ليلة صعبة عاشها الأوكرانيون فى عاصمة بلادهم كييف بعدما أغرقت الضربات الجوية الروسية المدينة، وسمعوا دوى انفجارات عديدة خلال الساعات الأولى من صباح الجمعة، فى الوقت الذى أكد فيه الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى أن الهجوم الروسى استمر.
ونشرت هيئة الإذاعة "بى بى سى" تقرير عن تداول مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي لما يبدو أنه دبابات روسية تتحرك في ضاحية أوبولون شمال وسط كييف. وقد أكدت وزارة الدفاع الأوكرانية أن القوات الروسية تمكنت من الوصول إلى تلك المنطقة السكنية.
وقال وزير الخارجية الأوكرانى إن العاصمة تشهد موجة جديدة من الضربات الصاروخية المروعة وشببها بالغزو النازى عام 1941. فيما حذر مسئول دفاعى الأوكرانى رفيه المستوى من أن القوات الروسية ستدخل إلى مناطق على مشارف كييف فى وقت لاحق اليوم، بينما أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية، عودة عشرات الطيارين الاحتياطيين إلى القوات الأساسية، للقيام بالدفاع عن الدولة.
قال مستشار وزير الداخلية الأوكراني أنطون هيراشتشينكو، إن أوكرانيا تتوقع هجوما بالدبابات الروسية على عاصمتها كييف اليوم الجمعة ما يجعله أصعب يوم في الحرب، وقال هيراشتشينكو إن "المدافعين عن كييف جاهزون بصواريخ مضادة للدبابات قدمها الحلفاء الأجانب".
وأكد الرئيس الأوكرانيى فولوديمير زيلينسكي مقتل 137 جنديًا أوكرانيًا وإصابة 316 آخرين منذ الخميس. وتقول أوكرانيا إنها أوقعت 800 ضحية في صفوف القوات الروسية. وقال زيلينسكي فى وقت متأخر الخميس إن مجموعات تخريب روسية دخلت كييف، وأنه "الهدف رقم 1" وعائلته "الهدف رقم2"، وأضاف أنه مقيم فى مقر الحكومة، وأن روسيا تريد "تدمير" رئيس الدولة.
ومن المتوقع إجراء تصويت بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على قرار يدين روسيا رسميًا في جدول الأمم المتحدة الجمعة، لكن من المتوقع أن يتم رفض الاقتراح من قبل موسكو عبر استخدام حق الفيتو.
واشنطن تحذر: كييف ستسقط قريبا
من ناحية أخرى، قالت صحيفة واشنطن بوست إن المسئولين بإدارة بايدن أخبروا أعضاء الكونجرس فى وقت متأخر أمس، الخميس أنهم يخشون أن العاصمة الأوكرانية ستسقط قريبا، بعدما أصبحت القوات الروسية الآلية التى عبرت الحدود من بيلاروسيا على مشارفها.
وجاء هذا فى الوقت الذى قال فيه رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكى أنه يظل فى كييف على الرغم من ان الجماعات التخريبية للعدو موجودة فى العاصمة.
وقال كبار مسئولى الحكومة الأمريكية أنهم يعتقدون أن كييف يمكن أن تسقط سريعا مع تقدم القوات الروسية. وكان وزراء الدفاع والخارجية ورئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكيين قد أجروا اتصالا هاتفيا مع عدد من المشرعين فى الكونجرس لإطلاعهم على الأمر.
النفط يقيد قدرة أمريكا على الرد
قالت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية إن ارتفاع أسعار النفط من شأنه أن يقيد قدرة الولايات المتحدة على معاقبة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين على غزوه لأوكرانيا، مشيرة إلى أن جهود أمريكا لإلحاق ألم اقتصادى بروسيا قد تتعثر إذا أدت العقوبات إلى زيادة أسعار الطاقة.
وتعد الولايات المتحدة أكبر فى منتج فى العالم لخام النفط والغاز الطبيعى، لكن بالنسبة للنفط تحديدا، فإن الأسعار يتم تحديدها فى السوق العالمية. وفى وقت مبكر من يوم الخميس تجاوز سعر خام برنت 105 دولار للبرميل مع بدء الغزو الروسى لأوكرانيا.
وخلال خطابه، قال بايدن إنه سيفعل كل ما بوسعه للحد من الألم الذى يشعر به الشعب الأمريكى من ارتفاع أسعار الغاز، مشيرا إلى أن هذا الأمر بالغ الأهمية بالنسبة له. ورأت واشنطن بوست إن هذه التعليقات تسلط الضوء على واحدة من أكبر المشاكل المعقدة التى تواجه إدارة بايدن وقادة أوروبا وهم يعتمدون على العقوبات للتعامل مع بوتين، وهى هل يمكنهم فرض ضغوط كافية على موسكو دون خنق النفط والغاز، وهو العمود الفقرى لاقتصاد البلاد.
وكانت العقوبات التى أعلنت عنها الولايات المتحدة واوروبا أمس، الخميس، قد شملت بعض أكبر البنوك الروسية والأثرياء الروس، كما سعت إلى قطع الصادرات الغربية من المواد التكنولوجية المتطورة.
لكن حتى الآن لا تستهدف تلك العقوبات بشكل مباشر مبيعات روسيا من النفط والغاز، التى تمثل حوالى نصف عائدات التصدير للبلاد العام الماضى. وقد تعززت بفعل ارتفاع أسعار السلع الأساسية فى الآونة الاخير، وتعد روسيا ثالث أكبر منتج للنفط الخام فى العالم وثانى أكبر منتج للغاز.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة