دخلت الحرب الروسية على أوكرانيا أسبوعها الثالث، حيث تواصل القصف الروسى لمناطق شرق أوكرانيا وأدت ضربة جوية على مستشفى فى مدينة ماريبول إلى مقتل ثلاثة أشخاص بينهم طفل، بحسب ما ذكر مجلس المدينة، بينما كثفت القوات الروسية حصارها للمدن الأوكرانية، حتى فى الوقت الذى التقى فيه وزيرا خارجية البلدين لأول مرة منذ اندلاع الحرب، بحسب ما ذكرت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية.
ومع بدء الأسبوع الثالث للحرب، أصر المسئولون الغربيون على أن القوات الروسية لم تحرز تقدما كبيرا على الأرض فى الأيام الأخيرة، لكنها كثفت من قصف مدينة ماريول ومدن أخرى. وتداعت مرارا اتفاقيات وقف إطلاق النار المؤقتة لسماح لإجلاء المدنيين، واتهمت أوكرانيا روسيا بمواصلة القصف، إلا أن الرئيس الاوكرانى فولوديمير زيلنسكى قال إن 35 ألف شخص تمكنوا من مغادرة العديد من المدن المحاصرة يوم الأربعاء.
لقاء لافروف وكوليبا
وبعد اللقاء الذى عقد بين أرفع دبلوماسيين من موسكو وكييف، قال وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف إن بلاده تؤيد إجراء أى اتصالات مع كييف من أجل تحقيق التسوية، وأضاف أن مبادرة موسكو بشأن فتح ممرات إنسانية فى أوكرانيا على أساس يومى لا تزال قائمة.
وفيما يتعلق بالمستشفى الذى تم استهدافه فى ماريوبول، قال لافروف إنهم قدموا أدلة فى الأمم المتحدة على أن لمستشفى كان يستخدم كقاعدة عسكرية للقوميين الأوكرانيين.
وحذر وزير الخارجية الروسى من محاولات تزويد أوكرانيا بالسلاح والمرتزقة، وقال إنه عليهم أن يفهموا خطورة ما يفعلونه. وجاءت تصريح لافروف بعد أن أقر مجلس النواب الأمريكى مشروع قانون إنفاق فيدرالى ضخم بقيمة 1.5 تريليون دولار، يشمل ضخا هائلا من المساعدات العسكرية لأوكرانيا بما يقرب من 14 مليار دولار.
وقال وزير الخارجية الروسي، إن لقاءه مع نظيره الأوكرانى تناول الإجراءات العسكرية، بخصوص مصير مدنيين يستخدمهم المتطرفون دروعًا بشرية، مشددا: "روسيا حددت رؤيتها في السابق في انتظار رد القيادة الأوكرانية".واتهم وزير الخارجية الروسي، وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" بـ"تطوير تجارب بيولوجية في أوكرانيا".
فى المقابل، قال وزير خارجية أوكرانيا دميتري كوليبا، إنه لا يوجد تقدم بشأن محادثات وقف إطلاق النار مع روسيا، مشيرا إلى أن "وزير الخارجية الروسي، لم يقدم تعهدات بخصوص الممرات الإنسانية".
وعقب محادثاته مع لافروف مدينة أنطاليا التركية بحضور وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، قال كوليبا: "إن قائمة مطالب لافروف تعني الاستسلام وأوكرانيا لن تستسلم بل تريد حلا متوازنا".
وأضاف: "لافروف لم يقدم تعهدات بخصوص الممرات الإنسانية واكتفى بالقول إنه سيتحدث إلى المسؤولين المعنيين بهذا الشأن". ورأى أن "الناتو لا يبدو مستعدا للتحرك لوقف الحرب وحماية المدنيين من الهجمات الجوية الروسية".
وسياسيا، أجرى الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى محادثات مع المستشار الألمانى أولاف شولتس شدد خلالها على أهمية زيادة الدعم الدفاعى لأوكرانيا وزيادة العقوبات للضغط على روسيا.
جاء هذا على الرغم من أن شولتس أكد فى مؤتمر صحفى مع رئيس الوزراء الكندى أن موقف بلاده وأوروبا يختلف عن الولايات المتحدة فينا يتعلق بالنفط والغاز.
وأشار إلى الولايات المتحدة مُصدرة للغاز والنفط، وهو أمر لا يمكن أن يقال عن أوروبا ككل، وهذا هو السبب في أن القرارات التي يتم اتخاذها مختلفة، معلقًا على قرار أمريكا بحظر النفط الروسى.
حرب اقتصادية غير مسبوقة
من ناحية أخرى، وصف دميترى بيسكوف المتحدث باسم الرئاسة الروسية الحرب الاقتصادية التي يشنها الغرب على بلاده بغير المسبوقة، ولا يمكن التكهن بتبعاتها على ارتفاع الأسعار في روسيا.
وقال بيسكوف في تصريحات للصحفيين إن الأمثلة على الحرب الاقتصادية التي بدأت ضد روسيا لا وجود لها، وأن الوضع لا سابق له، والتوقعات بشأن زيادات الأسعار غير ممكنة، مشددا على ضرورة اتخاذ تدابير للحد من العواقب السلبية والمخاطر اللاحقة.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية بهذا الشأن إن "هذا يعني أن حربا اقتصادية كهذه ضد بلدنا لم تحدث من قبل. لذلك، من الصعب للغاية التنبؤ بأي شيء. الآن يجب ألا نتوقع، بل نتحرك ونتصرف من أجل تقليل العواقب السلبية والمزيد من المخاطر".
الخسائر العسكرية لروسيا وأوكرانيا
وفيما يتعلق بالخسائر العسكرية، أكدت القوات المسلحة الأوكرانية، مقتل 12 ألف جندى روسى وتدمير 335 دبابة و49 طائرة و81 مروحية حتى الخميس.
وكتبت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية فى منشور عبر موقع "فيسبوك" للتواصل الاجتماعى، وفق ما أوردته وكالة أنباء (يوكرنفورم) الأوكرانية، اليوم الخميس، أن "إجمالى الخسائر القتالية التقريبية للعدو بين 24 فبراير و10 مارس بلغ أكثر من 12 ألف شخص و335 دبابة و1105 مركبات قتالية مدرعة و123 من الأنظمة المدفعية و56 من أنظمة الصواريخِ متعدّدِ الانطلاقِ و29 من أنظمة الدفاع الجوى و49 طائرة و81 مروحية و526 مركبة و3 سفن وقوارب و60 خزان وقود و7 طائرات بدون طيار من المستوى التشغيلى والتكتيكى".
فى المقابل، أكدت وزارة الدفاع الروسية، أن قواتها دمرت ما مجموعه 2911 هدفا من منشآت البنية التحتية العسكرية الأوكرانية منذ بدء العملية الخاصة في أوكرانيا في 24 فبراير الماضي.
وقال المتحدث باسم الدفاع الروسية، إيجور كوناشينكوف، الخميس، "إن الأهداف المدمرة تضمنت 97 طائرة و107 مسيرات و141 منظومة صواريخ للدفاع الجوي، و86 موقع رادار، و986 دبابة ومركبات قتالية مصفحة أخرى، و107 راجمات صواريخ، و368 قطعة من المدفعية الميدانية وقذائف الهاون، و749 قطعة من المركبات العسكرية الخاصة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة