الذكرى الـ10 على رحيل معلم الأجيال البابا شنودة.. وطنى من الطراز الأول.. دافع عن قضية القدس حتى وفاته.. عاش مع الشيخ الشعرواى رحلة حياة تمتعت بالمحبة والصداقة.. وهذه قصة المنشورات خلال حرب أكتوبر

الخميس، 17 مارس 2022 10:00 ص
الذكرى الـ10 على رحيل معلم الأجيال البابا شنودة.. وطنى من الطراز الأول.. دافع عن قضية القدس حتى وفاته.. عاش مع الشيخ الشعرواى رحلة حياة تمتعت بالمحبة والصداقة.. وهذه قصة المنشورات خلال حرب أكتوبر البابا شنودة
محمد الأحمدى - تصوير مرقص اسحاق

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
 
«فقدت مصر أحد رجالها المعدودين، فى ظروف دقيقة تحتاج فيها لحكمة الحكماء وخبرتهم وصفاء أذهانهم، ولم يكن لفقيد مصر مواقفه الوطنية وشخصيته الخيرية وسعيه الدؤوب على المستوى الوطنى فحسب، بل على الصعيد القومى، حيث عاشت قضية القدس ومشكلة فلسطين فى ضميره، ولم تغب أو تهُن أبدا، فقد بذل قصارى جهده من أجل الدفاع عنهما»، بتلك الكلمات الخالدة جاء نعى فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف لقداسة البابا شنودة الثالث فى مثل هذا اليوم 17 مارس من عام 2012.
 
وتحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الخميس، بالذكرى الـ10 لرحيل البابا شنودة الثالث البطريرك الـ117، ويترأس البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، صلوات القداس الإلهى فى الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالعباسية، احتفالا بالذكرى الـ10 لرحيل البابا شنودة الثالث. 
 

عظة الوداع 

شهدت العظة الأخيرة لقداسته، والتى ألقيت فى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، حالة من الهياج بين المصلين الحاضرين، حيث تعالت صيحاتهم غضبا لما كانت تمر به الكنيسة من أحداث، إلا أن البابا استطاع أن يسيطر على الشعب الموجود فى صحن الكنيسة بمزيد من التحمل والحكمة.
 
وأوضح قداسة البابا شنودة الثالث أن الذكاء لا يجب أن يكون هو العامل الأوحد فى تصرفات الإنسان، بل إن هناك عوامل أيضا تعطل قدرات الإنسان الذكائية، كالتعصب والانفعال، الذى يجعل الشخص يخطئ حال غلبت بعض طباعه الشخصية على ذكائه، وأضاف مثلث الرحمات، أن الطمع قد يدفع الشخص لإهدار كل شىء بسبب قدرته الذكائية، وهدفه بأن يكون دوما هو الأول، مشيرا إلى أن الخبرة هى عامل مهم جدا مع الذكاء، فإن ذلك يضيف للإنسان حياة خبرة فوق حياته، سواء بما احتك به أو بما يستعين به من حياة غيره، وكانت أعداد الجمهور التى كانت تنتظر مجىء البابا للعظة - رغم شائعات مرضه وعدم حضوره - كبيرة جدا، حيث كانوا ينتظرونه فى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، ليسمعوا صوته فقط، ولكن أيضا ما كان لافتا للنظر هو صوت البابا فى العظة الأخيرة، وشعر البعض بعد انتهاء العظة أنها كانت كلمات البابا الأخيرة بسبب نبرة صوته الهادئة، وكلماته التى ينطقها بصعوبة لشدة ألمه ومرضه، كان يحاول أن يكون صامدا أمام المرض لأجل أحبائه، ولكن كان المرض فى أيامه الأخيرة قد وصل لأسوأ مراحله.
 

وطنى من الطراز الأول

لعل أبرز مواقفه اتضحت خلال حرب 6 أكتوبر 73، حيث بعث عدة منشورات إلى الجنود على الجبهة، والشعب المصرى ككل فى وقت الحرب، نادت بالدفاع عن أرض الوطن وضرورة الصمود والتكاتف.
 

صاحب قلم

عمل قداسته لسنوات محررا ثم رئيسا للتحرير فى مجلة «مدارس الأحد» وفى الوقت نفسه كان يتابع دراساته العليا فى علم الآثار القديمة، وكان خادما فى مدارس الأحد، كما كان خادما بجمعية النهضة الروحية التابعة لكنيسة العذراء مريم بمسرة، وطالبا بمدارس الأحد، ثم خادما بكنيسة الأنبا أنطونيوس بشبرا فى منتصف الأربعينيات ورسم راهبا باسم «أنطونيوس السريانى» فى 18 يوليو 1954.
 

البابا شنودة والإمام الشعراوى

علاقته بكثير من الشيوخ والأئمة كانت قوية جدا، ولعل أبرزها علاقته مع الشيخ الشعراوى، فقد عاش البابا شنودة الثالث قبل وفاته مع الشيخ محمد متولى الشعرواى، رحمه الله، رحلة حياة تمتعت بالمحبة والصداقة وكانت قائمة على التأخى بينهما وبين شعبى مصر وبدأت العلاقة بين الشيخ الشعراوى والبابا شنودة بعد إرسال البابا شنودة وفدا من رجال الكنيسة لزيارة الشيخ الشعراوى أثناء إجرائه عملية جراحية فى لندن، وقدم له هدية عبارة عن «علبة شوكولاتة  مع باقة من الورود»، بعدها زاره بنفسه وأوصى الأطباء عليه. ووضع قداسة البابا شنودة الثالث صورة الشيخ الشعراوى فى مكتبه الخاص لكى يصلى من أجل أن يتم الله شفاءه، وأن يعود إلى أرض الوطن بكامل صحته بعد إجرائه عملية جراحية فى لندن، إذ وضع الشموع تحت صورته فى لفتة إنسانية تلفها مشاعر الحب والتقدير، وعندما عاد الشيخ إلى مصر سالما، رأى أن من الواجب أن يزور البابا فى الكاتدرائية، فكان استقبال الشعراوى فى الكاتدرائية استقبالا حافلا، وكان عشرات الأساقفة والكهنة فى انتظاره، وتجمع عدد كبير من الأقباط أمام الباب الخارجى لتحيته أثناء دخوله، فكانت فرحة الجميع بالشيخ ظاهرة على الوجوه، وعلى الرغم من أن هذا اللقاء التاريخى كان مقررا له أن يستمر نصف ساعة فقط، لكنه استمر أكثر من 3 ساعات دون ملل، إذ قال الشعراوى وقتها: «من منح الله لى فى محنتى أنه جعلنى أجلس مع قداسة البابا شنودة».
الذكرى الـ10 على رحيل معلم الأجيال البابا شنودة (1)
الذكرى الـ10 على رحيل معلم الأجيال البابا شنودة (1)

الذكرى الـ10 على رحيل معلم الأجيال البابا شنودة (2)
الذكرى الـ10 على رحيل معلم الأجيال البابا شنودة (2)

الذكرى الـ10 على رحيل معلم الأجيال البابا شنودة (3)
الذكرى الـ10 على رحيل معلم الأجيال البابا شنودة (3)

الذكرى الـ10 على رحيل معلم الأجيال البابا شنودة (4)
الذكرى الـ10 على رحيل معلم الأجيال البابا شنودة (4)

الذكرى الـ10 على رحيل معلم الأجيال البابا شنودة (5)
الذكرى الـ10 على رحيل معلم الأجيال البابا شنودة (5)

الذكرى الـ10 على رحيل معلم الأجيال البابا شنودة (6)
الذكرى الـ10 على رحيل معلم الأجيال البابا شنودة (6)

الذكرى الـ10 على رحيل معلم الأجيال البابا شنودة (7)
الذكرى الـ10 على رحيل معلم الأجيال البابا شنودة (7)

الذكرى الـ10 على رحيل معلم الأجيال البابا شنودة (8)
الذكرى الـ10 على رحيل معلم الأجيال البابا شنودة (8)

الذكرى الـ10 على رحيل معلم الأجيال البابا شنودة (9)
الذكرى الـ10 على رحيل معلم الأجيال البابا شنودة (9)

الذكرى الـ10 على رحيل معلم الأجيال البابا شنودة (10)
الذكرى الـ10 على رحيل معلم الأجيال البابا شنودة (10)

الذكرى الـ10 على رحيل معلم الأجيال البابا شنودة (11)
الذكرى الـ10 على رحيل معلم الأجيال البابا شنودة (11)
p.8
 

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة