شهدت مكتبة تنمية، مساء اليوم، الأحد، حفلاً لتسليم جائزة سركون بولص للشعر وترجمته، والتى حاز عليها الشاعر والمترجم السعودى غسان الخنيزى، في دورتها لعام 2022.
وفي بداية الحفل أعلن الشاعر خالد المعالى، صاحب منشورات الجمل، أن الجائزة منحت للشاعر غسان الخنيزى، فهو شاعر مقلّ، نعرف هذا من أعماله المنشورة شعرًا وترجمة، على الأقل، فهو لم ينشر حتى الآن إلا مجموعتين شعريتين في فترتين متباعدتين، وبعد ترجمات شعرية متفرّقة، لم نعرف له إلا مختاراته الشعرية المترجمة للشاعر الأميركي جون آشبري.
وأضاف خالد المعالي: فالشعر حسب الخنيزي: "فعالية يمكنها أن تتسامى فوق صعوبة العالم وتدفع بنا خلل هذه الصعوبة وفوقها". هو شاعر القضايا الصغيرة، تفاصيل العالم الجواني، جالس على الحافّة، يشدّه الابتهال، وربما أمكننا أن نقول، أن القصيدة حسبه، هي صلاة، دعاء أو اعتراف، ولكأننا به يتقمّص صوتَ وروحَ الناعي القديم الذي يطوف الأنحاء، لكنه هنا، هو الناعي الهامس، الذي يهجسُ محدّثاً نفسه ومشيراً بيديه، متلمّساً المُعاش بحنو رائع.. فهو مثلما يكتب، يتلقّط القصائد التي يترجمها وكأنه يصف نفسه، محاولاً أن يجعلنا نسمعَ الأصلَ حينما نقرأ الترجمة، أنه يحتالُ على مهمة المترجم لكي يسرّب لنا الأصل بلغة عربية واضحة.
وقال الشاعر والكاتب الصحفي كريم عبد السلام، إن المتأمل لتجربة غسان سوف يلمح من الديوان الأول كيف أثر الشعر الأمريكى عليه، وفي القلب منه الشاعر الأمريكى جون آشبرى، وسطوته وشعره على غسان الحائر أمام اللغة والباحث عن المعنى في قصيدته، فالرابط المشترك بينهما يتمثل في طريقة التعبير.
وأشار كريم عبد السلام إلى تجربة غسان الخنيزى تتمثل في أولى ملامحها، في ملمح اللغة، وكيف يقف أمام اللغة حائرا مترددا مقدما لفظة على أخرى وباحثا عن ظلال المعانى وراء العبارة والمشهد.
ومن جانبه قال الشاعر غسان الخنيزى، إننى أنتمى إلى جيل تشارك الأحلام والآمال، وأتشرف بأن أحظى بجائزته، فلقد كان له دور في مسيرتى في البحث عن المعنى، وما تركه من الإرث الشعرى لنا.
كانت الجائزة قد مُنحت في دورتها الأولى للعام 2018 للشاعر والمترجم المغربي مبارك وساط؛ وإلى الشاعر والمترجم التونسي آدم فتحي في دورتها للعام 2019؛ وإلى الشاعر المصري عماد أبو صالح في دورتها للعام ٢٠٢٠. ويتزامن إعلان الجائزة السنوي مع ذكرى رحيل سركون بولص 22 أكتوبر 2007 في استذكار احتفالي لهذا الشاعر والمترجم العراقي الكبير.
أما الشاعر غسان الخنيزي فقد ولد في عام 1960 في القطيف "المملكة العربية السعودية". أقام في العراق وفي الولايات المتحدة الأميركية. صدر له: أوهام صغيرة، شعر، بيروت، 1995؛ اختبار الحاسة أو مجمل السرد، شعر، المنامة، 2015؛ جون آشبري: صورة ذاتية في مرآة محدبة وقصائد أخرى، مختارات شعرية "اختيار وترجمة وتقديم"، الشارقة، 2019.