة، ضبطت خلالها 6916 متهما، بحوزتهم 10877،935 كيلو بانجو، و850،185 كيلو حشيش، وكمية من مخدر أمفيتامين وزنت 610 كيلو جرامات.
الجهود فى ملاحقة المخدرات التخليقية، نجحت فى ضبط 74،72 كيلو استروكس، و23،278 كيلو من مخدر الشابو، و742،425 ألف قرص لعقار الكبتاجون، و7،650 كيلو جرام، و295،543 ألف قرص – 1605 أمبول لعقار الترامادول المخدر، وأقراص وأمبولات مؤثرة بلغت "181،783 ألف قرص – 1477 أمبول – 14،480كيلو جرام"، و280 قرص سابوتكس.
العقوبة:
وقال قانونيون أن المادة 33 من قانون العقوبات عاقبت كل من يقوم بممارسة الاتجار فى المواد المخدرة بالسجن المؤبد بدء من السجن المشدد 3 سنوات، إلى السجن المؤبد أو الإعدام فى بعض الحالات، والغرامة المالية التى تصل إلى 100 ألف جنية مصرى، كما أنها لا تزيد عن 500 ألف جنية مصرى، وهذا فى حالة إذا تم تصدير أو استيراد المخدرات أو أى شيء يتعلق بها من المحاصيل الزراعية، وينص قانون العقوبات فى المادة رقم 34، أن عقوبة الإتجار بالمخدرات فى داخل المجتمع تصل إلى السجن المؤبد والإعدام تبعًا لوقائع الدعوى، وإذا كانت هناك حيثيات مشددة للعقوبة من عدم وجود ظروف مشددة لذلك.
وتخفف عقوبة الإتجار بالمخدرات ليتم الحبس فيها لمدة سنة ولا يصل فيها الحبس فيها إلى مدة 5 سنوات، ويلزم دفع الغرامة التى لا تقل عن 200 جنيه مصرى، ولا تصل إلى 5 الأف جنية مصرى، وهذا كله فى حالة إذا كانت المواد المخدرة المضبوطة ضعيفة التخدير، ومواد مخدرة طبيعية، وهذا يرجع إلى المعمل الجنائى وتقرير بشأن المواد المخدرة التى تم ضبطها وبجوزة المتهمين الذين تم ضبطهم فى حالة تلبس، أما تعاطى المخدرات فقد نصت مادة قانون العقوبات رقم 39، يتم تحديد عقوبة متعاطى المخدرات، يعاقب بالحبس لمدة سنة، كما يلزمه ضعف غرامة مالية قدرها ألف جنية مصرى، ولا تزيد عن ثلاثة آلاف جنيه مصرى، إذا تم إلقاء القبض عليه فى مكان مخصص أو تم إعداده لتناول المواد المخدرة، وتعاطيه المواد المخدرة مع معرفة التامة بذلك، كما تزيد العقوبة بالضعف لتصل لمدة عامين إذا المواد المخدرة هيروين وكوكايين.
كمية المواد المخدرة المضبوطة ونوعها والجداول المدرجة بها، تلعب دورا فى صدور العقوبة على التجار والمتعاطين لتلك المواد، بعقوبة تجار مدمن الكوكايين والهيروين، وهما من المواد التابعة لجدول أول المواد المخدرة، فهى تختلف عن تجارة والأقراص المخدرة " الترامادول " وغيرها، التى فى كثير من الأحيان لا تصل العقوبة فى هذا الحالات إلى أكثر من 3 سنوات حبس.
مكافحة المخدرات