يبدو أن الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى، يعيش أياما صعبة وعصيبة بعد غزو القوات الروسية لبلاده منذ عدة أيام، واعتقاده أن الجميع تخلى عنه فى مواجهة الدب الروسى، وكأن لسان حاله يردد كلمات الشاعر الأموى مسكين الدارمى، التى قال فيها "أَخــاكَ أَخــاكَ إِنَّ مـن لا أَخـاً لَه ... كـسـاعٍ الى الهـيـجـا بـغير سلاحِ، وإِن ابن عم المرء فاعلم جناحُه .. وَهَـل يـنـهـضُ البـازي بـغير جناح، وَمـا طـالبُ الحـاجـات إِلّا معذياً ... وَمــا نــال شــيـئاً طـالب لنـجـاح، لحا اللَه من باع الصديق بغيرهو ... مــا كــل بــيــع بــعـتـه بـربـاح".
الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى
الرئيس الأوكرانى، واجه الهجوم الروسى على بلاده، باتخاذه قرارًا ربما رآه البعض جريئا بينما رآه آخرون أنه يريد الانتصار فى الحرب عبر ساحات منصات السوشيال ميديا ومواقع التواصل الاجتماعى، وذلك بعدما ألغى متابعة حسابات زعماء ورؤساء العالم من حسابه على موقع "تويتر"، وكأنه يقول لهم "لا أحتاج لأحد"، خاصة بعد شعوره بالخذلان من مواقفهم المتأخره والضعيفة لدعمه.
ورغم إلغاء زيلينسكى، متابعة رؤساء وزعماء دول العالم من حسابه على "تويتر"، وأصبح لا يتابع أحد مطلقا، لكنه فى نفس الوقت يناقض نفسه واستمرت متابعته لهم عبر حسابه على موقع "إنستجرام"، لعل أبرزهم الرئيس الأمريكى الحالى جو بايدن، والرئيس الأسبق دونالد ترامب، والفرنسى ماكرون، كذلك مستشار ألمانيا أولاف شولتس، والمستشارة والسابقة أنجيلا ميركل، كذلك رئيس وزراء كندا جاستن ترودو، وغيرهم الكثير.
زيلينسكى فى لقاء سابق مع الرئيس الأمريكى
موقف زيلينسكى، جاء نابعا من قناعته أن العالم تركه وحيدا فى هذه المواجهة، وهو ما صرح به قائلا: "أوكرانيا تركت وحدها فى حماية دولتها والغرب يتحدث فقط عن دعمها"، مضيفا "من مستعدّ للقتال معنا؟.. أنا لا أرى أحدا".
كذلك من المواقف التى بنى عليها زيلنيسكى، قرار إلغاء متابعة رؤساء دول العالم، تغريداته المتبادلة مع الرئيس الفنلندى ساولى نينيستو، حيث عبر زيلينسكى، عن شكره وسعادته بوعود رئيس فنلندا بتقديم مساعدات مالية كبيرة لبلاده لمواجهة الهجوم الروسى، وتخصيص 50 مليون دولار من المساعدات، لكن كان الرد من نينيستو، أنه أبلغ زيلينسكى أنه سيساعده بمقدار 15 مليون يورو من المساعدات التى تقدمها فنلندا لأوكرانيا، أى ما يقرب من 16 مليون دولار فقط وليس 50 مليون دولا مثلما قال رئيس أوكرانيا.
الرئيس الأوكرانى
أيضا من المواقف التى اعتبرها زيلنيسكى، أن لا أحد يسانده، عندما قال إن حلفاءه تركوا أوكرانيا وحيدة أمام روسيا، مضيفا: "سألت 27 قائدا أوروبيا عن عضوية بلادى فى حلف الناتو، لكن لم يجبنى أحد"، مشككا فى التزام الناتو بضمان عضوية بلاده فى الحلف.
وكان آخر ما اعتبره الرئيس الأوكرانى، أنه بلاده تركت وحيدة فى سلسلة من خذلان أوروبا له وعدم مساندته، هو مناقشته حسم عضوية أوكرانيا فى المجلس الأوروبى، مع رئيس المجلس شارل ميشيل، مستعرضا النضال البطولى للشعب الأوكرانى والدفاع عن بلادهم من أجل مستقبلهم الحر.
وكتب زيلينسكي، عبر حسابه على تويتر: "إنها لحظة حاسمة لإغلاق المناقشة طويلة الأمد بشكل نهائى والبت فى عضوية أوكرانيا فى المجلس الأوروبى، ناقشت مع شارل ميشيل، المزيد من المساعدة الفعالة والنضال البطولى للأوكرانيين من أجل مستقبلهم الحر".
زيلينسكى مع رئيس وزراء بريطانيا
زيلينسكى وماكرون
زيلينسكى مع رئيس وزراء كندا
زيلينسكى مع رئيس وزراء الهند
زيلينسكى مع المستشارة الألمانية السابقة ميركل