هنأ فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الملك عبد الله الثاني بن الحسين، عاهل المملكة الأردنية الهاشمية، وقرينته الملكة رانيا العبدلله، ومؤسسة الحرية والمعرفة «فوكال» بدولة هاييتي؛ لفوزهما بجائزة زايد للأخوة الإنسانية، مؤكدًا أنهما قدما أنموذجًا مميزا للأخوَّة والتعايش الإنساني.
وأعرب شيخ الأزهر في كلمته بحفل تكريم الفائزين بجائزة زايد للأخوة الإنسانية في نسختها الثالثة، اليوم الإثنين بصرح زايد المؤسس بالعاصمة الإماراتية أبو ظبي، عن تقديره لجهود الملك عبد الله الثاني بن الحسين في دعم قضايا الحوار بين الأديان، والحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، ودعمه المستمر للمستضعفين من أبناء شعب فلسطين الجريح، فضلًا عن استضافة المملكة الأردنية الهاشمية وشعبها للعديد من اللاجئين الفارِّين من الظلم والاضطهاد، وقسوة الحياة واغتصاب الأوطان، مقدرًا موقف الملكة رانيا العبدلله، الداعم لهذه الجهود الخيِّرة، ومشاركتها القوية في الاهتمام بالنساء والأطفال والمحرومين ورعايتهم، وتعزيز الأخوة والمحبة بين الناس.
كما عبر شيخ الأزهر عن تقديره لمُؤسَّسة «فوكال» الوطنية وشعب دولة هاييتي ونضاله من أجل استرداد كرامته الإنسانيَّة، وصمودهم في وجه الظلم والاستعباد والطُغيان والعبث بإنسانيَّةِ الإنسان وكرامته وحريته، مؤكدا أن مؤسسة فوكال استحقت الفوز بجائزة زايد للأخوة الإنسانيَّة عن جدارة واستحقاق، من أجل جهودها المخلصة في خدمة شعب هاييتي البطل الذي عانى كثيرًا وما زال يعاني من مآسي الفقر والكوارث البيئية، مشيدا بالعمل الجاد الذي تقوم به رئيس المنظمة "ميشيل بير لويس" من أجل تعزيز قيم الأخوة الإنسانية، والمشاركة في إيجاد حلولٍ للأزمات الإنسانيَّة والاجتماعيَّة والبيئية في دولة هاييتي.
وبعث فضيلة الإمام الأكبر برسالة شكر وتقدير إلى الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبو ظبي، على رعايته لوثيقة الأخوة الإنسانية، ودعمه لجهود اللجنة العليا لأداء عملها، والتزامه المخلص، وإيمانه الحقيقي بالأُخوَّة الإنسانية، موضحا أن الجائزة العالمية للأخوة الإنسانية؛ هي مصدر إلهام لكل محبي التعايش والتآخي الإنساني في كل مكان على ظهر الأرض، واحتفاء بقيم وثيقة الأخوة وبإرث الراحل الحكيم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة "طيَّب الله ثراه".
وأعرب فضيلة الإمام الأكبر عن سعادته برؤية وثيقة الأخوة الإنسانية وهي تواصل مسيرتها وتتنامى يومًا بعد يوم، وتشق طريقها بخطى ثابتة وأثر ملموس في جذب كل مُحبِّي الخير والسَّلام للمشاركة في هذه الرحلة الخيِّرة، والتي بدأت بتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية مع أخيه قداسة البابا فرنسيس الثاني، بابا الكنيسة الكاثوليكية في العاصمة الإماراتية أبو ظبي في عام 2019.
واختتم شيخ الأزهر كلمته بالمطالبة بضرورة تكاتف الرموز الدينية والسياسية في العالم، من أجل دعم مبادئ الأخوة الإنسانية، ورعاية مسيرتها النبيلة، والوقوف يدا واحدة في مواجهة الحروب، وخطابات الكراهية والعنصرية، والتعالي والأنانية، مقدمًا جزيل الشُّكر والتقدير للجنة تحكيم جائزة زايد للأخوة الإنسانية بكل أعضائها، على عملهم الجاد الملتزم بقيم الأخوة الإنسانية.
وشارك في الاحتفالية التي نظمتها اللجنة العليا للأخوة الإنسانية؛ قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، والشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي بدولة الإمارات العربية المتحدة، وأنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، وأعضاء لجنة تحكيم جائزة زايد للأخوة الإنسانية، وأعضاء اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، ولفيف من كبار الشخصيات في دولة الإمارات العربية.