أثارت تقارير صدرت حديثا عن معدلات العنصرية وجرائم الكراهية حالة من القلق في مجتمعات الأقلية في الولايات المتحدة، فبرغم مرور ما يقرب من عامان علي مقتل الشاب الأمريكي ذو الأصول الأفريقية جورج فلويد على يد أحد ضباط الشرطة مما تسبب في إشعال الاحتجاجات والمظاهرات في جميع مدن أمريكا ضد العنصرية بكل أنواعها، لا يزال مجتمع السود أكثر من يعاني من العنصرية، يليه الأمريكيين من أصول آسيوية.
وأشارت البيانات الرسمية الأخيرة إلى أن جرائم الكراهية ضد الأمريكيين الآسيويين ارتفعت بأكثر من 300 بالمائة في جميع الولايات الامريكية العام الماضي، وفقا لشبكة ان بي سي نيوز الأمريكية.
وأصدر مركز دراسة الكراهية والتطرف مجموعة من بيانات جرائم الكراهية هذا الأسبوع ، كشفت أنجرائم الكراهية ضد الأمريكيين من أصول آسيوية ارتفعت بنسبة 339 في المائة في عام 2021 مقارنة بعام 2020.
وبالنسبة لجميع جرائم الكراهية بشكل عام ، أبلغت لوس أنجلوس عن حوادث أكثر من مدينة أخرى في الولايات المتحدة، تليها نيويورك.
كما كشفت البيانات في معظم المدن أن الأمريكيين السود لا يزالون هم المجموعة الأكثر استهدافًا، في نيويورك ، أبلغت الجالية اليهودية عن أعلى عدد من جرائم الكراهية العام الماضي.
وتضمن التقرير أيضًا بيانات عن حوادث الكراهية ، والتي تشمل أشكالًا غير عنيفة من التمييز مثل المضايقة، بين مارس 2020 وسبتمبر 2021 ، تم الإبلاغ عن حوالي 10،370 حادثة كراهية من قبل منظمة "توقفوا عن الكراهية ضد الأمريكيين الآسيويين" غير الربحية.
وتدعم البيانات الواردة في هذا التقرير الأرقام المماثلة التي تم إصدارها مؤخرًا فى مدن مثل نيويورك وسان فرانسيسكو.
وفقًا لما ذكره راسل جيونج ، المؤسس المشارك لـ "توقفوا عن الكراهية ضد الأمريكيين الآسيويين" ، يمكن أن تكون البيانات الأخيرة انعكاسًا لزيادة الوعي بأدوات الإبلاغ ، حيث أخبر شبكة ان بي سي أن الأشخاص الذين يعيشون في المدن قد يكونون أكثر وعياً من الناحية العرقية وأكثر عرضة لمناقشة العنصرية التى يحفزها الوباء.
وقال جيونج: "قد لا يبلغ الناس كثيرًا إذا لم تكن قد خضت دراسات عرقية وتعيش في كانساس. هذا هو أحد أسباب حصولنا على المزيد من التقارير. على السواحل ، لديك المزيد من الأمريكيين الآسيويين الذين يتناغمون ويدركون كيف نواجه التمييز".
في الشهر الماضي ، قالت إدارة شرطة نيويورك إن جرائم الكراهية ضد الآسيويين ارتفعت بنسبة 361 في المائة في عام 2021 ، من 28 جريمة في عام 2020 إلى 129 جريمة في عام 2021، كما وجدت البيانات الأولية من إدارة شرطة سان فرانسيسكو أن جرائم الكراهية ضد الأمريكيين الآسيويين وسكان جزر المحيط الهادئ بنسبة 567 في المئة في العام الماضي.
في نفس السياق، أشارت البيانات الأولية من قسم شرطة سان فرانسيسكو إلى أن عدد الأشخاص الذين أبلغوا عن تعرضهم لجرائم كراهية ضد الأمريكيين الآسيويين والقادمين من جزر المحيط الهادئ في العام الماضي ارتفع بنسبة 567 في المائة في المدينة، وفقا لصحيفة واشنطن بوست.
ووفقا للبيانات الرسمية، في العام الماضي، كان هناك 60 بلاغ عن جرائم الكراهية ضد الاسيويين مقارنة بثمانية في عام 2019 وتسعة في عام 2020.
قال رئيس شرطة سان فرانسيسكو ، بيل سكوت ، إن رجلاً لم يذكر اسمه ، تم اعتقاله في أغسطس ويعتقد أنه مسؤول عن نصف الحوادث ، حسبما ذكرت الصحيفة.
قال سكوت: "إذا اعتقد أي شخص أن سان فرانسيسكو مكان سهل للدخول إليه وإرهاب مجتمعاتنا الآسيوية ، فأنت مخطئ للأسف - وستتم محاسبتك" ، مشيرًا إلى أن سلطات إنفاذ القانون ستكون حاضرة في مجموعة احتفالات العام القمري الجديد الأسبوع المقبل.
وقال عمدة سان فرانسيسكو لندن بريد ، وفقًا للصحيفة: "سنفعل كل ما في وسعنا للقيام بهذه الاعتقالات ، ومحاسبة الجناة"، وأضافت: "أنا غاضبة من العنف الذي استمر في التأثير على العديد من الأشخاص الذين هم جزء من مجتمعنا الآسيوي ، وخاصة كبار السن لدينا".
كما أشار التقرير إلى أن جرائم الكراهية ضد السود ارتفعت بنسبة 27% في العام الماضي ، والجرائم ضد اليهود زادت بنسبة 60% في العام الماضي، كما لاحظت انخفاضًا طفيفًا في التقارير المتعلقة بجرائم الكراهية ضد العرب أو المسلمين واللاتينيين.