سنوات من الصمود والمقاومة تمسكت فيها بالحياة والأمل، حتى غيبها الموت فجأة بعد رحلة كفاح جبارة ضد المرض الخبيث؛ رحلة الدكتورة أنيسة حسونة نائبة البرلمان السابقة مع المرض بدأت باكتشاف إصابتها فجأة عام 2016.
تعاملت مع المرض كصديق تعلم أنه سيلازمها وعليها تحمل رفقته الكئيبة، وعاشت طول السنوات الست الأخيرة رحلة علاج ومعاناة صعبة ومؤلمة، وبين غرف الكيماوى وسقوط الشعر تفوقت على المرض فى أول جولة، لكن تكررت الصدمة مع إصابة ثانية وبدء رحلة صراع جديدة فى نوفمبر 2018.
وقتها قالت معلنة إصابتها: "المرض الخبيث تظاهر بالهزيمة لشهور قليلة، وبسذاجتى المعهودة فى تصديق الأحلام المشرقة بدأت الاطمئنان".
رغم ذلك خاضت التجربة الثانية ببسالة ومن جديد تفوقت على المرض، قبل أن تمر الشهور بطيئة وثقيلة لتكتشف أن لها جولة ثالثة مع السرطان، وللأسف انتصر المرض القاسى على المحاربة الشجاعة فى هذه الجولة، بعد رحلة تحدٍّ ومعاناة أنهكتها لأكثر من 6 سنوات.
وكان مشهدها الأخير تكريمها من السيدة انتصار السيسى فى احتفالية "المرأة أيقونة النجاح"، وقتها ظهرت على كرسى متحرك وبدا أنها لم تعد قادرة على خوض معركة المرض مجددا.
تحدثت أنيسة عن مرضها، وقالت إن العلاج امتص طاقتها، لكنها حتى اللحظة الأخيرة كانت دافعا للطاقة والأمل بين محبيها، وما يزال أثرها حاضرا فى جهودها الاجتماعية وسيظل طويلا بأدوارها فى مركز مجدى يعقوب وفى مستشفى الناس وفى مجلس النواب سابقا، وقبل كل هذا فى الأمل وحربها الطويلة والمرهقة مع مرض قاس لا يرحم.