قبل عام من الآن وتحديدًا فى شهر مايو من العام الماضى، كان عز عادل الذى يعمل نجار عائدًا من عمله، وبسبب لهو الأطفال، فوجئ بشخصين يتشاجرون معه فور عودته، ويعتدون عليه بالضرب، ويتسببون فى إصابته بعاهة مستديمة أفقدته عينه اليسرى، ليبدأ بعد ذلك فصل جديد من فصول القصة، وهى رحلة البحث عن حقه بالقانون.
لم يكن "عز" على دراية بالإجراءات القانونية فتوجه إلى قسم الشرطة لتحرير محضر ضد شخصين أشقاء وهم "عمر.ج" و"طه.ج"، ولأن المجنى عليه ليس من سكان المنطقة التى جرت بها الواقعة، أخبره مجهولين- محتمل أن يكونوا طرف المتهم الحقيقى_ بأن مُحدث إصابته هو شخص يدعى "محمد.ح.س"، وهو ما دفعه إلى ذكر اسمه فى تحقيقات النيابة، ليكتشف خطأ الاتهام بعد ذلك.
تداولت القضية أمام جهات التحقيق، وبعدها أحالتها إلى محكمة الجنايات، فى ذلك الوقت حاول "عز" تعديل الاتهام بعدما اكتشف أن "محمد.ح" ليس له علاقة بالقضية، فقدم طلب عن طريق محاميه محمد الحدق، لرئيس محكمة استئناف المقيدة بعرائض برقم 3263 لسنة 2021 بتاريخ 24 /8/2021، لإعادة الأوراق للنيابة العامة، لكن صدر فيها حكمًا من الجنايات بالحبس 3 سنوات على "محمد.ح.ع"، والذى تشابه اسمه مع "محمد.ح.س".
تقابل "اليوم السابع" مع عز عادل داخل أحد المستشفيات المحجوز بها فى القاهرة، وطالب خلال "بث مباشر" بعودة حقه عن طريق ضبط المتهم الحقيقى، ورفع الظلم الذى تعرض إليه والذى تعرض له شخص أخر_ وفق قوله_ نتيجة تضليل الأهالى له ورغبتهم فى إخفاء الحقيقة، وحماية المتهم الأصلى، الذى سلبه نور عينه اليسرى.
وناشد "عز" قائلًا: "نحن مطمئنين لأحكام القضاء ولا تعقيب على أحكامهم، ولكن هى استغاثة شخص حقه ضاع بسبب خطأ فى أسم متهم، وشخص محبوس ظلماً لتشابه اسمه مع شخص آخر".
أحمد جمال محامى المتهم "محمد.ح" قال، إن موكله يتمتع بحسن السيرة بين أهالى منطقة الوراق، وليس له أى سابقة جنائية ولم يحرر ضده أى محضر على الإطلاق، مشيراً إلى أن المجنى عليه وضع اسم شخصين فى بداية الواقعة، وبعد نحو 20 يوماً حدد اسم "محمد.ح.س"، وأصر عليه فى تحقيقات النيابة وهذه شهادة سمعية نقلها عن آخرين، ولكنه فور بحثه عن المتهم الذى أحدث إصابته وسأل عن "محمد.ح.س"، أخبروه الأهالى أن المنطقة ليس بها سوى "محمد.ح.ع"، ولديه فرع من فروع شركته بمنطقة امبابة وعندما ذهب إليه ليقتص منه، وجده شخص آخر غير الذى أحدث إصابته، فحاول دون جدوى إرجاع القضية إلى النيابة لتصحيح اسم المتهم، بعد أن وجد المتهم الحقيقى يستقل دراجة نارية وعرف اسمه وتأكد أنه نفس الشخص الذى ذكرته المباحث فى تحرياتها.
وتابع "جمال"، تحريات المباحث لم تذكر أسم "محمد.ح"، وحددت شخص أخر يدعى "أحمد.س.ع"، مضيفًا الشخص المحبوس ظلماً لم يُسأل من الأساس ولم تُوجه له أى أسئلة أو أى مناقشة لا فى النيابة ولا فى المحكمة، كما أن المجنى عليه نفى صلته بالواقعة عندما شاهده بالمحكمة، ثم فوجئ بسبب وجود اسم خطأ مشابه لأسمه بصدور حكم ضده".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة