كان وما زال مضربا للمثل لدى أهالى مدينة الخارجة بمحافظة الوادى الجديد بشأن صعوبة الأمر والتأخر فى إنجاز الأشياء، حيث يقال: "هو أنت بتقلع من جبال تروان؟" كما يقال بشأن المبالغة فى الكذب "جبال تروان خلص من كلامك"، وذلك لأن هذا الجبل كان مصدراً مهماً للحصول على أفضل أنواع الأحجار التى تصلح لبناء الأساسات فى المنازل نظرا لصلابتها وصعوبة قطعها.
جبل تروان أحد أشهر جبال مدينة الخارجة بمحافظة الوادى الجديد والذى استخدمه الزعيم جمال عبد الناصر فى أعمال مشروعات التعمير بالمحافظة، وهو عبارة عن جبل من التكوينات الرملية الكلسية على مساحة حوالى 2000 متر مربع وما زالت بقايا الجبل موجودة على الرغم من التكسير والتفجيرات ونقل أجزاء كبيرة منه لاستخدامها فى البناء.
وتكمن أهمية هذا الجبل فى استغلال فرق التعمير لصخوره فى البناء والتشييد للعديد من المنشآت منها الوحدات السكنية بحى الاقتصادى وعدد من مدارس مدينة الخارجة ومساقى الرى للآبار والمزارع التى أنشئت فى هذه الفترة بالمدن والقرى كذلك استخدمت صخور الجبل فى عمل قواعد آبار الرى وتبطين القنوات والمصارف الزراعية كما كانت تستخدم صخور الجبل فى ترميم مساكن المواطنين المبنية بالطوب اللبن.
وقال محمود عبد ربه الباحث فى تراث الواحات القديمة فى تصريح خاص لليوم السابع أن جهاز التعمير بالمحافظة أنشأ فى الستينيات معسكر عمل بمنطقة وجبل تروان وقسم فريق العمل إلى قسمين قسم لتكسير واستخراج الأحجار وقسم آخر لتحميل السيارات وكان العمال الذين يعملون بالجبل كان يطلق عليهم (عمال التراحيل ) نسبة إلى العمال المرحلين من المحافظات المجاورة كأسيوط وسوهاج وقنا والأقصر والمنيا وغيرها من المحافظات.
وأضاف عبد ربه، أن السيارات كانت تنقل العمال إلى مناطق العمل والعودة وكانت للعمال مقر لتناول الوجبات بما يسمى ميز العمال وكان مقره بمنطقة البساتين ومعسكر البناء وكان يوجد بجبل تروان مظلات من جريد النخيل يستظل بها العمال والمهندسين ويوجد بها أماكن مياه للشرب والتى كانت تأتى عن طريق عيون المياه القريبة من منطقة تروان كعين البربا وعين طريخة وغيرها من العيون الزراعية القريبة من جبل تروان .
وأكد عبد ربه أن مهندسى التعمير لجأوا لعملية التفجير بالدناميت لوجود صعوبة بالغة على العمال فى تكسير واستخراج الأحجار من جبل تروان عن طريق الأدوات التقليدية المهندسون إلى استخراج الأحجار من جبل تروان عن طريق وتفتيت الصخور تعمل العمال على استخراج الأحجار وتحميلها على السيارات حتى جرى الاستغناء عن هذا الجبل بعد الاتجاه للبناء المسلح وأصبح هذا المكان مزارا سياحيا نظرا لطبيعته الخلابة فى متابعة غروب الشمس واستطلاع معالم المدينة من فوق الجبل.
وأكد عبد ربه أن جبل تروان أصبح أثرا بيئيا هاما يتم اضاءته ليلا بأضواء مبهرة نفسها أحد المنتجعات البيئية التى حصلت على حق انتفاع الجبل من الجهات المختصة وتوظيفه لدعم السياحة البيئية فى المدينة وذلك من خلال عمل سلم حجرى يتناسب مع جمال المكان لمساعدة الراغبين فى تسلق الجبل من أجل الوصول لأعلى نقطة آمنة من الجبل بهدف الاستمتاع بجمال الطبيعة ورصد لحظة غروب الشمس من أعلى نقطة فى المكان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة