يقولون إن حارس المرمى هو المذنب دائما، بل إنه مُطالَب دائما أن يكفر عن ذنوب الآخرين، يقف بين العوارض الثلاثة كضحية تنتظر مصيرها المشؤوم، هو أول من يدفع الثمن، وآخر من يتلقى الثناء، بل إنه محكوم عليه بمشاهدة الجميع يعتلى منصات التتويج ليحصد ألقابا فردية بينما هو شاخص الأبصار يبكي الحظ الذى وضعه في هذا الجحيم.
في مصر، اعتزل السد العالي عصام الحضري، فخرج من المنتخب "سدود" جديدة، لا تقل جدارة وكفاءة وقوة وموهبة عن أساطير حراسة المرمى، خاصة حينما يقودهم واحد من أفضل حراس الكرة المصرية عبر تاريخها.
الشناوي وأبو جبل تبادلا الدفاع عن ألوان المنتخب الوطني في أمم أفريقيا التي وصلت لمرحلتها النهائية بتواجد مصر والسنغال، وإذا كان اسود التيرانجا وصولا النهائي بفضل حارسهم ميندي الذي حصل على أفضل حارس في العالم، فمصر لديها الشناوي وأبو جبل ومن خلفهم حارس متمرس أسمه الحضري.
أبو جبل تحديدا عانى معاناة لا مثيل لها، الظروف وضعته مع جنش وعواد في الموسم الماضي ولم يحصل على فرصته، بدأ يتحسس طريقه لحراسة مرمى الزمالك هذا الموسم، فجاء من نصيبه تحمل خمسة أهداف في القمة، اصطدم بمديره الفني وغادر جروب اللاعبين بالنادي، وأستبعده كيروش من كأس العرب، وكان شرط انضمامه لقائمة أمم أفريقيا أن يلعب مباراة قبل اعلان القائمة النهائية، وها ما حدث بعد محاولات لإقناع كارتيرون أنها الفرصة الوحيدة للتواجد في المنتخب.
كان ترتيبه رقم 4 بين الحراس لحظة إعلان القائمة، لم يعترض، وواصل العمل واجتهد ليتقدم في الترتيب للمركز الثاني وجاءته فرصة صعبة، توقيت قاتل، أجواء مستحيل على أي حارس أن يتعامل معها، فكانت هدية القدر أن يكون أحد أسباب التأهل.
واصل أبو جبل إبداعه أمام المنتخب المغربي وتحامل على نفسه ليدافع عن ألوان المنتخب وكان خلفه مدرب كبير يدعمه ويطور من مستواه، وفي لقاء الكاميرون تصدى لضربتي ترجيح قاد بهما الفراعنة للمحفل الختامي.
مباراة الكاميرون مثلا جسدت أن النجاح لا يأتي صدفة، الحضري كلف محلل أداء المنتخب لتحديد زوايا تسديد ركلات الترجيح للاعبي الكاميرون، وقام بوضع كل لاعب والزاوية التي يسدد فيها في ورقة ولصقها على زجاجة المياه اللي مع أبو جبل، وفي هذه الصورة كان أبو جبل في لحظات المراجعة النهائية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة