أعرب وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، اليوم الأربعاء، عن استعداد موسكو للموافقة على امتلاك أوكرانيا أسلحة لا تهدد الأمن الروسي.. وقال: "لن ننسى هدف نزع السلاح في أوكرانيا،لا يمكن لأوكرانيا امتلاك أسلحة تشكل تهديدًا لروسيا، نحن مستعدون للموافقة فقط على الأسلحة التي لا تشكل تهديدًا لنا".
وأوضح لافروف في مقابلة مع تلفزيون "أر بي سي"، وفقا لما أوردته وكالة أنباء "تاس" الروسية - أن القضية لا علاقة لها بتطلعات أوكرانيا لعضوية حلف شمال الأطلسي(ناتو)، وقال: إنه "يمكن للولايات المتحدة أو أي شخص آخر شحن أسلحة هجومية إلى أوكرانيا على أساس ثنائي".
وتابع أن رد فعل الناتو على دعوات الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي لفرض منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا أدى إلى صب الماء البارد على آمال زيلينسكي في منطقة حظر الطيران فوق أوكرانيا.
واستطرد إننا" نتذكر كيف تحدث الرئيس زيلينسكي قبل أسابيع قليلة عن ضرورة قيام الناتو بإنشاء منطقة حظر طيران والمشاركة في القتال من أجل أوكرانيا وتجنيد المرتزقة وإرسالهم إلى الجبهة".. مؤكدا أن "هذه التصريحات كانت عدوانية للغاية، لكن يبدو أن رد فعل حلف شمال الأطلسي، والذي لا يزال يوجد به بعض الأشخاص العقلاء، صب الماء البارد على تطلعاته".
وهاجم لافروف الغرب لتجاهله الضمانات الأمنية الأوروبية لروسيا، وقال: إن "الغرب المتعجرف بقيادة الولايات المتحدة تجاهل الضمانات الأمنية المقترحة من موسكو بعد سنوات عديدة من التحذيرات والنصائح فيما يتعلق بالتوسع المطرد للناتو باتجاه الشرق".
ولفت إلى أنه بمجرد حل حلف وارسو، وحتى بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، شرع حلف الناتو، وفقًا لتقديره الخاص ودون مشاورات على الإطلاق مع أي شخص كان جزءًا من ميزان القوى في القارة الأوروبية، في التحرك شرقًا"، مضيفا "استمروا في تحريك خط الدفاع ودفعوه أكثر فأكثر في الاتجاه نحو اليمين".
وأضاف "أنه عندما تم دفع هذا الخط مباشرة إلى الحدود الروسية ولم يتم أخذ جميع تحذيراتنا على مدى العشرين عاما الماضية على محمل الجد، قمنا بصياغة مبادراتنا الخاصة بشأن الأمن الأوروبي، وقد تجاهلها متعجرفا، الأمر الذي يثير خيبة أملنا".
في سياق متصل، قال وزير الخارجية الروسي إنه يجب إعطاء المفاوضين الروس والأوكرانيين فرصة للعمل في وضع هادئ، دون "تأجيج هيستيري".
وعقدت الجولة الأولى من المفاوضات الروسية الأوكرانية في منطقة جوميل في بيلاروسيا المجاورة في 28 فبراير، واستغرقت خمس ساعات. وتلت الجولة الثانية في بيلوفيجسكايا بوششا، بيلاروسيا في 3 مارس. واجتمع المندوبون للمرة الثالثة في منطقة بريست في بيلاروسيا في 7 مارس. وفي 10 مارس ، عقد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ووزير الخارجية الأوكراني دميتري كوليبا اجتماعا في على هامش الملتقى الدبلوماسي. وأعقب ذلك مزيد من المحادثات بين موسكو وكييف يوم الاثنين عبر رابط فيديو.
في سياق متصل، استقبل لافروف اتصالا هاتفيا من نظيره الفيتنامي بوي ثانه سون؛ لبحث الوضع في أوكرانيا بطريقة صريحة وبناءة.
وأكد وزير الخارجية الفيتنامي خلال الاتصال وفقا لما ذكرته صحيفة "فيتنام نيوز" اليوم الأربعاء على موقعها الإلكتروني، أن فيتنام ترى دائما أن الخلافات الدولية ينبغي حلها بالوسائل السلمية امتثالا للمبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.
وحث وزير الخارجية الفيتنامي الأطراف المعنية على ضبط النفس وتقليل التوترات ومواصلة بذل الجهود للحوار لإيجاد حل طويل الأمد يتماشى مع القانون الدولي ويأخذ في الاعتبار المصالح المشروعة للطرفين، معربا عن استعداد فيتنام للانضمام إلى المجتمع الدولي في المساهمة في هذه العملية.
من جانبه، أشاد لافروف بدور فيتنام ومساهمتها في السلام والاستقرار والتعاون من أجل التنمية في المنطقة والعالم.
من جانبه، أعلن المتحدث الصحفي باسم الرئاسة الروسية (الكرملين)، ديمتري بيسكوف، أن إنشاء دولة منزوعة السلاح في أوكرانيا على غرار النمسا أو السويد يمكن اعتباره من قبيل تسوية الأزمة الحالية.
وقال بيسكوف للصحفيين اليوم الأربعاء، "إن هذا الخيار تجري مناقشته بالفعل حاليا، ويمكن اعتباره تسوية حقيقية".. وجدد تأكيده أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعطى تعليمات في بداية العملية الخاصة في أوكرانيا بعدم اقتحام المدن، بما في ذلك مدينة كييف بسبب احتمال سقوط ضحايا من المدنيين.
وكان رئيس الوفد الروسي في المفاوضات مع أوكرانيا، فلاديمير ميدينسكي، أعلن في وقت سابق أن كييف تقترح إنشاء نسخة نمساوية أو سويدية في أوكرانيا كدولة منزوعة السلاح. وتشير وسائل إعلام روسية إلى أن الرئيس الأوكراني أعلن أنه يرفض أن تكون بلاده منزوعة السلاح على غرار النمسا أو السويد.