صدرت الطبعة الخامسة من كتاب "نحو تأسيس عصر ديني جديد.. العودة إلى المنابع الصافية الكتاب والسنة المتواترة والعقل النقدي" للدكتور محمد عثمان الخشت أستاذ فلسفة الدين ورئيس جامعة القاهرة، وهو الكتاب الذي يطرح فيه الدكتور الخشت رؤيته لتأسيس عصر ديني جديد وخطاب ديني من نوع مختلف، كما صدرت أيضًا الترجمة الإنجليزية والفرنسية للكتاب.
الكتاب كما يظهر من عنوانه يستهدف بناء رؤية فكرية عقلانية يرتكن إليها العقل المسلم في سعيه إلى التفاعل الإيجابي مع معطيات العصر، وهي رؤية ترتكز على العودة إلى المنابع الصافية للكتاب والسنة المتواترة وتحفيز العقل النقدي وتعظيم أدواره كوسيلة للتعامل مع الموروث من ناحية ومستجدات الواقع من ناحية أخرى.
يتبنى أستاذ فلسفة الدين في كتابه الجديد رؤية مبتكرة وسط الدعوات والجهود التقليدية المبذولة حالياً في سياق تجديد الخطاب الديني، ترى أن الجهود المبذولة في مجال التجديد أشبه بعملية ترميم لبناء قديم، وتذهب إلى أن الأجدى من ذلك هو إقامة بناء جديد بمفاهيم جديدة ولغة جديدة ومفردات جديدة دون تفريط في القرآن الكريم ولا تخلي عن السنة المتواترة الثابتة بيقين إذا أردنا أن الوصول إلى خطاب ديني جديد في حدود الواقع والعقل النقدي.
ويحدد "الخشت" نقطة البدء في التأسيس لعصر ديني جديد في تعزيز العقل النقدي القادر على القيام بمهمة الشك المنهجي التي قام بها ابراهيم أبو الأنبياء عليه السلام وهو يتلقى الأفكار الموروثة أو المتناثرة في الواقع.
وفي مقابل خطاب ديني تقليدي يتضمن كثيرا من العناصر الأسطورية في رؤيته للعالم، فإن خطاب العصر الديني الجديد -كما يسوق "الخشت"- يسعى للعودة في المعتقدات إلى الوحي وحده في إطار العقل النقدي الذي يميز بين حدود الإيمان الخالص من جهة، وعالم الخرافة والأساطير من جهة أخرى، فالوحي النقي المحتكم للواقع والعقل يحرر المعتقد من ضلالات الاهتزاز النفسي، وأوهام الوجدان، وخيالات النفس، والموروثات الشعبية، وخرافات الأساطير والسحرة والكهنوت والديانات المحرفة والوضعية.
ويعد "الخشت" رائدًا لعلم فلسفة الدين في العالم العربي، وذلك منذ ظهور كتاباته الأولى التي أسست لهذا التخصص منذ بداية تسعينيات القرن العشرين، حيث مهد كتابه مدخل إلى فلسفة الدين (1993) لذلك. واستطاع التمييز بين العناصر العقلانية وغير العقلانية في الأديان، مُستندًا إلى المنهج العقلاني النقدي في كتبه: المعقول واللامعقول في الأديان، تطور الأديان، ونحو تأسيس عصر ديني جديد، والعقل وما بعد الطبيعة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة