في شارع الحسينية بمدينة المنصورة، يفترش الأرض مسن كفيف بشموخ، تحكي معالمه غدر الزمان، ينازع مرارة الليالى القاسية، محتضنا معدات عمله وعربات الأطفال، حابسا الدموع في عينيه بعد أن سلب منه ابنه سعادته وطرده من كشكه الذي عمل فيه لسنوات طويلة وألقى به في الشارع.
بين كفاحه لسنوات طويلة في تصليح عربات الأطفال وهو فاقدا للبصر، وصدمته بسلب ابنه لكشكه وطرده منه، روى "عادل الفحار"، البالغ من العمر 74 عاما، بنبرات صوته وهمساته الحزينة لـ"اليوم السابع"، قصته المأساوية، "كشكي هو روحي وسعادتي، اشتغلت فيه لسنين طويلة، وابني طردني منه من أربع شهور من غير أسباب، ورمى حاجتي في الشارع، ومبقتش عارف أشتغل، وأولاد الحلال ساعدوني وحافظوا على عدتي في مخزنهم"، حيث أن قسوة ابنه عليه بعد أن فقد بصره وفقد كشكه الصغير الذي لا تتعدى مساحته المترين، كسرت قلبه ومنعته من ممارسة عمله الذي عشقه وورثه عن والده.
وقال "الفحار"، إنه عمل بالمهنة منذ طفولته، حيث ورثها عن والده الذي علمه أصول المهنة، وظل يعمل معه لسنوات طويلة في تصليح عربات الأطفال وصناعة الأحزمة الطبية، بجانب عمله كسائق نقل ثقيل، حيث كان يجوب جميع المحافظات؛ بحثا عن الرزق الحلال ليوفر حياة كريمة لزوجته وأبنائه، إلى أن فقد بصره في عام 2003، مضيفا أن الإعاقة لم تمنعه من مواصلة عمله في كشكه الصغير والإبداع في تصليح عيوب عربات الأطفال بإحساسه ولمساته.
واستطرد أن حياته انتهت بمجرد أن سلب ابنه الكشك وألقى به في الشارع وعامله بقسوة، فلم يعد قادرا على العمل في الشارع، ومقابلة زبائنه الذين اعتادوا على تصليح عرباتهم لديه، مشيرا إلى أنه يحلم بتوفير كشك ثابت له يتيح له العمل من جديد.
الفحار-يتحدى-إعاقته-البصرية-ويصلح-عربات-الأطفال
صانع-الأمل-عادل-الفحار
عادل-الفحار
عادل-الفحار-سبعيني-كفيف-يعمل-في-تصليح-عربات-الأطفال
عادل-الفحار-كفيف-يعمل-في-تصليح-عربات-الأطفال
عادل-الفحار-يتحدى-إعاقته-البصرية-ويعمل-في-تصليح-عربات-الأطفال-بالمنصورة
عادل-الفحار-يكافح-بتصليح-عربات-الأطفال-بالمنصورة
مسن-كفيف-يعمل-في-تصليح-عربات-الأطفال-في-المنصورة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة