يبدو أن إنشاء إطار قانونى لبيتكوين والعملات المشفرة فى روسيا ظل من بين أولويات الحكومة، فى سياق الحرب ضد أوكرانيا، حيث أشارت التقارير الصادرة فى نهاية هذا الأسبوع إلى أن لجنة الخبراء فى روسيا المكلفة بهذا الأمر اجتمعت للتقدم فى تنظيم البيتكوين.
ونشر مجلس الدوما، جدول أعمال يركز على مواصلة "مناقشات مشروع القانون" حول العملة الرقمية "، والذى أشار إلى أنه "على الرغم من الوضع فى العالم، فإن المشرع يشارك بنشاط فى تقنين العملات المشفرة فى الاتحاد الروسى”، حسبما قالت صحيفة "كريبتو نوتثياس" الإسبانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن مجموعة العمل وافقت على دفع "تطوير الإطار المفاهيمى” للعملات المشفرة، وكذلك تحليل "المخاطر التى حددها البنك المركزى للاتحاد الروسى”، فى الوقت الذى حافظ البنك المركزى الروسى على معارضة قوية لدمج عملات البيتكوين والعملات المشفرة الأخرى فى الاقتصاد الروسى، لدرجة أنه طلب إضفاء الشرعية على هذا السوق.
ومع ذلك، تختلف وزارة المالية والرئيس فلاديمير بوتين نفسه مع البنك المركزى فيما يتعلق بفرض حظر شامل على صناعة البيتكوين والعملات المشفرة الأخرى، ويدعو إلى تشريعات صارمة إلى حد ما، حيث تقترح وزارة المالية أن تكون البنوك الروسية، وليس البورصات المتخصصة، مسؤولة عن تبادل البيتكوين والعملات المشفرة الأخرى، لتسهيل السيطرة، وأعدت المؤسسة مشروع قانون بشأن هذه المسألة وقدمت المسودة إلى حكومة الاتحاد الروسى فى 21 فبراير.
يمكنهم إزالة الصلاحيات من البنك المركزى الروسى لتنظيم العملات المشفرة
فى الأسبوع الماضى، قالت إحدى أعضاء لجنة الخبراء فى مجلس الدوما المعنية بتنظيم الأصول المشفرة، المحامية ماريا أجرانوفسكايا، أن لوائح تعدين العملات المشفرة والتشفير فى روسيا "ضرورية فى الوقت الحالى”.
فى سياق الدعوات الدولية إلى العزلة المالية للبلاد، بعد الهجوم الروسى على أوكرانيا، يعتقد المستشار أن أفضل خيار لتسريع العملية سيكون "إزالة العملات المشفرة من اختصاص البنك المركزى وتعيين هيئات مرخصة أخرى، على سبيل المثال، وزارة الطاقة أو Rosfinmonitoring (الخدمة الفيدرالية للرقابة المالية)، كما جاء فى التقرير.
وحول محاولة استخدام روسيا للبيتكوين أو العملات المشفرة الاخرى للتهرب من العقوبات الاقتصادية الدولية، قالت الصحيفة أن هناك آراء مختلفة حول هذا الامر، فهناك من يعتبر أنه سيكون بشكل فعال صمام خروج لتعبئة الأموال خارج النظام الروسى، بينما يشكك آخرون فى أنه من الملائم استخدام الحكومة الروسية أداة شفافة وغير خاضعة للرقابة مثل البيتكوين.
ووفا لروس إس. ديلستون، خبير فى مكافحة غسل الأموال "إذا قرر الروس تجنب استخدام أى عملة أخرى غير العملة المشفرة، فيمكنهم فعليًا تجنب جميع العقوبات تقريبًا "، فيما قفزت عملة البيتكوين إلى 39 ألف دولار فى ارتفاع سريع بعد عقوبات بايدن بعد أن انخفضت إلى ما دون 35 ألف دولار يوم الخميس عندما أعلن بوتين الحرب على أوكرانيا.
وأوضحت الصحيفة إنه من الملاحظ زيادة الروس بشكل كبير متوسط عدد معاملات العملة المشفرة منذ بدء الحرب فى أوكرانيا، وفقًا للتقارير. وتضع الأرقام قفزة فى حجم تداول الروس فى البورصات الرئيسية من 20 مليون دولار إلى 75 مليون دولار، بعد وقت قصير من إعلان العقوبات الاقتصادية الدولية.
والعملة المشفرة الأخرى التى تكتسب زخمًا فى روسيا هى التيثر، وهى "عملة مستقرة"، أى أنها صادرة عن شركة خاصة تضمن حيازة أصول تعادل إصدارها لضمان أن عملة التيثر تساوى دولارًا واحدًا.
وقالت كلارا ميدالى، رئيسة الأبحاث فى كايكو : "لقد تمكنا من ملاحظة أن متوسط المعاملات فى عملة تيثر قد زاد لكنه لا يزال منخفضًا نسبيًا، مما يظهر اهتمامًا مشتركًا بين المستثمرين المؤسسيين وصغار المشترين".
العملات المشفرة وأوكرانيا
أما فى أوكرانيا، فقد استطاعت أن تجمع حوالى 35 مليون دولار تبرعات بالعملات المشفرة،وقال ميخايلو فيدوروف، نائب رئيس الوزراء الأوكرانى، إنه يمكن للناس إرسال تبرعات بعملات مشفرة، وعلى الرغم من أن هناك الكثيرون من اعتبر انها مزحة إلا أنه استطاع أن يجمع 35 مليون دولار بالعملات المشفرة مثل سولانا وآخرى، كما تقبل أوكرانيا أيضاً تبرعات على شكل الرموز المميزة غير القابلة للاستبدال.
وفى السياق نفسه، قررت الحكومة الأوكرانية مكافأة أولئك الذين أبدوا تضامنهم مع قضيتها فى الحرب مع روسيا، بعد تلقى تبرعات بمبلغ يقارب 37 مليون دولار أمريكى فى بيتكوين وغيرها من العملات المشفرة، ولذلك أعلنت عن حملة توزيع رمزية مجانية والتى تعرف فى قطاع العملات المشفرة بأنها "إنزال جوى"، حسبما قالت صحيفة "كريبتو نوتثياس" الإسبانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الإنزال الجوى هو حدث شائع الاستخدام من قبل مشاريع العملات المشفرة التى ترغب فى دفع تبنى الرموز المميزة الخاصة بهم. بموجب هذه الفرضية، يقومون بالتخلى عن عدد معين من العملات المعدنية أو NFTs (الرموز المميزة غير القابلة للاستبدال) إلى العناوين التى تفاعلت مع مؤسستهم.
وهى عبارة عن توزيع عملة مشفرة عادةً مجانًا، إلى العديد من عناوين المحافظ الإلكترونية. يستخدم الإنزال الجوى كطريقة لجذب الانتباه وكسب متابعين جدد مما يؤدى إلى قاعدة مستخدمين أكبر وتوزيع أكبر للقطع النقدية.