قالت صحيفة واشنطن بوست، إن زعيم تنظيم داعش، الذى قُتل على يد القوات الخاصة الأمريكية أول أمس الخميس، كان يخطط للعودة، موضحة ان عملية التخطيط لتصفيته قد استغرقت أشهر.
وأشارت الصحيفة إلى أن مقاتلى داعش الذين ألقى القبض عليهم وصفوه بالشبح، قائد غامض غير مرئى تقريبا، وليس له نفوذ عملى كبير على تنظيمه الإرهابى المتداعى، وشكك خصومه فى قدراته ووصفوه بأنه مرتد قام بتهديد رفاقه خلال فترة قضاها فى سجن عسكرى أمريكى.
لكن زعيم داعش الملقب بأبو إبراهيم الهاشمى القرشى كان معروفا أيضا بأنه أحد الناجين، ووحدا من الذين تجاوزا انتكاسات وهزائم عديدة.
وفى الأشهر الأخيرة، كان يخطط للعودة، كما يقول مسئولون أمريكيون وخبراء الإرهاب، بما فى ذلك إعلان خلافة مزعومة ثانية والتى سبق وأن أرهبت المنطقة وأجزاء أخرى من العالم حتى تدميرها قبل ثلاث سنوات.
وانتهت تلك الخطط عندما نفذت القوات الخاصة الأمريكية عملية مكافحة الإرهاب بالإغارة على المنزل الذى كان يختبئ به فى شمال غرب سوريا، وبمجرد هجوم قوات الكوماندوز على المنزل المكون من ثلاث طوابق، فجر القريشى قنبلة قتلته هو وأسرته بمن فيهم عدة أطفال، بحسب ما يقول مسئولون أمريكيون.
وكان القرشى ثانى شخص يقود تنظيم داعش فى هيكله الحالى، وجاءت وفاته بطريقة مشابهة لما حدث مع أبو بكر البغدادى الذى فجر نفسه أيضا بعدما تمت محاصرته من قبل الكوماندوز الأمريكيين فى عام 2019 على بعد أميال قليلة من نفس مكان استهداف القرشى.
القرشى
وأمضى القرشى فترته فى زعامة داعش مختبئا تماما، حيث كان التنظيم يواجه تراجعا كبيرا، لكن فى الفترة الأخيرة بدأت الجماعة تستعيد نفسها، واكتسبت شبكتها فى أفريقيا قوة، بينما بدأ مقاتلوها فى سوريا والعراق يكثفون هجماتهم.
من ناحية أخرى، علقت شبكة سى إن إن الأمريكية، على العملية العسكرية الأمريكية التى أسفرت عن مقتل زعيم تنظيم داعش أبو إبراهيم الهاشمى القرشى فى إدلب بشمال غرب سوريا، وقالت إنها كانت أبرز عملية لمكافحة الإرهاب فى عهد بايدن، مضيفة أن المسئولين فى إدارته عازمين على استخدامها لتقديم الرئيس فى صورة حاسمة.
كما أنها تعكس بطرق ما غارات مشابهة شانها سابقى بايدن فى البيت الأبيض للتخلص من قادة الإرهاب فى منازلهم، فى عمليتين تم مشاهدتهما أثناء وقت حدوثهم من غرفة الأزمات بالبيت الأبيض.
ومثلما حدث فى المهمتين السابقتين لقتل أسامة بن لادن فى عهد أوباما، وأبو بكر البغدادى فى عهد ترامب، استغل البيت الأبيض اللحظة، وسرعان ما نشر صورة للرئيس بدون ارتداء جاكت البدل الرسمى فى غرفة الأزمات، وهو يشاهد باهتمام الغارة وقت وقوعها.
وقال بايدن، إن العملية تعكس مدى وصول أمريكا وقدرتها على القضاء على التهديدات الإرهابية مهما حاولوا الاختفاء فى أى مكان فى العالم، ووجه رساله للإرهابيين الفارين، وقال لهم سنلاحقكم ونجدكم.
وذكرت الشبكة، أن بايدن عندما كان نائبا للرئيس كان يعارض المهمة الخطرة لاغتيال أسامة بن لادن فى مخبأه فى أفغانستان، لكنها كانت فى النهاية عملية ناجحة مصممة للحد من الضحايا المدنيين.
وقدمت مهمة بايدن نفس العملية بشكل ما، فقد قرر استخدام القوات الخاصة الأمريكية للقضاء على زعيم داعش بدلا من إطلاق ضربة جوية على المنزل، فى إشارة إلى تغير رؤيته للمخاطر فى فترة تزيد عن العشر سنوات بعد اغتيال بن لادن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة