أينشتاين فى إسبانيا.. عندما صرخ بائع فى الشارع "عاش مخترع السيارة"

السبت، 26 فبراير 2022 01:00 م
أينشتاين فى إسبانيا.. عندما صرخ بائع فى الشارع "عاش مخترع السيارة" أينشتاين فى أسبانيا
كتب عبدالرحمن حبيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

زار ألبرت أينشتاين مدريد عام 1923، وحينها تعرف عليه بائع كستناء في الشارع وصرخ: "عاش مخترع السيارة!"، روى المؤرخ الأمريكي توماس جليك الحكاية وهي تجسد تمامًا جوهر رحلة الفيزيائي الشهير إلى إسبانيا بين فبراير ومارس 1923، حيث ألقى أينشتاين محاضرات في برشلونة وسرقسطة ومدريد، ولمدة أسبوعين كان نجم الحياة الاجتماعية الاسبانية.

كافحت وسائل الإعلام الإسبانية على وجه الخصوص لوصفه وكثيراً ما لجأت إلى تتبع الأوصاف الجسدية للرجل، "فمه كبير نوعًا ما؛ هناك ابتسامة دائمة على شفتيه سواء كانت لطيفة أو ساخرة، من يستطيع أن يعرفه؟ هذا ما قالته صحيفة ABC يوم 2 مارس من عام 1923، مضيفة: "إنه طويل نوعا ما.. ربما 1.75 مترا"

وصل أينشتاين إلى برشلونة في 21 فبراير 1923 على متن قطار من فرنسا، وكان قد حصل في العام السابق على جائزة نوبل لاكتشافه قانون التأثير الكهروضوئي، وفي عام 1919 ، أثبتت بعثة بريطانية إلى إفريقيا أن نظريته الثورية في النسبية صحيحة.

كان إينشتاين من المشاهير العالميين عند وصوله إلى العاصمة الكاتالونية برشلونة ومع ذلك لم يكن هناك أحد في المحطة لاستقباله لأنه نسي إخبار مضيفيه عن القطار الذي سيسافر فيه، لذلك ذهب هو وزوجته ببساطة إلى مكان قريب للمبيت والإفطار ، كما يشرح جليك في كتابه The Spaniards and Einstein: Science and Society in Interwar Spain.

تمت دعوة العالم الألماني المولد لإلقاء محاضرات في إسبانيا من قبل ستيف تيراداس وهو فيزيائي آخر، وعالم الرياضيات جوليو راي باستور، وكان تيراداس قد عرض عليه 7000 بيزيتا لإلقاء محاضرات في برشلونة ومدريد، وهو ما يعادل مرتب أستاذ جامعي في عامين حينذاك وفقا لما جاء في صحيفة الباييس الإسبانية.

قال الكاتب خوليو كامبا في صحيفة إل سول El Sol في 6 مارس 1923: "عندما ظهر أمام الجمهور الذي ملأ القاعة داخل مدرسة العلوم استقبل أينشتاين بجولة من التصفيق، لا شك أن كل من تجمع هناك أعجب به كثيرًا، لكن لو سألنا أحدا عن سبب الإعجاب به، لكان من الصعب جدًا الحصول على إجابة".

الصحفية جوان كولوميناس قالت وفقا لكتاب المؤرخ الأمريكى جليك: "يجب أن نعترف بأن العديد من الحاضرين حاولوا استخلاص شيء مما قاله أينشتاين دون جدوى كما يتضح من النظرات المرهقة على العديد من الوجوه المعروفة، وتنهدات الارتياح التي ارتفعت من عندما نطق كلماته الأخيرة".

حاول أينشتاين شرح نظريته في النسبية العامة في أسبانيا، وكان الفيلسوف يواكيم زيراو بالاو حاضرًا في محاضرات أينشتاين، وكتب أنه "من بين مائة أو نحو ذلك من الحاضرين هناك أربعة أو خمسة ممن تابعوا ما قاله وربما أكثر من عشرة خمنوا شيئًا بجهد كبير والبقية لم يدركوا ما قاله".

يقول جليك عن مجمل رحلة إينشتاين إلى أسبانيا: "رحلته لم تترك أثرا.. وانتهت الحرب الأهلية بمحو أثر زيارته.. لم يرغب فرانكو في أي شيء يتعلق بأينشتاين، لأنه كان مسالمًا".

تتفق المؤرخة آنا روميرو دي بابلوس التي شاركت في تأليف كتاب أينشتاين في إسبانيا  مع هذا الرأي قائلة: "لم تترك زيارة أينشتاين أي خطوط بحث مفتوحة في إسبانيا، مجرد شعور بالإعجاب".

XJJU6S6LAAJBLZNF6QJR3RC3LA
أينشتاين مع الأمير ألفونسو فى إسبانيا
 
U3ZAUEDM4Q47K3OYH3SWX2CNXM
أينشتاين فى أسبانيا
 

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة