يجرى رئيس مجلس الوزراء العراقى مصطفى الكاظمى زيارة إلى مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق عقب تعرضها لقصف بالصواريخ الباليستية، وتعد الزيارة الأبرز لمسؤول حكومى فى الحكومة الاتحادية ببغداد رسالة دعم ومساندة لإقليم كردستان فى الوقت الراهن.
ووصل رئيس الوزراء العراقى مصطفى الكاظمى إلى محافظة أربيل يرافقه وزيرا الدفاع والداخلية فى حكومته، وكان فى استقباله رئيس وزراء إقليم كردستان مسرور بارزانى وعدد من المسؤولين فى الإقليم.
وتفقد الكاظمى الموقع الذى تعرض للقصف الصاروخى فى مدينة أربيل عقب مباحثات موسعة مع رئيس الحزب الديمقراطى الكردستانى مسعود بارزانى، فى أربيل بإقليم كردستان العراق، ورئيس وزراء الإقليم مسرور بارزانى، كلا على حدة، تطورات الأحداث الأخيرة التى شهدتها المدينة التى تعرضت إلى قصف صاروخى فجر الأحد الماضى.
رئيس الوزراء العراق يزور موقع استهدف بالصواريخ الباليستية في أربيل
كان رئيس الوزراء العراقى، مصطفى الكاظمى، قد شدد على عدم السماح بتحول العراق إلى ساحة لتصفية الحسابات الخارجية، مؤكدًا أن الحكومة العراقية ماضية فى اتخاذ كل ما من شأنه تقوية سيادة الدولة العراقية، وتحصينها ضد أى اعتداءات، أو أى مساس بسيادة البلد وكرامة مواطنيه.
جاء ذلك فى اتصال تلقاه رئيس مجلس الوزراء العراقى مصطفى الكاظمى من وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية أنتونى بلينكن.
وبحسب بيان المكتب الإعلامى لرئيس الوزراء العراقى فقد جرى خلال الاتصال مناقشة العلاقات الثنائية وتطورات الأحداث، حيث أكد الوزير بلنكين تضامن الولايات المتحدة الأمريكية مع العراق، ومساندتها لما من شأنه دعم أمنه وسيادته.
وعبرّ الكاظمى عن شكره للمواقف الساندة للعراق، مؤكدًا أن "الحكومة العراقية ماضية فى اتخاذ كل ما من شأنه تقوية سيادة الدولة العراقية وتحصينها ضد أى اعتداءات، أو أى مساس بسيادة البلد وكرامة مواطنيه"، وفقًا للبيان.
وفى السياق شدد رئيس الوزراء العراقى على عدم السماح "بتحول العراق إلى ساحة لتصفية الحسابات الخارجية، وإن العراق ماضٍ فى تعزيز دوره الفاعل دوليًا وإقليميًا".
كان رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزانى، قد تلقى مساء الأحد، اتصالًا هاتفيًا من وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن.
وخلال الاتصال الهاتفى، أدان وزير الخارجية الأمريكى الهجوم الإرهابى الذى استهدف مناطق مدنية فى أربيل فجر الأحد.
واتفق الجانبان على أن الهجوم يمثل انتهاكًا صارخًا لسيادة العراق.
وشدد رئيس حكومة إقليم كردستان العراق على ضرورة التصدى للمزاعم الكاذبة التى تكررت فى السنوات الأخيرة وباتت تستخدم بين حين وآخر كذريعة لشن الهجمات على أربيل.
ودعا بارزانى الولايات المتحدة لتضافر الجهود وتقديم المزيد من الدعم لإقليم كردستان.
فيما أدانت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامى، بأشد العبارات، العمل الإرهابى بإطلاق عدد من الصواريخ على مدينة أربيل شمال العراق.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية، أن الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامى حسين إبراهيم طه، ندد -بأشدّ العبارات- بهذا العمل الإجرامى، مؤكدًا وقوف منظمة التعاون الإسلامى وتضامنها مع جمهورية العراق فيما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها.
وجدد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامى الموقف الثابت للمنظمة الرافض لجميع أشكال العنف والإرهاب مهما كانت الأسباب والدوافع.
من ناحية أخرى، أدان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الدكتور نايف فلاح مبارك الحجرف، الهجوم الصاروخى الإرهابى على عاصمة إقليم كردستان العراق أربيل، والذى أسفر عن بعض الخسائر المادية.
وأعرب، فى بيان صحفى، عن تضامن مجلس التعاون مع جمهورية العراق فى محاربة الإرهاب وتعزيز الأمن والاستقرار فى أراضيها، مؤكدا على مواقف المجلس الثابتة تجاه الإرهاب والتطرف، ونبذه لكل أشكاله وصوره، ورفضه لدوافعه ومبرراته، وأيًا كان مصدره، والعمل على تجفيف مصادر تمويله ودعمه.
على جانب آخر، تلقى زعيم التيار الصدرى بالعراق مقتدى الصدر، اتصالا هاتفيا، الأحد، من زعيم الحزب الديمقراطى الكردستانى مسعود بارزاني.
وذكر المكتب الإعلامى للصدر - فى بيان صحفى - أن زعيم التيار الصدرى تلقى اتصالا هاتفيا من مسعود بارزانى جرى خلاله التباحث حول الهجوم الصاروخى الذى استهدف محافظة أربيل.
وأشار البيان إلى أن الطرفين اتفقا على تشكيل لجنة تقصّى حقائق للوقوف على أسباب الهجوم ودوافعه.
إلى ذلك، عقد المجلس الوزارى للأمن الوطنى العراقى اجتماعًا استثنائيًا، الأحد، برئاسة القائد العام للقوات المسلحة رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمى للبحث فى الاعتداء الذى استهدف مدينة أربيل فجر الأحد، وتسبّب فى وقوع خسائر، وترويع سكّان المدينة.
وأكد مجلس الأمن الوطنى العراقى فى بيان له أن الاعتداء بالصواريخ الذى انطلق من الأراضى الإيرانية واستهدف مدينة أربيل العراقية يعدّ اعتداءً على مبدأ حسن الجوار بين العراق وإيران، والعلاقة التأريخية التى تربط شعبى البلدين الجارين، فضلًا عن كونه انتهاكًا للقوانين والأعراف الدولية.
وبيّن مجلس الأمن الوطنى العراقى أن العراق سبق أن أعلن رفضه انتهاك سيادته واستخدام أراضيه لتصفية الحسابات بين الدول والجهات، مشددًا على موقف العراق برفض استخدام أراضيه للاعتداء على دول الجوار، مشيرا إلى أن العراق طلب عبر المنافذ الدبلوماسية توضيحات صريحة وواضحة من الجانب الإيرانى، وهو ينتظر موقفًا من القيادة السياسية الإيرانية فى رفض الاعتداء.
وأكد المجلس الاستمرار بالانعقاد لدراسة التطورات، وبحث الآليات الكفيلة بحماية أمن العراق وسيادته.