أكد الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى، أن بلاده لديها رؤية مشتركة مع الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، بشأن التهديدات الحالية لأمن أوكرانيا.
ورحب الرئيس الأوكرانى - فى بداية مؤتمر صحفى مشترك بين الرئيسين نقلته قناة (فرانس 24) الناطقة بالإنجليزية اليوم الثلاثاء - بنظيره الفرنسي، لافتًا إلى أن هذه الزيارة تعد الأولى لرئيس دولة فرنسى منذ 24 عامًا.
وأكد زيلينسكى أن البلدين طورا علاقاتهما على أصعدة مختلفة خاصة فى مجال الأمن، لافتًا إلى دور فرنسا الهام الذى لعبته فى صيغة نورماندى وثمن الموقف الفرنسى وموقف الرئيس إيمانويل ماكرون، فى الكفاح من أجل السلام بأوكرانيا.
وأعرب عن أمله فى تحقيق جميع الأهداف فى المستقبل القريب التى تم وضعها فى ديسمبر 2019، وعقد اجتماع جديد لرؤساء دول صيغة نورماندي.
وأوضح الرئيس الأوكرانى أن بلاده لديها رؤية مشتركة مع الرئيس ماكرون بالنسبة للتهديدات الحالية لأمن أوكرانيا وأمن العالم بشكل عام، مشددًا على ضرورة وحدة جميع الأطراف الفاعلة وإنهاء الاحتلال لجزء من أراضى بلاده، وعلى أهمية تعزيز القدرات الدفاعية لأوكرانيا من أجل المنطقة بأسرها.
وأعرب زيلينسكى عن تقديره لموقف الغرب والخطوات التى اتخذها، وإعداد الشركاء الأوروبيين حزمة مساعدات بقيمة 1.2 مليار يورو لدعم استقرار الاقتصاد الأوكراني.
من جهته، أعرب الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، عن تقديره للمتظاهرين وآلاف الجنود الذين قضوا نحبهم دفاعًا عن بلدهم خلال ثورة الميدان فى أوكرانيا عام 2014.
وأضاف الرئيس الفرنسى أنه سيقول ما قاله أمس فى موسكو إنه فى السياقات الحالية يجب ضبط النفس، وضبط النفس الذى أظهره الشعب الأوكرانى إثر مواجهته للعدوان العسكرى الحالى يدعو للاحترام، مؤكدًا على مواصلة جهود الوساطة بين أوكرانيا وروسيا، جنبا إلى جنب مع ألمانيا لوضع حد لهذا الصراع.
وأوضح ماكرون أنه تحدث مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، والمستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل، فى عام 2019 من خلال صيغة نورماندي، واتفق قادة الدول الأربعة فى صيغة نورماندى على تدابير ينبغى تنفيذها.
وأشار ماكرون إلى أنه فى الـ26 من ديسمبر أكد قادة الدول الأربع، مجددًا على التزامهم بتنفيذ بروتوكول "مينسك"، لمنح أوكرانيا وحدة أراضيها؛ وهذا يرسم الطريق نحو السلام.
وقال ماكرون إنه خلال محادثاته أمس مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، تطرق إلى هذه المسألة، مشيرًا إلى أن الرئيس الروسى التزم باحترام اتفاق "مينسك".
وشكر الرئيس الفرنسي، نظيره الأوكراني، لتأكيد نيته على تنفيذ اتفاق مينسك، مؤكدًا أن التصميم المشترك هو السبيل الوحيد الذى سيسمح بالمضى قدمًا نحو إرساء السلام والطريق الوحيد أيضا نحو إيجاد حلول سياسية دائمة.
ونوه ماكرون، مجددًا بأن تأسيس اتفاق مينسك فى فبراير 2015، هو لضمان السيادة الأوكرانية على المنطقتين الانفصاليتين لوجانسك ودونيتسك.
وأوضح الرئيس الفرنسى أن ما يفعله بالسفر من موسكو إلى كييف يهدف إلى إعادة إرساء الاستقرار والأمن فى قارتنا اللذين اهتزا بفعل الحشد العسكرى الروسى الكبير.
وأعرب ماكرون عن اعتقاده بوجود حلول مادية عملية تسمح لنا بالمضى قدمًا، مشيرا إلى أنه تحدث فى هذا الأمر مع الرئيس بوتين والرئيس زيلينسكى والشركاء الأوروبيين، قائلاً إن رغبتنا بالنسبة للأسابيع والشهور القادمة هى العمل على استقرار الوضع حتى يمكننا إعادة الانخراط عبر استخدام آليات جديدة وآلية ضمانات جديدة لضمان تجنب التصعيد.
وشدد على ضرورة تنفيذ اتفاق "مينسك"، ومواصلة الحوار الذى يساعد على بناء ضمانات جديدة من أجل بناء الاستقرار والأمن على قارتنا.
وأكد ماكرون أن فرنسا وأوكرانيا عملتا على تقوية العلاقات الثنائية خلال السنوات الماضية فى مجالات مختلفة، من بينها المجال الاقتصادى والمالى والصحى والبنية التحتية والأمن المدنى وغيرها.
واختتم ماكرون كلمته، معربًا عن احترام فرنسا لتطلعات الشعب الأوكراني، ودعمه لترسيخ السلام فى أوكرانيا والمنطقة بأسرها.